No Result
View All Result
المشاهدات 1
استيرك كلو –
كلما ازددنَ غضباً ضد الذهنية الذكورية التي تلفقت بالحروب المدمرة وبالإبادة، يقرأن تفاصيلها بكل ما يملكن من شعور تجاه لاإنسانيتهن على أرض كانت للآلهة الأم موضع الثقافة الاجتماعية التي تمثل أم كافة العلوم الإنسانية. اختارت المرأة دور الطليعة في الثورة ضد ظلم وظلام الإله الواحد المتمثل في النظام الذكوري الذي يوجه المجتمع الإنساني نحو مخاطر تهز بنيان الإنسانية. بالطبع للمرأة أسبابها في اختيار هذا الدور التاريخي في تصعيد وتيرة كفاحها وعلى كافة الصعد ولم يأتِ ذلك من فراغ والذي يتغاضى عن ذلك إنما يعتبر غفلة تجاه إنسانيته. وهنا بالعودة إلى أسباب اختيار هذا الدور الصعب لهو وعي جنسي ووطني ومجتمعي يعتمد على أيديولوجية حرية المجتمع والحياة الندية التي قادها القائد عبدالله أوجلان عندما عرّف المرأة بالأمة. يكمن في هذا التعريف الدور الهام في تخطي المفهوم الجنسوي والعبور إلى تكوين علمي يعتمد على علم الجينولوجيا والذي يمكننا تعريفه بأم العلوم أيضاً.
لدى إلقاء نظرة إلى ما خلّفته حرب الإبادة من قبل النظام المهيمن سنجد بكل سهولة نتائجها الشفافة فيما تعيشه المرأة، فأول ما قامت به قوى الإبادة هو استهداف المرأة أولاً ومحاولة إبادتها كجنس وكثقافة، ففي المناطق التي احتلتها مرتزقة داعش ومن بعدها الاحتلال التركي عبر مرتزقته نجد بأن ممارساتها تمحورت حول تعبيد المرأة وإبادتها، لأن النظام الذكوري السلطوي في مضمونه يعتمد على هذه النظرية كطريق خلاص هيمنته في القضاء على ثقافة المجتمع الحر. وكانت المرأة من أولى وأكبر ضحايا هذه الحرب سواء بالغصب والعنف الجنسي والجسدي أو عبر العادات التقاليد التي بلغت بأمة النساء إلى أعلى درجات الغضب لتحولها إلى ثورة النساء في القرن الحادي والعشرين. لذا لا نبالغ إن قلنا بأن ثورة شمال شرق سوريا هي ثورة المرأة بالدرجة الأولى. وهنا أريد أن أُعيد إلى الذاكرة مشهد إحدى الأمهات في مراسيم ابنها الشهيد في مقاومة الكرامة ضد الاحتلال التركي في سري كانيه وتل أبيض، في هذه الوقفة الصامدة إنما هو استمرار لثقافة المقاومة التي امتزجت بروحها في سبيل التحرير من ثقافة الاغتصاب. إن قتل امرأة مناضلة كهفرين خلف وهناء صقر أمام أطفالها بهذه الوحشية دلالة على مدى خوف هذه السلطة العقيمة التي وصلت إلى قمة هزيمتها. عندما توجهت الأم عقيدة إلى سري كانيه كانت روح أم حملت ثقافة الآلهة الأم لمواجهة الفاشية التركية وكافة أنواع الهيمنة الذكورية.
هذا كله بالمعنى الحقيقي يحمل الثامن من آذار في عام 2020روح المقاومة الشعبية ضد الذهنية الذكورية وليس فقط في يوم واحد بل حولت المرأة كل أيامها إلى يوم الكفاح الشعبي ضد كافة أنواع العنف، فرغم ممارسات الذهنية الأبوية ضد المرأة وخاصة في مرحلة الثورة التي زادت حدة عنفها ولكن بتصعيد المقاومة النسوية استطاعت المرأة رفع وتيرة نضالها في هذه المرحلة وإبراز دورها الطليعي لتطفو طابع المرأة المقاومة على المرأة المستسلمة مرة أخرى في ذات جميع النساء ومن كافة المكونات في شمال شرق سوريا تحت راية مقاومة المرأة انتصار لمقاومة المجتمع.
No Result
View All Result