وكالة هاوار –
لا تألو تركيا جهداً ولا تدخر مالاً ولا تقصّر بالدعم اللوجستي للجماعات المتطرفة والمرتزقة، وفي كل يوم تتضح رعايتها وتبنيها للكثير من المرتزقة والزج بهم في الداخل السوري لتعيد أمجادها العثمانية، وتحيي ميثاقها المللي المشؤوم، مع ذلك تدعي تركيا بأنها حريصة على شعب وأرض سوريا وهي الراعية لكل هذه المجاميع المرتزقة وهي التي عملت وما زالت على تقسيم سوريا ونهبها وزرع الفتنة والخوف والدمار فيها.
واليوم دخل رتل عسكري تركي ضخم صباح اليوم إلى داخل الأراضي السورية متوجهاً إلى بلدة سراقب وفي طريقه إلى مدينة خان شيخون التي تشهد معارك طاحنة، فيما قال النظام السوري إن الرتل التركي دخل لنجدة الإرهابيين من “جبهة النصرة” المُدرجة على قوائم مجلس الأمن كمنظمة إرهابية.
رصد المرصد السوري دخول رتل تركي ضخم صباح اليوم الاثنين من معبر باب الهوى على الحدود السورية – التركية مع لواء إسكندريون باتجاه المنطقة المسماة “خفض التصعيد”.
وبحسب المرصد يتألف الرتل من 25 آلية وشاحنة تحمل جنود ومعدات عسكرية ولوجستية بالإضافة إلى 7 دبابات و6 عربات مُصفّحة حيث اتجه الرتل باتجاه جنوب إدلب وتوقف في مدينة معرة النعمان.
وأكّد المرصد أن طائرات النظام السوري و”الضامن” الروسي نفذت غارات جوية على محيط الرتل التركي المتوقف على أوتستراد دمشق – حلب الدولي بالقرب من مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، ما أسفر عن مقتل مرتزق تابع لتركيا مرافق للرتل وإصابة مرتزقة آخرين.
وتعليقاً على دخول الرتل العسكري للاحتلال التركي، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لوكالة “سانا” الناطقة باسم النظام السوري: “قامت آليات تركية مُحملة بالذخائر والأسلحة والوسائط المادية باجتياز الحدود السورية التركية صباح اليوم والدخول إلى مدينة سراقب في طريقها إلى خان شيخون لنجدة الإرهابيين المهزومين من “جبهة النصرة” المدرجة على قوائم مجلس الأمن كمنظمة إرهابية الأمر الذي يؤكد مجدداً استمرار الدعم اللامحدود الذي يقدمه النظام التركي للمجموعات الإرهابية”.
وأدانت الخارجية السورية “بشدة” هذا التدخل التركي “السافر” وحمّلت النظام التركي المسؤولية الكاملة تداعيات هذا الانتهاك الفاضح لسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية حسب تعبيرها، الأمر الذي يشكل انتهاكاً سافراً لأحكام القانون الدولي.
وختم المصدر تصريحه بالقول: “إن سورية تؤكد أن هذا السلوك العدواني للنظام التركي لن يؤثر بأي شكل على عزيمة وإصرار الجيش على الاستمرار في مطاردة فلول الإرهابيين في خان شيخون وغيرها حتى تطهير كامل التراب السوري من الوجود الإرهابي”.
وتحتل تركيا أجزاء من الأراضي السورية عبر ما يسمى نقاط المراقبة التي يبلغ عددها 12 نقطة غالبيتها موجودة في المناطق التي يوجد فيها مرتزقة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً والمُصنّفة على لائحة الإرهاب الدولي)، إذ تسيطر الأخيرة على ما يزيد عن 90 % من مساحة إدلب وتتلقى كامل الدعم من تركيا.