الكتّاب والشعراء… منابر أصوات الشعب

تقرير/ هايستان أحمد 

روناهي/ قامشلو: من نظم وإلقاء قصيدة؛ إلى توقيع كتاب أُهدي إلى مُهجري سري كانيه وكري سبي، كان للشاعرة هناء داوود بصمة ومشاركة لما يحدث في المنطقة.

لأن الثقافة روح الحياة الاجتماعية وألحان آهاتها العذبة الغنية التي تعبر عما يجري في مكنونات البشر من كنوز، وتظهرها بأجمل لون ولحنٍ وكلمة، ولا نستطيع فصل الثقافة عن الحياة مهما كانت الظروف التي نمر بها.

 وهنا من صرخات أطفال سري كانيه الذين هجِّروا وتعرضوا لكل أشكال العنف النفسي والجسدي نتيجة الاحتلال التركي الهمجي على سري كانيه وكري سبي، أصرت الشاعرة الكردية “هناء داوود” على وضع اللمسات الأخيرة على مجموعتها الشعرية وتوقعها في حفل توقيع نظم لهذه الغاية.

 فالثقافة والأدب لا تحيدان عن النضال عند الشدائد أو الحروب بل لهما دور مهم وعظيم في رفع معنويات الشعب والتعبير عما يدور حولهم بكلمات متناغمة تحمل الحزن والفرح والانتصار والقوة في تشكيلاتها.

لمسات الكتاب الأخيرة مقتبسة من أحداث سري كانيه:

الشاعرة “هناء داوود” كانت قد بدأت بكتابها ” أربعون هزيمة وأنا” منذ فترة، وهذا الكتاب من القطع المتوسطة بمائة وعشرون صفحة، ولكنها لم تنهيه وأثناء الهجمات الوحشية على سري كانيه قامت بأداء دورها ككاتبة وشاعرة لتكون بحق ضمير ولسان حال المجتمع ووقّعت أخيراً كتابها في حفل بسيط في اتحاد مثقفي روج آفا كردستان بقامشلو، وفي هذا السياق حدثتنا الشاعرة عن مضمون الكتاب وعن نفسها قائلة: (سأعرف عن نفسي بأنني امرأة لا تُكسر لا تهزم ولكنها تعبد، ما كنت يوماَ لأحد، كتابي هذا تم طبعه في دار نشر في دمشق على ألف نسخة مبدئياً، وجاءت تسميته من أربعون هزيمة وانتصار تمر على المرأة فالرقم “أربعون” له دلالات كثيرة في الثقافة والميثولوجية الشرقية فأقرب مثال “قطعت المرأة الأربعين من عمرها، أو بعد أربعينية وفاة زوجها” وهكذا.

 قصائد الكتاب تحمل حالات لنساء كثيرة، طُبع الكتاب في أوائل سنة 2019م، ولكن بعد تهجير أهالينا من سري كانيه كشاعرة أثر ذلك في نفسي كثيراً عن تلك الوجوه التعبة وتلك الآمال المحطمة التي تريد العودة إلى الديار مرة أخرة، وقد أردت أن أقدم كل واردات الكتاب إلى المهجّرين، وواجبنا كمثقفين وكُتّاب أن نقدم إلى المجتمع بكتاباتنا وما نستطيع تقديمه من مشاعر لنمثل عن الشعب والوطن ورصد كل ما يحدث للعالم أجمع).

وأخيراً اختتمت الشاعرة حديثها بقولها أنها ستبقى هناء داوود التي تحب تلك العيون التي تحمل الحزن والتعب والوجوه السمراء التي حُجب عنها الأمل “سأكون معكم دائماً”.