مثقفو عفرين: وحدة الصف ضمان لمستقبل الكُرد وسوريا

تقرير/ صلاح إيبو

روناهي/ عفرين: وصفَ مثقفو عفرين وحدة الصف الكردي بالضرورة التاريخية والمرحلية، لضمان مستقبل الشعب الكردي ومكونات شمال وشرق سوريا، في إشارة إلى أن وحدة البيت الكردي تعطي زخماً كبيراً لمشروع الإدارة الذاتية وترسيخها في المنطقة، وتفتح أفقاً جديدة لطرح القضية الكردية على المستويين الإقليمي والدولي.

المرحلة المقبلة تفرض علينا العمل أضعاف مضاعفة

وفي هذا السياق قالت الرئيسة المشتركة لاتحاد مثقفي عفرين: “آفيستا إبراهيم” أن وحدة الصف الكردي هي ضرورة مرحلية تضمن مستقبل الشعب الكردي، والشعب الكردي هو أقدم شعوب المنطقة وتوحيد جهود هذا الشعب ليست مستحيلة، بل يجب أن تكون الحالة الصحية الضرورية في الوقت الراهن”، وأرجعت آفيستا إبراهيم الخلافات السياسية بين التيارات الكردية المختلفة لعوامل طبيعية خاصة بالحركة السياسية الكردية، ولكن ركزت على ضرورة وجود رؤية سياسية موحدة لمستقبل المنطقة والشعب بما يضمن مصالح هذا الشعب الذي قدّم آلاف الشهداء.

وأردفت آفيستا إبراهيم: “إن وحدة الصف الكردي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الكرد والمرحلة الحساسة في الأزمة السورية التي دخلت عامها العاشر، سيكون لها انعكاسات إيجابية على الوضع العام الكردي والسوري، وستكون العائق الوحيد أمام أي مؤامرة أخرى تستهدف وجود هذا الشعب كما حدث في اتفاقية لوزان”.

وشددت آفيستا على ضرورة العمل المشترك بين مختلف الكيانات السياسية والاجتماعية الكردية في سوريا، مؤكدةً أن مرحلة جديدة بدأت بعد التطورات السياسية والميدانية المتلاحقة وبالتالي يجب أن يكون العمل أضعاف ما كان عليه سابقاً ليكي تنعم الأجيال القادمة بحياة كريمة.

الاختلاف السياسي ظاهرة صحية

بدوره أوضح الرئيس المشترك لاتحاد مثقفي عفرين “أسامة أحمد” على أن لملمة البيت الكردي هي ضرورة مرحلية على الصعيد الداخلي السوري والإقليمي، وسيكون له انعكاسات مهمة على الساحتين السورية والكردستانية في المستقبل.

وقال أحمد: “أن فرص ترتيب البيت الكردي كبيرة ومتلائمة، لعدم وجود خلافات جوهرية من حيث الأهداف ومستقبل الشعب الكردي، لكن الوسيلة هي المختلفة، ومن الطبيعي وجود خلاف سياسي بين التيارات الكردية السياسية، لكن يجب على كافة الأطراف وضع هذه الخلافات جانباً والتركيز على ورقة سياسية موحدة تضمن مستقبل القضية الكردية في سورية وانعكاساتها على الساحة الإقليمية والكردستاني وبعدها الدولي”.

المجلس الوطني سيتحول إلى جسم متهالك إن لم يفك ارتباطه الخارجي:

ويرى أسامة أحمد إن انقسام الحركة الكردية في سوريا بين خيارات داخلية وطنية وأخرى تعتمد على قوى خارجية، هو العائق الوحيد أمام وحدة الصف الكردي، وتابع: ” إذا رأت الأطراف الكردية ضرورة توحيد الصف الكردي، يجب أن تنطلق من أرضية النقاط المشتركة وحل الخلافات أو تأجيل بعض الخلافات الأخرى التي لا يمكن حلها في الوقت الراهن لأسباب متعددة”.

وفيما يخص المواقف الإيجابية التي قدمتها الإدارة الذاتية بهدف توحيد الصف الكردي، ومنها إطلاق صراح المعتقلين من المجلس الوطني الكردي والسماح لهم بمزاولة نشاطهم وفتح مكاتبهم دون قيد أو شرط، إضافة لمبادرة أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الكردية، قال أحمد، أن الإدارة الذاتية قدمت خطوات إيجابية تنمى عن حسن نية في هذا المسار الوطني، وأضاف: “الآن يُتطلب من المجلس الوطني الكردي اتخاذ قراراً جريء والخروج من العباءة التركية والائتلاف السوري المعارض، أو سيواجه فقدان المصداقية جماهيرياً وبالتالي سيتحول إلى جسم متهالك وميت، وهنا لا نستبعد حدوث انشقاقات ونبذ شخصيات غير مرغوبة فيها من المجلس الوطني إذ لم يستطع فك سياسته من الأطراف الخارجية والاندماج في البيت الكردي الذي بات اليوم ضرورة تاريخية”.

وتابع أحمد قائلاً: “المجلس الوطني الكردي إلى هذه اللحظة لا يمتلك قراره ويرتهن إلى قرار الائتلاف وتركيا، ولكلا الطرفين أهدافه الخاصة، إضافة إلى ضرورة حدوث إصلاح داخلي لهذه الأحزاب، لأنها ابتعدت عن أهدافها، وهيمن عليها الطابع الشخصي، لذا قد تتحرك القاعدة الشعبية لهذه الأحزاب في منحى مغاير لقادتها”.

وربط الرئيس المشترك لاتحاد مثقفي عفرين “أسامة أحمد” بين تحقيق وحدة الصف الكردي وتأثيره على حل الأزمة السورية، إذ أن وحدة الصف الكردي وترابطه مع مشروع الإدارة الذاتية والذي يضم كافة مكونات شمال وشرق سوريا، سيعطي القوة الكافية لجعل هذا المشروع قوة أساسية في الأزمة السورية، وبالتالي التأثير الإيجابي على المفاوضات بين الإدارة الذاتية والنظام السوري، ويعطي زخماً سياسياً للقضية الكردية والتمثيل الداخلي والدوالي للكرد في لجنة إعداد الدستور ومستقبل سوريا، وسيكون له بالطبع انعكاسات إيجابية على المستويين الإقليمي والكردستاني، ولاسيما في هذه المرحلة التاريخية الحساسة التي بات العالم أجمع يعلم منْ هم الكرد وما عانوه من ظلم خلال قرون.

الأطفال يطالبون بمستقبلٍ مشرق

وهذه النظرة فيما يخص وحدة الصف الكردي لا تختلف من جيل إلى آخر، “خليل موسى” الطفل الكردي الذي باتَ معروفاً اليوم بالكاتب الصغير بعد تأليفه كتاب عن معاناة نازحي عفرين، وله عدة أشعار ويعمل اليوم على كتابة مجموعة قصصية عن آلام هذا الشعب، هو الآخر دعا الأحزاب الكردية لتوحيد خطابها السياسي، مُشيراً إلى أن بعض الأحزاب التي لا تندمج مع رغبات قاعدتها الشعبية لن تستطيع الاستمرار، وستفقد مصداقيتها، وتابع “نحن كأطفال الكرد، نريد غداً مشرقاً، ولن يتحقق ذلك بدون وحدة الصف الكردي”.