“نطمح إلى غرس الغايات النبيلة لكل الأديان السماوية في نفوس أطفالنا”

 تقرير/ دلال جان –

روناهي/ الحسكة – أكدت العضوة في مجلس الشورى والإدارية في لجنة المتابعة والإدارة في مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في الحسكة خلود عبدو بأنهم يطمحون إلى تحقيق الغايات النبيلة لكل الأديان السماوية وغرسها في نفوس الأطفال.

انطلاقاً من رؤية مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي، في توعية المجتمع وفق التعاليم الإسلامية الصحيحة ورسالتها النبيلة في بث الوعي الديني والاجتماعي، وبهدف تعليم الأطفال بكل ما هو جميل ونقي من الأمور الأخلاقية التي تدعو إلى دين اليسر والتسامح والتعدد والتآخي فيما بين جميع الأديان، قامت المؤسسة الدينية في مقاطعة الحسكة بافتتاح دورة دينية لتعليم الأطفال على أصول الدين الصحيح وتعاليمه السامية،  وقد كانت لصحيفة روناهي لقاءاً مع  العضوة في مجلس الشورى والإدارية في لجنة المتابعة والإدارة في مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في الحسكة خلود عبدو.

برنامج تربوي ما بين التعليم والترفيه

وبهذا الصدد أشارت خلود  بالقول: “برعاية وإشراف مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في مقاطعة الحسكة، افتتحنا دورة لتعليم القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والتعاليم الدينية الصحيحة، حيث حث الرسول الكريم على حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وتعلمه وتعليميه للناشئة، وقد فتحنا أبواب هذه الدورات لمن يريد أن يعلم أولاده التعاليم الإسلامية من الصلاة والعبادات وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ولا سيما في العطلة الصيفية”.

وبينت خلود بأنهم يتبعون طريقة سلسة وسهلة لحفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وتعليم الأطفال كيفية الصلاة وطريقة الوضوء والطهارة، على خطى برنامج تربوي يمزج فيه بين التعليم والترفيه، وإعطاء دروس إضافية إلى جانب تعلم القرآن كحصة للرسم والرياضة وتعلم اللغة الإنكليزية وفتح المجال لسماع آراء الأطفال وإلقاء قصص دينية واجتماعية. وتابعت قائلةً: “كل ذلك بهدف تعزيز السلوكيات الحسنة وتعزيز أواصر المحبة والتعاون بين الأطفال، وخلق بيئة تجذب الأطفال وتؤمن لهم الراحة النفسية والجسدية”.

كما نوهت خلود عبدو إلى ضرورة افتتاح مثل هذه الدورات بالقول: “نحن بأمس الحاجة إلى هذا النوع من الدورات، وخاصةً بعد انتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية في حملتها في القضاء على الإرهاب وتحرير المنطقة من مرتزقة داعش، بعد أن نشروا الفوضى والفساد ومارسوا أبشع الجرائم باسم الدين الإسلامي، محاولين بكل الوسائل اللاأخلاقية من تشويه وتحريف الدين الإسلامي لخدمة مصالحهم الاستعمارية للسيطرة على الشرق الأوسط، لذلك جاءت فكرة افتتاح دورات تربوية دينية في أذهاننا، فنحن كمؤسسة دينية في روج آفا وشمال وشرق سوريا نعمل على فتح دورات وإعطاء دروس أخلاقية فاضلة، ونبذ التطرف، ونبذ الإرهاب، ونبذ التقليد الأعمى الذي يدّعونه البعض، والذي يقوم على تشويه الإسلام، فالإسلام بريء من هذه الاتهامات، والإسلام دين يسر ومحبة ويدعو لأخوّة الشعوب والتعايش المشترك، وإلى التمسك بأواصر المحبة والتأخي والتعاون واحترام الرأي الآخر، وهو دين يدعوا إلى إعمار الوطن يداً بيد مع جميع الأديان والشعوب بشكلٍ جميل ونقي يأمن للأجيال الحاضرة والقادمة حياة أمنة بعيدة عن التعصب الديني والقومي، فالغاية أولاً من هذه الدورات هي فهم الدين الإسلامي الصحيح كما أنزله الله تعالى على نبيه محمد، وصلته مع الأديان السماوية الأخرى”.

دوراتنا ليست فقط بالجوامع إنما في المدارس أيضاً

وأردفت خلود بالقول: “دوراتنا ليست فقط بالجوامع إنما هي في المدارس أيضاً، وذلك بالتنسيق مع لجنة متابعة المدارس بالحسكة، حيث قمنا بافتتاح ثلاثة مراكز في “الصالحية والمفتي وروهلات”، حيث تبدأ الدورة في الفترة الصباحية فقط لمدة شهرين أي في العطلة الصيفية،  ونرى إقبال كبير من قبل الأهالي في تسجيل أبنائهم وبناتهم، حيث تجاوز عدد التلاميذ في كل مركز نحو خمسين طالب/ـة من كافة الأعمار، ونحن بصدد افتتاح دورات توعية اجتماعية وأخلاقية للشابات والشباب ليتمكنوا من تجاوز هذه المرحلة على التربية الأخلاقية النبيلة”.

أما عن التنسيق مع المؤسسات الأخرى أشارت خلود عبدو قائلةً: “لقد تم التنسيق مع هيئة الآثار والمتاحف لإعطاء محاضرات عن أهمية آثار روج آفا وشمال وشرق سوريا والحضارات والأديان، التي عاشت في منطقة ميزوبوتاميا عامةً وروج آفا خاصةً، وكذلك التنسيق مع هيئة المرأة ومؤسسة أمارا للدعم النفسي لتقديم ما لديهم من دعم للأطفال، بالإضافة إلى نشاطات أخرى كمحاضرة عن كيفية تجنب أخطار الألغام، وإلقاء محاضرات صحيّة وكيفية الوقاية من الأمراض والأوبئة بالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي، كل هذه الأنشطة من أجل تجنب الطفل الملل وليتمتعوا بنشاط دائم”.

وعن الهدف والغاية من هذه الدورات اختتمت خلود عبدو بالقول: “نطمح من افتتاح هذه الدورات إلى تحقيق الغايات النبيلة لكل الأديان السماوية وغرسها في نفوس الأطفال، من حب الوطن واحترام الرأي الآخر، وكذلك بر الوالدين واحترام الكبير والعطف على الصغير، وتعلم أخلاق المجتمع الفاضلة التي أوصانا بها الله تعالى من خلال الكتب السماوية المُنزلة والرسل والأنبياء”.