روناهي/ قامشلو ـ يعتمد أهالي إقليم الجزيرة بشكل أساسي على زراعة القمح؛ بنوعيه القاسي والطري، ويعتبر من أجود أنواع القمح السوري، في المقابل يتمّ تقديم خبز رديء في الجودة للمواطنين.
ولمعرفة أسباب ومشاكل تردي جودة مادة الخبز في مدينة قامشلو؛ كان لصحيفتنا “روناهي” تسليط الضوء على آراء المواطنين والجهات المعنية بهذا الصدد، بالإضافة إلى الحلول التي سوف تضعها الجهات المعنية لتحسين مادة الخبز التي تعتبر الأساسية في حياة الإنسان.
وبهذا الصدد؛ أفادنا المواطن فارس سليمان دوكو من مدينة قامشلو بأن الخبز بحالة سيئة للغاية؛ وأضاف: “نطالب الجهات المعنية بأخذ الموضوع بعين الاعتبار والوقوف على مشكلة رداءة الخبز بكل جدية ووضع مراقبين على الأفران والمعتمدين في جميع الأفران سواءً كانت العامة أو الخاصة”.
وأكد المواطن علي محمد وهو من أهالي مدينة قامشلو بأنه يضطر لشراء الخبز السياحي في أغلب الأحيان إلا أنه وبسبب الغلاء للمواد الاستهلاكية كافة والانخفاض الكبير في سعر الليرة السورية مقابل الدولار، وبقاء الرواتب كما هــي يتجه المواطن إلى شراء خبز الأفران الآلية الذي يشبه النخالة مناصفةً مع السياحي خلال الشهر الواحد تماشياً مع الدخل الشهري الضعيف.
كما كان لنا لقاء مع محاسب فرن بيروت بحي الكورنيش في مدينة قامشلو كاوا حبو الذي أكد؛ قائلاً: “هناك إقبال كبير من قبل أهالي الحي على الخبز النصف آلي من جهة، ومن جهة أخرى هناك شكاوي من ارتفاع سعره، حيث معظم أهالي الحي ليس لديهم القدرة لشراء الخبز السياحي وبخاصةً إذا كان هناك عائلة مكونة من عدة أشخاص”.
وأضاف: “نستورد مادة الطحين من باكور كردستان، ويصل سعر الكيس الواحد إلى 11 ألف وخمسمائة ليرة سورية، علماً أن كل كيس يحتوي على 50 كيلوغرام”، وأشار إلى أنّ الوزن المخصص للبيع 710 غرامات، ويباع بسعر /200/ ليرة سوية، وحددت اللجنة التموينية التابعة لإدارة المطاحن في الإدارة الذاتية سعر ربطة الخبز السياحية.
ونوه كاوا حبو بأن الإنتاج اليومي يبلغ 40 كيس؛ أي ما يقارب اثنان طن من الخبز، وأكد أن سبب ارتفاع الخبز هو مادة الطحين المستورد من باكور كردستان.
ولمعرفة عدد الأفران في مقاطعتي الحسكة وقامشلو وآلية توزيع الطحين؛ التقينا بالرئيسة المشتركة لإدارة المطاحن في إقليم الجزيرة نورا إبراهيم فحدثتنا قائلةً: “يوجد في مقاطعة الحسكة أحد عشر فرناً آلياً، و74 فرناً خاصاً ومنها (الأفران الحجرية والنصف الآلية)، وفي مقاطعة قامشلو يوجد أربعة أفران آلية، و213 فرناً خاص ومنها أيضاً (الأفران الحجرية والنصف الآلية)”.
وأضافت نورا: “بخصوص الكمية المخصصة لمادة الطحين لكل من مقاطعتي الحسكة وقامشلو بشكلٍ يومي، فقد خصصت لكل منهم /190/ طن، أي /380/ طن للمقاطعتين”.
وحول الكمية المخزونة في المستودعات؛ قالت: “خصصنا /300/ طن لكل من مقاطعة الحسكة وقامشلو”.
أسباب رداءة جودة الخبز
وذكرت نورا عن رداءة جودة الخبز وشكاوي الأهالي فيما يخص ذلك بأن السبب الرئيسي يعود إلى نوعية القمح، كما أن المطاحن بحاجة إلى الصيانة؛ وأن العاملين في الفرن والمعتمدين أيضاً لهم دور في رداءة الخبز، كل ذلك يؤدي إلى رداءة جودة الخبز، فمثلاً عند مرحلة العجين يحتاج الطحين إلى خمس عشرة دقيقة في آلة العجين، ولكن لا ينتظر العاملون غير خمس دقائق وهذا يؤثر على جودة الخبز، وفي مرحلة توزيع الخبز من قبل المعتمدين؛ يضعون الأكياس فوق بعضها، وهذا أيضاً يؤثر على الخبز، وقالت نورا: “في المرحلة القادمة سيتم تفعيل لجنة تموينية لمراقبة جميع الأفران ومراقبة آلية توزيع الخبز، من أجل تحسين نوعية الخبز”.
ونوهت الرئيسة المشتركة لإدارة المطاحن في إقليم الجزيرة نورا إبراهيم بأنه في المرحلة القادمة سيقومون بصيانة الآلات الموجودة كافة في الأفران وتأمين الآلات الناقصة حسب الإمكانيات المتوفرة لديهم، بالإضافة إلى تأمين كادر ذو خبرة في مجال الأفران”.
أين تكمن المشكلة؟
تتعدد الآراء في الحديث عن مشكلة رداءة جودة الخبز وآراء كثيرة تطرح في الشارع؛ هل السبب جودة الخمائر المستعملة، أم الطحين ومراقبته، أو العاملين والمعتمدين؟!
