No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير/ آزاد كردي –
روناهي/ منبج: تحت عنوان “فعاليات منبج أنيسة الشعر والطرب” نظمها كل من مركز الثقافة والفن في منبج وريفها، وبالتعاون مع اتحاد المثقفين في منبج وريفها؛ وتضمن برنامج الفعاليات؛ فقرات من الشعر، وفقرات طربية، ومجسمات حيّة.
لا تكاد تنتهي مراسم عرس ثقافي مختلفة فيه ألوان الإبداع وغني بفنون الأدب والفن، حتى تُشرع مدينة منبج إلى عرس آخر، مختلف عن سابقه، فما أن انتهى الاحتفال بذكرى تحرير منبج، الذي حَفِل بفصول منوعة من تشكيلات التراث والفلكلور، حتى باشر ذراعا الثقافة في منبج؛ مركز الثقافة والفن، واتحاد المثقفين؛ الإعلان عن إقامة “فعاليات منبج أنيسة الشعر والطرب”.
وفي كرنفال ثقافي مميز، امتزجت فيه الكلمة باللحن، وتحت وشي عباءة التراث، انطلقت “فعاليات منبج أنيسة الشعر والطرب” مساءً في حديقة مركز الثقافة والفن؛ الكائن جانب المجمع التربوي. وتقام الفعاليات على فضاءات الهواء الطلق في مجلس بدوي محفوف من الخلف؛ بقطع من المنسوجات الأصيلة على طول المنصة، إلى جانب العديد من المجسمات الحرفية الفنية؛ للفنان يوسف الرحيم، وأيضاً بأجواء ممزوجة بالكلمة العذبة واللحن الشجي والطرب الأصيل، والشجر الوارف. برنامج الفعاليات، يزخر بالمحاورات الشعرية والفقرات الطربية، ومعرض فني للمجسمات الحية، وبحسب إدارة الفعالية، فمن المقرر أن تستمر الفعاليات لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وأن تدير كافة الحوارات الإدارية في مركز الثقافة والفن روزا إسحاق.
مناظرة شعرية، في دوحة الحب:
في فعاليات اليوم الأول الذي حضره مؤسسات ومجالس ولجان الإدارة، إضافة لحضور ممثلين عن الأحزاب والشخصيات السياسية، وكوكبة من النخب الثقافية، والعديد من أهالي منبج. والتي كانت قد بدأت بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً على أرواح الشهداء. بدأت بمقطوعات شعرية، بما يسمى المحاورة والمناظرة، على شكل قطع شعرية فياضة بين الشاعر أحمد اليوسف، وبين ضيفة الحفل الشاعرة؛ ماجدة داري. واتسمت هذه المحاورة بالنفس الطويل العميق بوصف خلجات الروح بما تستفيض به من مشاعر مضطربة هائجة، تبحث عن سكون في عالم تائه وهائم. المقطوعات الشعرية المتبادلة بين الثنائيين، أرادا من خلالها أن يتشبثا بالحب الصادق المأمول، والمفعم بالأحلام البريئة الضائعة. كما أنها لامست في بعض جوانبها هموم الوطن وما يعانيه من جرح لا يندمل أبداً إلا بصدق نية أبناءه الشرفاء. واستحوذت المحاورة على نصف الوقت الزمني من عمر الفعالية، ونورد بعضاً مما جاء فيها، وكانت قد بدأتها الشاعرة؛ ماجدة داري بقصيدة” كسر الوقت”، قالت فيها:
“كنت وحيدة
عندما سقطت الدمعة
كانت مائلة
رسمت طريقاً طويلاً
ممتلئاً بالغبار
تركت أمي وأبي نائمين
في سرير الأبد
في جناح فارغ
غرفة لا تتسع لدمعة”.
