نظام أردوغان وخطره على العالم

آلدار خليل –

قرابة العامين ولا زالت الدولة التركية مستمرة بكافة السلوكيات والأخلاقيات الناقصة في عفرين من خلال احتلالها ومحاولاتها بكل السبل تغيير هويتها التاريخية والمجتمعية وتجريدها من تلك السمات البارزة التي استدلت بها الكثير من الشعوب نحو حقيقة المقاومة ضد عدو فاشي مجهز بكافة العتاد والأسلحة؛ المقاومة التي دامت 58 يوماً بكل بسالة وانتقلت لمرحلتها الثانية مع بداية ١٨ آذار ٢٠١٨ لتؤكد لتركيا ومرتزقتها بأنهم حينما اختاروا عفرين ومناطق شمال وشرق سوريا هدفاً كان الخيار الأسوأ.

 في ترجمة عملية لتلك المقاومة والصمود شعبنا المهجر من عفرين بموقفه الثابت وإرادته القوية يغير كل المخططات التي تريد عزله وإبعاده عن أرضه وعن أشجار الزيتون التي عاش معها العفرينيون أجداداً وآباءً وأحفاداً، هذه المواقف وهذا الثبات حتماً مصدر قلق وتوتر بدون حدود لأردوغان العازم على ترويع أهالي عفرين وشعبها المهجّر الذي يرفض الابتعاد عن عفرين ويصّر على البقاء في الشهباء وتل رفعت مع الإصرار على العودة بكرامة واعتزاز.

إن استهداف أردوغان لعموم مناطق شمال وشرق سوريا ومؤخراً سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) وقيامه بالمجزرة المروعة في الثاني من شهر كانون الأول الجاري في تل رفعت واستهدافه للأطفال الأبرياء هي محاولة قتل لحلم العودة في نفوس ذلك الجيل الشاهد على حقيقة المقاومة والنيل من إصرار شعبنا على العودة وأيضاً ترويع وبث الذعر على أمل التخفيف على مرتزقته في عفرين وفي المناطق الأخيرة التي احتلوها معاً بعد كشف زيف ادعاءاتهم وظهور حقيقتهم وفضحهم لذاتهم على أنهم محتلون، غزاة، بقايا داعش والنصرة هدفهم الإبادة ومنع نيل الشعوب لإرادتها.

أردوغان لم يعد ما لديه كي يُخفى؛ فيضرب علانية كل العهود والمواثيق الدولية عرض الحائط، يخالف قوانين الحلف الذي ينتمي إليه (الناتو)، يدعم المرتزقة السلفيين ويدعم مشروع الإخوان، يصر على الإبادات وتغيير هوية المناطق والمجتمعات، يتدخل في المنطقة كافة (ليبيا، مصر، العراق، اليونان، وأرمينيا) ويبتز أوروبا علانية، أردوغان وزمرته باتوا وباء على المنطقة والعالم؛ لن يقفوا ما دام هناك صمت وتجاهل لما يفعله. شعبنا اليوم يعرقل ويفشّل مخططاته، لا بل يقدم تضحيات كبيرة في منع مخططاته الخطيرة في سوريا والمنطقة. لا بد من إسقاط هذا النظام الفاشي ولا بد للعالم أن يعمل للحد من ممارساته وسياساته وإلا سيكون العالم تحت تهديد فاشي جديد لم يسبق أن مرّ  في التاريخ.

من يحاول العمل والتقرب من أردوغان ولو بشكل تكتيكي أو مرحلي بكل تأكيد لن ينجوا من سياسات العثمانية والطورانية التي لا زمت المنطقة لقرون والتي لم تكن قائمة إلا على الخيانة والطعن في الظهر وتركيا قديماً وحديثاً من الدول التي ليس لها حلفاء ولا أصدقاء، جميعنا نتذكر في عام 2014 العلاقة بينها وبين روسيا، والعلاقة بينها وبين النظام قبل 2011 إلخ، العالم في خطر ونقطة الخطر التركي الحقيقي الآن هي سوريا والمركز هو شمال وشرق سوريا بدون تحرك عاجل الخطر يكبر وسيجلب الويلات حتماً بدون أي استثناء.

ولطالما أفشل شعبنا مخططات أردوغان على مرَّ السنوات التي مضت؛ فإنه بإرادته وإصراره سيحقق النصر وبالتالي العالم الذي لا يدرك حقيقة المقاومة التي تبديها شعوبنا؛ سيكون في يوم ما هدفاً لأردوغان وسيدفع ثمن الصمت والتجاهل على يد أردوغان وأدواته.