فَقَدَ حواسه بِفعل مُرتزقة داعش واليوم يُكمل الاحتلال الإجرام بحقه

تقرير/ حسام اسماعيل –

روناهي/ عين عيسى ـ مع بدء الأزمة السورية والظروف التي ترافقت معها من حرب ودمار، بدأت قصته في المعاناة والتشرد، والانتقال من مكان إلى آخر، لم يكن يريد إلا الأمان والاستقرار، فظروف الحرب لم تدع له مجالاً ليعيش، وسببت إعاقته، وزادها تهجيره من بيته مع عائلته التي لا يستطيع إعالتها بسبب إعاقته، حلمه هو العودة إلى مدينته تل أبيض/ كري سبي التي كانت تنعم بالأمن والأمان قبل احتلالها من قبل الدولة التركية والمرتزقة التابعين لها.

خلال لقاء أجرته صحيفتنا مع المهجر من ذوي الاحتياجات الخاصة من مدينة تل أبيض/ كري سبي عبد القادر حوت الذي خرج من مدينته، بعد ما احتلها الجيش التركي والمرتزقة، ليصل به المطاف إلى المخيم الذي أنشأته مقاطعة تل أبيض، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لإيواء المهجرين من المناطق المحتلة.

فَقدَ بصره وسمعه بلغم المرتزقة

يقول المهجر عبد القادر حوت في بداية حديثه “نزحنا من الرقة إلى مدينة تل أبيض/ كري سبي إبان سيطرة مرتزقة داعش على المدينة، بعد الخوف والإرهاب الذي سببه المرتزقة، عام 2015 وقتها كانت الألغام الأرضية التي زرعوها في كل مكان، وفي رحلة  الخروج من جحيم المرتزقة انفجر لغم عليَّ، وأفقدني بصري بالكامل، وفَقدت السمع جزئياً، وعُطِبت يدي أيضاً”.

وأضاف حوت” بعد تحرير المنطقة من المرتزقة أصبحت الأوضاع تتحسن بشكلٍ تدريجي، وبدأت التقدمات الطبية، الإغاثية تأتي إلينا، كافة المستلزمات والاحتياجات كانت متوفرة، ونعمنا بالأمن والاستقرار”.

وتابع “الهجوم التركي العنيف والوحشي على مدينة تل أبيض/ كري سبي، كان عشوائياً، ويستهدف المدنيين، لم نعرف إلى أين نتجه، أو إلى أي مكان نلجئ، القذائف التي كانت تنزل لم تعرف إلى أين تتجه…؟، ربما تستهدف أطفالك أو أطفال جارك..!، نتيجة هذا الأمر لم نستطع المكوث في بيوتنا، لذلك اتجهت بصحبة عائلتي بشكل مباشر إلى مدينة الرقة، كان هنالك أزمة في السكن في المدينة أيضاً، لأنَّها بدأت تأوي المهجرين الآتين من منطقة كري سبي”.

التهجير أجبره على السكن في بيت من دون أبواب أو شبابيك

وبيَّن عبد القادر حوت بأنه وبسبب الأزمة السكنية الخانقة التي كانت تعاني منها مدينة الرقة، اضطرر للسكن في بيت من دون أبواب أو شبابيك، وهو شبه خرابة، ومكث فيه لمدة 15 يوماً، إلى أن قامت الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية العاملة في الرقة، بتوزيع المساعدات الغذائية والإغاثية على النازحين، بعدها التجأ مع عائلته إلى مخيم مهجري تل أبيض/ كري سبي، وهناك الآن على أمل العودة إلى ديارهم التي هُجِروا منها قسراً.

يقول المهجر حوت” نحن نريد العودة إلى مدينتا تل أبيض، ولكن أوضاع المدينة حالياً مرعبة للغاية، نتواصل مع أقاربنا في المناطق المحتلة، ويؤكدون لنا أن الحياة أصبحت جحيماً لا يُطاق، لا مساعدات تُذكر إضافة إلى غلاء فاحش سببه المُرتزقة، في ظل الوضع الأمني السيء، من تفجيرات، واغتيالات، والخطف، والابتزاز لأخذ الفديات من الأهالي”.

سرقوا جميع ممتلكاتنا

واستهجن الممارسات التي يقوم بها المرتزقة من نهب وسلب للممتلكات العامة والخاصة بالقول: “لم نسمع قط من قبل أوضاع سيئة مثل التي تعيشها المناطق المحتلة من قبل مرتزقة تركيا، حتى بيتي الذي لم أستطيع أن أُخرِج منه شيئاً (سرقوه ونهبوه) بالكامل”.

وفي نهاية حديثه تمنى المهجر من ذوي الاحتياجات الخاصة عبد القادر حوت أن تحرر قوات سوريا الديمقراطية تل أبيض/ كري سبي، وكل المناطق المُحتلة من يد مرتزقة تركيا، وأن يرجع الأمان والاستقرار إلى المنطقة من جديد”.