بجهودنا نُذلّل المعوقات..

نورا خليل

عندما نتحدث عن الخروج من الظلم هناك عدد من الأشياء التي يمكننا القيام بها لفتح آفاقنا أمام تدفق الطاقة وتحويلها, كنت مع إحدى المدافعات عن حقوق المرأة وطبعاً للحديث نكهة خاصة فالجانب الحقوقي والقانوني يأخذ الحيز الأكبر من النقاش عندما نناقش موضوع العنف ضد المرأة.

زميلتي الأجنبية تستفسر عن الثبوتيات القانونية بمخيم الهول وأوراق السجل المدني وأنا أجيبها عن الجانب النفسي للمسألة، ونحن نتكلم عن سلسلة من الاضطهادات عندما أتحدث عن النساء الناجيات من العنف في المخيمات رغم أنهن كنّ عنيفات بيوم من الأيام فهي إنسانة كاملة وتستحق حياة كالحياة، وأن تحترم عقلها وجسدها…….. وللحديث بقية.

تم النقاش أيضاً عن النساء الناشطات في ظروف الحرب الدائرة في سوريا وكيف أسسن جمعيات ومنظمات في البلاد وقمن بمشاريع ومبادرات صغيرة رغم عدم التشجيع ورغم الصورة النمطية بأن الرجال يمتهنون كل الأعمال, فحتى يومنا الراهن لا يزال عدد كبير من النساء راضيات عن وضعهن عندما يكنَّ معنفات في المجتمع، وهناك الكثيرات مقتنعات بأن عليهن البقاء في منازلهن أو العمل في مهن معينة دون غيرها.

ربما لا يستطعن مواجهة الصعوبات وظروف الحرب لوحدهن, مع أن الكثيرات منهن أثبتن بأنهن أكثر قدرة على تحمل المسؤولية والعمل في مجال العدالة والمساواة وحل النزاعات رغم الحرب ورغم الحصار.

هناك من واجهن تحديات المرحلة وتحديات الحرب وبدأن بالمساهمة في بناء السلام والمجتمع المدني رغم أننا وقتها لم نكن نعلم بأن الحياة ستكون قصة ومسرحية ونحن أبطالها ولم نكتب سيناريوهاتها ونهايتها, تعلمنا الكثير من الدروس وكنا نؤمن بأن الحياة التي يحيها الإنسان بكرامة وباحترام النفس بحاجة للحصول إلى فرصة لتحقيق الذات وهي حق طبيعي يعطي للإنسان لحظة ميلاده, وحدها الثورة علمتنا بأن مثل هذا الحق الطبيعي إذا ما أصبح حقيقياً يمكننا وقتها أن نحيا وأن نعيش في عالم تسوده العدالة والسلام, لذلك قررنا أن نكون نحن أنفسنا وتعلمنا من كل سقوط ومن كل حجر تعثرنا به يوماً ما ولم تكسرنا، ربما بقي الألم ولكننا لم ولن نستسلم، وحدها من مرت بالتجربة تعلم ذلك وأنا واحدة منهن.

 ندرك أن هناك الكثير من المعوقات والكثير من المشاكل التي واجهتنا نحن الناشطات في المجتمع المدني، وكان هناك الكثير الكثير من التحديات التي كانت تحول دون قيامنا بالدور الفعال في الحياة, هناك المعوقات والمشاكل التي واجهتنا على أمل أن تتوحد الجهود ذات يوم  ونقوم بحملات الحشد والمناصرة ونكون جميعاً حلالي المشاكل ولكل منا طريقته وأسلوبه للتواصل إلى حل وغالباً ما يكون ناجحاً, فالإنسان عندما يدخل حقل العمل الإنساني يتجاوز سلبياته وينمي شخصيته ويجعله أقوى وأنجح.

إذاً ما علينا إلا أن ننظم الوقت لمواجهة أبرز الصعوبات وهذا أسلوب آخر لحل المشاكل، حيث نطور مهارات التخطيط الاستراتيجي والتخطيط العام والتعامل بسلاسة ويسر لتحقيق أهداف بدون عنف وبناء جسور من الثقة بين الجميع لنشعر بالأمان والأمن معاً، ولا نجعل الآخرين يستغلوننا فحقوقنا لها قيمتها التي يجب أن تُحترم ولنا كل الحق في استحقاقها وسنكون سر قوتنا.