النازح محمود رمضان: “لن نُناشد بل سُنقاوم”

تقرير/ سلافا أحمد –

روناهي/ كوباني- يراقب قريته ومنزله المُهدم ولا يستطيع الذهاب إليه، قصة محمود رمضان، الذي نزح قسراً والذي يقطن بقرية مجاورة لقريته كي لا يبتعد عن منزله وقريته.

محمود رمضان عثمان أحد سكان القرى الحدودي مع المحتل التركي، حاله كحال الآلاف من المهجرين قسراً من منازلهم، انتهى به المطاف متشرداً مع عائلته بعد العدوان التركي، تاركاً خلفه منزله المهدم من  قبل الاحتلال التركي وجميع ممتلكاتها، منقذاً حياته وحياة عائلته من جراء قصف الاحتلال التركي.

اتخذنا من العراء مأوى لنا

محمود رمضان ذو العقد الخامس، من قرية سلم (غربي كوباني) إحدى القرى الواقعة على الشريط الحدودي بين كوباني وتركيا والذي يبعد منزله عن الحدود حوالي 200 متر، قال بهذا الصدد: “الجميع متآمر مع الاحتلال التركي بتهجيرنا واحتلال مناطقنا، ولكن لن نسمح لهم بذلك”.

يروي النازح محمود رمضان من قرية سلم قصة ومأساة نزوحهم القسري قائلاً: “في التاسع من شهر تشرين الأول المنصرم بدأت دولة الاحتلال التركي عدوانها على مناطقنا ومن بينها كانت قريتنا، لقد خرجنا من قريتنا لأنقذ حياة عائلتي من العدوان إلى طريق الدولي M4 وبقينا هنالك لمدة ثلاثة أيام، حيث أخذنا من العراء مأوىً لنا، بعدها ذهبنا إلى قرية مشكو غرب مدينة كوباني، وبقينا هناك لعدة أيام أيضاً”.

ولجأ محمود مع عائلته في المرة الأخيرة إلى قرية خرخرة (غربي كوباني) متخذاً من مستودع لحبوب القمح والشعير مأوىً له ولعائلته، وهو غير قابل للسكن.

وأكمل محمود في سرد تفاصيل نزوحهم بالقول: “بعد قصف الاحتلال التركي لقريتي “سلم” واستهداف منزلي بمدفعيات الهاون، تم تدمير منزلي، وبقينا في العراء متشردين، لا لباس جيد ولا مأوى جيد يقينا من برد الشتاء”.

يسكن بِجوار قريته كي لا يبتعد عنها

يسكن محمود مع عائلته في قرية خرخرة كونه مجاورة لقريتهم، ويقول محمود عن سبب بقائه في هذه القرية والدموع تنهمر من عيناه: “السبب في بقائي في هذه القرية كونها قريبة من منزلي وقريتي التي ولدت وكبرت وترعرعت فيها، لم أتمكن من الابتعاد أكثر عن قريتي، رغم أنني لم أتمكن من الذهاب إلى قريتي ومنزلي، ولكنني أذهب إلى تلة تتطل على منزلي وقريتي وأراقب منزلي المهدم من بعيد”.

موسم الزيتون نال حصته من العدوان

وأضاف محمود قائلاً: “بسبب ممارسات العدوان التركي الفاشي لم نتمكن من جني موسم الزيتون في هذا العام، ولا زراعة أراضينا الزراعية، كون أراضينا ومحاصيلنا تقع بالقرب من الحدود التركية، وعندما كنا نحاول الذهاب إلى منازلنا أو الاقتراب من محاصيلنا دولة الاحتلال تستهدفنا بالرصاص والقناص”.

“سنرفع من وتيرة نضالنا”

واختتم محمود رمضان بالقول: “لن نناشد المجتمع الدولي بالحد من ممارسات الاحتلال التركي، كون الدول التي نناشدها هي أيضاً شريكة في قتل أطفالنا وأبنائنا واحتلال مناطقنا بصمتها، لذا نقول سنناضل ونقاوم حتى آخر نفسنا لدينا بتحرير مناطقنا ودحر الإرهاب والاحتلال منها، والرفع من وتيرة نضالنا ومقاومتنا بوجههم”.