سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

اللغة السريانية وتحدي إثباتها

” ميلاد كوركيس” –

تعتبر اللغة السريانية بشقيها الشرقي والغربي، من اللغات السامية التي تعتبر من أقدم لغات البشرية، فهي إلى جانب كونها لغة أساسية لأمة كاملة سكنت ومازالت تسكن مناطق “بيث نهرين- بلاد مابين النهرين” إلا أنها أيضاً انتشرت في أرجاء المعمورة وخصوصاً أوروبا، أمريكا وأستراليا بسبب الهجرة التي قام بها أبناء الشعب السرياني الآشوري على مدار القرون والأعوام السابقة، بسبب سياسات التهجير القسري التي مورست ضدهم في أكثر من مكان، ليكونوا من أكثر الأمم تعرضاً لهذه السياسات التي كانت سبباً أساسيا في انتشارهم وانتشار لغتهم معهم.
بالحديث عن سوريا التي سميت أيضاً ببلاد السريان كون اللغة السريانية كانت أساسية فيها وظاهرة في أكثر من مكان، أيضاً لمعنى اسم “سوريا” الدال على السريانية، إلا إن السياسات التي تم اتباعها بسوريا للضغط على المتحدثين باللغة السريانية أسهمت إلى حد كبير في تقليل أعداد المتحدثين بها بأماكن معينة.
فكان لابد من خطوات بديلة كفيلة بالحفاظ على اللغة السريانية من الاندثار بالبلد الأم لهذه اللغة سوريا، فكان من تلك الخطوات افتتاح مدارس خاصة إضافة للجمعيات الثقافية المعنية بهذا، لكن الغالبية تعرضت لسياسة التهميش أو الإغلاق لأي مكان يهدف للحفاظ على اللغة السريانية كلغة كاملة، وحصرها لتكون فقط لغة طقسية ويتم تدريسها على هذا الأساس.
مع استمرار الوقت وازدياد محاولات التهميش أصبحت اللغة السريانية محدودة الانتشار، طالت حتى السريان أنفسهم، بعضهم لم يكن يعلم أو يستطيع التحدث بلغته الأم بسبب هذه السياسات التهميشية، فكان لابد من قيام أو ظهور محاولات جديدة لهدف إعادة أحياء اللغة الأم وجعلها رسمية في سوريا.
ظهرت مؤسسة “أولف تاو” المعنية بتدريس وإعداد كوادر تدريس للغة السريانية، التي كانت الانطلاقة الأساسية للحفاظ وإحياء اللغة السريانية، بعدما افتتحت الجمعية الثقافية السريانية بسوريا الباب أمام إحيائها بظهورها ونشاطاتها المتكررة، حيث ساهمت المؤسسة بالحفاظ على اللغة السريانية ونقلها من مجرد لغة طقسية إلى لغة كاملة مثلها مثل أي لغة يتم تدريسها قواعدياً إضافة لكونها اللغة الأساسية لتاريخ سوريا القديم والمعاصر.
وتعتبر مؤسسة “اولف تاو” من المؤسسات السريانية السبّاقة في هذا المجال، حيث ساهمت إلى حد كبير بالحفاظ على اللغة السريانية وكان لها ظهور خاص بـ “قبري حيوري” من خلال كوادر تدريسية، ساهمت بتدريس اللغة السريانية، لكل الراغبين بتعلم لغتهم الأم.