No Result
View All Result
المشاهدات 2
جيم تاونسيند – راشيل إلوهوس/ مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن –
كتبَ “جيم تاونسيند”، الباحث في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن، وكان نائب مساعد وزير الدفاع للسياسة الأوروبية وسياسة الناتو من 2009 إلى 2017، والباحثة “راشيل إلوهوس”، نائبة مدير برنامج أوروبا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، وكانت المديرة الرئيسية لسياسة أوروبا وحلف شمال الأطلسي في البنتاغون.
البداية كانت من حرب الخليج
شبّه الباحثان في مقال مشترك بينهما المسار الحالي للعلاقة الأمريكية التركية برؤية قاطرتين تتجهان مباشرة نحو بعضهما بعضاً، إنه مشهد مرعب. وفي الوقت الذي تكافح فيه العاصمتان لمنع التصادم، من المهم أن نفهم القصة الكامنة وراء ما يجري وبصفتنا اثنين من كبار مسؤولي الدفاع الذين ساعدوا في إدارة العلاقة الدفاعية الأمريكية التركية من عام 2009 إلى عام 2018، كما كتبا، نشعر أنه من المهم أن نقدم وجهة نظرنا حول كيفية وصول الولايات المتحدة إلى هذه النقطة الحاسمة ليس فقط في بيع باتريوت، ولكن أيضًا في هذه العلاقة المهمة بين البلدين. لقد كان تزويد تركيا بالدفاعات الجوية والصاروخية مهمة خاصة منذ حرب الخليج، عندما طلبت تركيا من الناتو لأول مرة إرسال دفاعات جوية لحمايتها من الضربات الصاروخية المحتملة من صواريخ سكود آنذاك، لقد استجابت الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا للدعوة، كل منهم نشر أنظمة صواريخ باتريوت تحت علم الناتو.
ولطالما شككت أنقرة أن الناتو لا يُقدر مدى ضعف تركيا في مثل هذه البيئة الخطرة، حتى أصبحت تنظر إلى طلباتها للدفاع الصاروخي باعتبارها مجرد اختبار لمدى اهتمام الناتو بتركيا، وعادة ما يُلبَي التحالف طلبات تركية، على الرغم من أن عمليات النشر كانت صعبة (ومكلفة جداً) على مدى فترة طويلة من الزمن، بالنظر إلى عدد قليل من أعضاء الناتو الذين يمتلكون أنظمة الدفاع الصاروخي المناسبة، ومع ذلك، فإن التحالف وفَرَ أشكالاً أخرى من الطمأنينة، مثل أنظمة الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً إذا لم يكن الدفاع الصاروخي متاحاً. بمرور الوقت، بدأت تركيا في البحث عن طرق لشراء نظام الدفاع الصاروخي الخاص بها، وأيضًا لاستخدام هذه المشتريات لبناء قدرتها الخاصة على تصنيع وبيع نظام دفاع جوي وصاروخي، وأصبحت تركيا جادة في الحصول على نظام دفاع صاروخي في وقت مبكر من إدارة أوباما الأولى عندما فتحت منافسة بين جهاز من أوروبا وأجهزة من روسيا وحتى الصين.
دخول روسيا وتنازلات تركيا لها
الأتراك معروفين بيباس رأسهم ومساوماتهم الصعبة بالإضافة إلى السعر المنخفض، أرادت أنقرة تصنيع أجزاء من النظام واكتساب التكنولوجيا الحساسة لبنائه مستقبلاً، وكان بناء التطور والقدرة على صناعة الدفاع التركية هدفًا مهمًا لحكومات حزب العدالة والتنمية المتعاقبة وعديد من أسلافها. وكانت الحكومة الأمريكية حريصة على حماية تكنولوجيا دفاعها الحساسة، بحلول عام 2014، أصبحت أنقرة تدرك أن الصراع المتصاعد في سوريا جعل تركيا أكثر أهمية في نظر حلفائها، وبالتالي حسنت من موقعها التفاوضي، أسقطت أنقرة العرض الصيني (وهدأ نقاد حلف الناتو) وقدمت طلب عروض جديدة. في عام 2015، أقحم لاعب جديد نفسه في ساحة المعركة الجغرافية السياسية المعقدة في سوريا عندما وصلت القوات الروسية لدعم حليفها، بشار الأسد، لم تتفق الولايات المتحدة وتركيا على كيفية التعامل مع التدخل الروسي، والأسوأ من ذلك، أن الولايات المتحدة بدأت العمل مع المقاتلين السوريين وفي مقدمتهم الكُرد على طول الحدود السورية التركية لمحاربة مرتزقة داعش.
من بين جميع القوات السورية المحلية، أثبت الكُرد أنهم أكثر المقاتلين فعالية ضد “داعش وأكثرهم تصميماً على النصر، ولذلك تم مشاركتهم في التحالف الدولي ضد مرتزقة داعش كشريك أساسي على الأرض، وهذا ما أغضب أنقرة. وكانت الولايات المتحدة وتركيا تتجادلان حول ما إذا كانت القوات الأمريكية تدرّب وتسلح المقاتلين الكرد، شعرت أنقرة أن واشنطن رفضت المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، وتوترت العلاقات بين أمريكا وتركيا عندما أعلنت الولايات المتحدة أن صواريخ “باتريوت” التي نشرتها الولايات المتحدة في عام 2013 كجزء من مهمة الناتو، كانت بحاجة إلى العودة إلى ألمانيا للصيانة والتدريب، هذا على الرغم من أن الولايات المتحدة حاولت تخفيف حدة السحب عن طريق نشر طائرات أمريكية من طراز اف 15 في تركيا لفترة قصيرة وأقنعت عضوين آخرين في الناتو بإرسال منظومات دفاع جوي وصاروخية لسد الفجوة التي خلفتها الولايات المتحدة، إلا أن أنقرة رأت ذلك دليلاً على أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها.