أما رد الشاعر أحمد اليوسف فقد جاء أكثر قوة وحماساً وإثارة لشد الحضور بكلماته الحزينة العذبة، النابعة من تجربة مليئة بالتجارب الشعرية الغارقة بالحب والوطن، نقتبس مما جاء في المحاورة من قصيدة غرامية ذات عنوان “دقائق” قال فيها:”
“تأخّــــرَ وصــلهــا عنّــي دقــائِقْ
فأمسى القلــب تسكـــنهُ حرائقْ
وأبـــــدى حيـــــرةً وبهِ ضجيجٌ
كـــــذا قلبُ المحبِّ إذا يفــارقْ
يـــراني النـــاسُ متّـــزناً وإنـي
إذا حــــان اللقى أمسي مـــراهقْ
كفى بُعـــــداً تعــــالي واثمليني
بكأسِ الــوصلِ، إنّ الهجرَ فاسقْ
فمَنْ قد يدّعي في الحبِّ صبراً
على هجـــرِ الحبيبِ فذا منافقْ.”
تجربتي الشعرية، جعلتني أغرق بالشعر دون أن أدري
في المحور الثاني من الفعالية، التي بدأت بمقطوعات شعرية للشاعر الصاعد؛ محمد سعيد، حاول فيها أن يجسد روح الفتى الهائم على وجهه؛ الباحث عن المفقود من الأيام التي تطحن في رحاها كل معترك، فتصل إليها من ملك، وتهلك من هلك. إنه الألم الشاعري ما جعله يكتب، فقال:”
“عشرون عاماً والأنيس مخدتي
فمتى سأنصب في ضفافك خيمتي
ومتى سأشدو كالبليبل باسماً
ومتى بسيفي سوف أطعن خيبتي
يمضي شبابي للمشيب وليتني
خلاًّ يواسي إن تعالت أنّتي.”
ثم شارك الفنان رضوان العيسى بوصلة غنائية، تضمنت أحد القدود الحلبية، تفاعل معها الحضور بكل حرارة، ومن ثم تركت فسحة من الأسئلة، تناوب المشاركون بالرد عليها، وقد تركزت حول المسيرة الشعرية والفنية، إضافة ما تعينه مشاركتهم في هذه الفعالية، واختتمت الفعالية بوصلة غنائية بمقام صبا للفنان رضوان عيسى.
وعلى هامش الفعالية، التقت صحيفتنا” روناهي” بالشاعرة؛ ماجدة داري التي حدثتنا عن مشاركتها، وحضورها لمدينة منبج باعتبارها أول زيارة لها، وتجربتها الشعرية بالقول:
(ما أعجبني في منبج، هو نساؤها الحاضرات، ومشاركتها بقوة في التفاعل، وهذا الأمر إيجابي، سوف أزور عدداً من الأماكن بمنبج في الغد، حتى أتعرف عليها عن كثب. أما بخصوص تجربتي الشعرية، جعلتني أغرق بالشعر دون أن أدري، وأغرقني معه بالتفاصيل، وشدني نحوه في متاهات الألم والصبابة، وكذا هو الحال بالنسبة لمقالاتي التي أنشرها في جريدة القدس العربي. أكتب للوطن وما به من حرقة وتشرد وضياع، كما يحدث الآن في عفرين)، كما حصلت صحيفتنا”روناهي” على عدد من النصوص الشعرية من قبل الشاعرة ماجدة داري، أخترنا منها قصيدة بعنوان” الحرب لا تعي جدائل النساء يا نسرين” نظمتها حباً بمدينة عفرين تقول فيها:
“لوني خصلات شعري بالعقاقير
وبالبني الشاسع
لتحديد ربيع وطن
على كتف الزيتون
عقدت خيط الخلاص
الحرب تحت أعين العالم
تتراكم
الأطفال في الحرب
يعدون الطائرات وقطع القلب
العجائز زوايا الحزن
في حضن العين
رجال بساق واحدة
يخرجون من حافلة متفحمة
وطن يتلاشى.”
No Result
View All Result