روناهي/ ديرك- على الرغم من التغافل الذي يمارسه العالم بحقهم واستمرار استهداف إرادتهم وسط الظروف المعيشية الصعبة داخل المخيم، إلا أنهم ما زالوا صامدين إيماناً منهم بمبدأ وفكر “المقاومة حياة”، يجددون عهدهم يوم تلو الآخر بمواصلة المقاومة حتى تحرير كل شبر من أراضيهم.
يتواجد في مخيم “نوروز” الواقع في ريف مدينة ديرك، أكثر من خمسين عائلة ومئة واثنتا عشر شخصاً وهذا العدد في تزايد يومياً أغلبهم أطفال ومسنين، نزحوا قسراً من مدنهم هرباً من المجازر التي ارتكبها الاحتلال ومرتزقته أثناء غزوهم لمناطق شمال وشرق سوريا، حيث نزحت آلاف العائلات قسراً إلى المناطق الأكثر أمناً وعدم البقاء في مدنهم بوجود الاحتلال التركي ومرتزقته.
وفي هذا السياق كان لصحيفتنا روناهي زيارة إلى مخيم “نوروز” لرصد الوضع المعيشي لتلك العوائل، لا سيما مع قدوم فصل الشتاء.
أردوغان ومرتزقته نهبوا منازلنا وممتلكاتنا
وبهذا الصدد أكد الأب فتاح محو القاطن في مخيم نوروز، وهو في عقده السابع بأنهم اضطروا للنزوح قسراً مرات عدة بسبب طيران الاحتلال التركي وهجمات مرتزقته وممارساتهم الإجرامية في كري سبي/ تل أبيض، وقال: “نزحنا في البداية إلى الرقة إلا أننا لم نعش بأمان بسبب خلايا مرتزقة داعش النائمة، فاتجهت مع عائلتي إلى مخيم نوروز”.
وسط الحزن أضاف الأب محو: “لم نريد يوماً أن نتخلى عن أراضينا ومنازلنا، إلا أن أردوغان ومرتزقته قاموا بسرق ونهب كل ما نملك”، وأشار بالقول: “بأنهم يفضلون المقاومة على العودة إلى كري سبي في ظل الاحتلال التركي ومرتزقته الغاشمين”.
وفي سؤال لصحيفتنا عن تقديم المساعدات لهم من قبل المنظمات المعنية وإدارة المخيم، نوه الأب محو بأن إدارة مخيم روج قدمت لهم الخيم والمستلزمات اليومية، أما بالنسبة للمنظمات الدولية أشار بأنهم يتقاعسون عن دورهم في مساعدة النازحين في حين حل الشتاء ويحتاجون لمدافئ وألبسة شتوية لحماية أطفالهم من ألا يقتلهم البرد أيضاً.
التأكيد على درب المقاومة
أما زوجة الأب محو الأم خانم حسن، قالت بهذا الخصوص: “سنبقى هنا في المخيمات نتحمل ظروف الحياة الصعبة وقلة الإمكانيات الطبية والخدمية من قبل المنظمات التي تدّعي الإنسانية، وسنستمر بمقاومتنا التي بدأناها حتى تحرير أرضنا من المرتزقة والفاشية التي احتلتها”.
ونوهت الأم خانم بالقول: “لم نتلقَ أي دعم من المنظمات الإنسانية المعنية بهذا الشأن، فقط إدارة المخيم هي التي تقدم الخدمات وتوزع الإغاثة على الأهالي بدعم من الإدارة الذاتية الديمقراطية في المنطقة”.
وتابعت الأم خانم حديثها بالقول: “نعاني أنا وزوجي من مرض القلب والضغط كما لدينا أطفال صغار في العائلة، والجو في المخيم قارس ونحن نحتاج للدواء والاحتياجات الشتوية”.
واختتمت الأم خانم قائلةً: “رغم كافة الظروف ومآسي النزوح القسري التي نعيشها لم ولن نتوقف عن المقاومة التي بدأناها بروح هفرين وآمارا والأم عقيدة والتي ستستمر حتى تحقيق أهدافهم وأهداف شهداء الحرية أجمع، وحتى عودتنا إلى أرضنا رافعين رايات النصر”.