محاولة الانقلاب والقضاء على المعارضة
في يوليو 2016، حاول ضباط عسكريون من الجيش التركي الإطاحة بأردوغان عندما كان بعيدًا عن أنقرة، وبينما فشلت محاولة الانقلاب سريعاً، كانت تنبيهاً لأردوغان منحه فرصة لإطلاق حملة تطهير ضخمة في الأجهزة العسكرية والمدنية والأكاديمية، طالت أي شخص يعتقد أنه كان يدعم خصمه السياسي، الداعية التركي فتح الله غولن، الذي قال أردوغان إنه يقف وراء المؤامرة. ولأن غولن كان يعيش في الولايات المتحدة في المنفى، لم يأخذ أردوغان ومسؤولوه وقتاً طويلاً في الاستنتاج بأن الولايات المتحدة كانت متواطئة في الانقلاب أيضًا، ورفض الحكومة الأمريكية لطلب تركيا بتسليم المجرمين لعدم كفاية الأدلة لم يؤدِ إلا إلى تعزيز هذه الرواية. وحتى عندما تكون العلاقات مستقرة وإيجابية، ليس من الصعب إثارة المشاعر المعادية لأمريكا في تركيا عبر الطيف السياسي، والعلاقات لم تكن مستقرة ولا إيجابية، كان الجو متوتراً بين الطرفين، ولم تكن مبيعات باتريوت محصنة ضد الأبخرة، بعد محاولة الانقلاب في عام 2016، أصبح أردوغان يعتقد أن اهتماماته المختلفة، وخاصة المشكلة الكردية في سوريا، يمكن التعامل معها بشكل أفضل إذا كان لديه دعم روسي في أي مؤتمر إقليمي مقبل يتناول مصير الأسد وسوريا. وبدأت مثل هذه المؤتمرات الإقليمية فعلاً في أستانا، كازاخستان، في عام 2017 بمشاركة روسيا وتركيا وإيران، بالنسبة لبوتين، أعطاه الانقلاب الثغرة التي احتاجها لإقامة علاقة صداقة مع أردوغان الذي لا صديق له، ومن ثم سحب تركيا بعيدًا عن الولايات المتحدة وحلف الناتو.
في الساعات الأولى بعد محاولة الانقلاب، سارع بوتين إلى الإدانة العلنية للانقلاب والتعبير عن دعمه القوي لأردوغان، وذهب أردوغان إلى حدَ الإشارة إلى أن إسقاط الطائرة الروسية في العام السابق كان خطأ الطيار “الغولياني” (في إشارة لانتمائه إلى حركة غولن)، وكل ذلك كانت من العوامل أوصل العلاقات التركية الأمريكية إلى مستوى منخفض وهي مستمرة حتى يومنا هذا. وفي الآونة الأخيرة توترت العلاقات بينهما بشكل كبير بسبب الصواريخ الروسية إس 400، حيث رأى بوتين فرصته بإتمام صفقة صواريخ لتركيا لإحراج الولايات المتحدة وضخ الفوضى في الناتو، لذلك عرض، في يوليو 2017، نظام الدفاع الجوي على تركيا. إذا قبل أردوغان العرض الروسي، فيمكنه تعزيز صداقته مع بوتين لحماية المصالح التركية في سوريا، والأمر الأكثر إثارة هو أنه يمكن أن يجعل الأمريكيين يدفعون ثمن دعمهم للكرد ورفضهم تسليم غولن، في سبتمبر 2017، ومن دون المساومة الشاقة والمطالب الصعبة التي تستغرق وقتاً طويلاً، أعلن أردوغان أنه سيشتري أجهزة الدفاع الصاروخي الروسي وتحقق هدف بوتين من ذلك.
الصواريخ الروسية وتدهور العلاقة التركية الأمريكية
في الأشهر التي تلت ذلك، حذرت الولايات المتحدة تركيا من شراء تركيا للصواريخ الروسية، وعندما بدأت شحنة إلى تركيا في 12 يوليو، أعلنت إدارة ترامب على مضض أنهم لم يكشفوا عن خططهم بشأن كيفية تعاملها مع هذا الوضع الجديد مع أن هناك قرارات صادرة عن المسؤولين الأمريكيين بفرض العقوبات على تركيا في حال تسلمها الصواريخ الروسية.
وختم الباحثان مقالهما بالقول: إن القطارات الأمريكية التركية لم تصطدم بعدُ، ويحاول الجانبان اكتشاف مخرج من الأزمة والتوصل إلى تسوية، لكن إذا لم يعثروا على حل وسط لصفقة الصواريخ الروسية، فمن المحتمل أن يصطدم هذان القطاران، الأمر الذي سيكون مأساة وقد تكون حرباً غير محمودة العواقب بالنسبة للولايات المتحدة وتركيا وحلف الناتو، وانتصارًا آخر لبوتين وروسيا.
No Result
View All Result