جلال لطيف البالغ من العمر 35 عاماً يقرع على طبلته منذ 27 عاماً ويُعرف بين أهالي إقليم الجزيرة كبيرهم وصغيرهم باسم جلال الدربكجي. لا تخلو أي مسيرة أو احتفالية أو فعالية من صوت طبلة جلال. ويدا جلال اللتان أدماهما قرعه الطبلة لا تتخليان عنها. وهو يرفع بصوتها معنويات الشعب ولا يتوقف عن قرعها مهما كانت الظروف.
يقول جلال بأنه عشق قرع الطبلة منذ أن كان في الـ 8 من عمره ويتذكر ذلك بالقول:” كنت في الـ 8 وكان أبي يعزف على البزق في الحفلات والأعراس وكنت أذهب معه وكان ما يشد انتباهي دائماً هو قارع الطبلة وكنت أريد أن أدق عليها. وعند عودتي للمنزل كنت أدق على الأدوات والأواني الموجودة في البيت حتى أتعلم قرع الطبلة وتعلمت دون أن أتلقى التدريب من أحد. في الأعراس كنت آخذ الطبلة من الفرقة وأقرعها وكانوا يعجبون بي.” عائلة جلال تعتمد في معيشتها على العزف على البزق من أيام أجداده واستمر جلال على منوالهم في التوجه إلى القرع على آلة موسيقية. كما يقوم جلال بتعليم من يريد تعلم الإيقاع وعلَّم حتى الآن 5 أشخاص.
“قرع الطبلة أدمى يدي”
اشترى جلال طبلة خشبية وهو في الـ 15 من عمره، كانت الطبلة في ذلك الوقت تصنع من الخشب وجلود الحيوانات، يقول جلال بأنه كان يقرع الطبلة بشدة ودائماً ما كان يكسرها. وبعد أن اشترى طبلة معدنية تخلص من مشكلة انكسار الطبلة بين يديه ولكن ظهرت مشكلة أخرى وهي أن هذه الطبلة تدمي يديه وتسبب تشققهما. ولكن جلال لا يلتفت لوجع يديه ويستمر بقرع طبلته.
قبل ثورة روج آفا كان جلال يقرع الطبلة في الأعراس ليعيل عائلته وبعد بدء ثورة روج آفا صار صوت طبلته يسمع في كل الساحات وفي أماكن الفعاليات.
“لن أعطيكم طبلتي حتى لو قتلتموني”
تحدث جلال عن بداية الانضمام للمقاومة والثورة وقال:” كنت دائماً أقرع الطبلة لأجمع الأهالي وأبعث الحماس في نفوسهم وأرفع من معنوياتهم. في إحدى المسيرات في حي العنترية هاجمنا عناصر النظام وأطلقوا علينا الرصاص وطلب مني عناصر النظام أن أعطيهم طبلتي قلت لهم لن أعطيكم طبلتي حتى لو قتلتموني.”
من مقاومة نصيبين وحتى مقاومة العصر يرتفع صوت طبلة جلال
في مقاومة باكور” شمال كردستان” في عامي 2015- 2016 حيا جلال تلك المقاومة بصوت طبلته. اختلط صوت طبلة جلال بصوت القذائف والمدافع التركية على الحدود بين قامشلو ونصيبين. كان جلال يقدم الدعم لمقاومة أهالي نصبين بقرع الطبلة على الحدود. من المقاومة الأولى في ثورة روج آفا حتى مقاومة نصيبين، من مقاومة نصيبين وحتى مقاومة العصر ارتفع صوت طبلة جلال عالياً. كما ارتفع صوت طبلته وسط تجمعات أهالي إقليم الجزيرة الذين توجهوا إلى عفرين لمساندة أهلها والوقوف معهم في مقاومة العصر في وجه الاحتلال التركي.
قال جلال بأنه من أجل تشجيع الأهالي ورفع معنوياتهم لا يلتفت لوجع يديه ويستمر في قرع طبلته وأشار إلى أنه يقرع الطبلة لنصرة ثورة شعبه.
“طبلتي تعطيني قيمة وأنا أمنحها قيمة”
وعبَّر جلال عن تعلقه بطبلته بالقول:” لن أتخلى عن طبلتي ما دمت على قيد الحياة، وإذا مت فأريد أن تدفن معي لأنني منحتها قيمة وهي أيضاً أعطتني قيمة في المجتمع”.
