قامشلو/ فريدة عمر ـ تسعى المرأة السورية لأن تكون العنصر الأساسي والفاعل لإحداث التغيير وضمان مكانتها، وتجربة نساء السويداء بافتتاح “رابطة المرأة للتوعية والتمكين”، خطوة أساسية نحو وعي نسائي يعيد للمرأة موقعها الطبيعي في المجتمع.
في خطوة نوعية تُجسّد طموحات نساء المنطقة الجنوبية في التحرّر والمعرفة والمشاركة، تم افتتاح “رابطة المرأة للتوعية والتمكين في السويداء”؛ وذلك بتاريخ 16 آذار 2025، كهيئة مستقلة تُعنى بتنظيم النساء وتمكينهن فكرياً واجتماعياً واقتصادياً، استناداً إلى مبادئ العدالة الاجتماعية، والمساواة، والحرية، والعيش المشترك.
رؤية الرابطة وأهدافها
تسعى رابطة المرأة للتوعية والتمكين في السويداء، إلى خلق فضاء آمن ومفتوح للنقاش والتعلّم والعمل الجماعي، يكون للمرأة فيه صوتٌ فاعل ومؤثر. وتقوم على قناعة راسخة بأن تحرّر المجتمع لا يمكن أن يتحقّق دون تحرّر المرأة، وبأن المرأة ليست ضحية قدر، بل قوة قادرة على إعادة تشكيل الواقع. كما تهدف إلى تنظيم النساء في السويداء والمنطقة الجنوبية ضمن هياكل نسوية مستقلة، ورفع الوعي المجتمعي بقضايا المرأة وحقوقها، من خلال ورشات ومحاضرات وجلسات حوارية. إلى جانب أنها تعمل على تعزيز روح المبادرة والعمل الجماعي بين النساء، وتمكينهن اقتصادياً عبر مشاريع تعاونية وتدريبات مهنية لخلق بيئة داعمة للنساء الناجيات من العنف بجميع أشكاله. وتعمل على بناء شبكة تواصل نسوية تمتد من الجنوب السوري إلى عموم سوريا والشرق الأوسط.
التغيير يبدأ منّا
في هذا السياق، صرحت الناطقة باسم رابطة المرأة للتوعية والتمكين وعضوة المجلس التأسيسي “ريهام فرحات”، لصحيفتنا “روناهي”، بأن افتتاح الرابطة جاءت إيماناً بأن التغيير والتحول يبدأ بمبادرة المرأة: “افتتحنا رابطة المرأة للتوعية والتمكين، بعد جهد جماعي من نساء آمنّ أن التغيير يبدأ منّا. ويضم مجلسنا التأسيسي سبع عضوات يعملن بإصرار لبناء أرضية نسوية حقيقية في السويداء، تنطلق من الواقع المحلي، وتتمسك بحق المرأة في الوعي والتنظيم والعيش الكريم”.
وأضافت: “كان أول نشاط للرابطة بعد الافتتاح هو تنظيم معرض فني، وهو انعكاس لفكرتنا بأن الفن والعمل اليدوي جزء من مقاومة النساء، ومن سعيهن للحرية والإنتاج والاستقلال. لكن؛ هذه الخطوة الأولى لن تكون الأخيرة، بل نعمل على إطلاق سلسلة من الورشات التوعوية التي تشمل قضايا حقوق المرأة، العنف القائم على النوع الاجتماعي، التحرش، الزواج المبكر، ومهارات الحياة والقيادة. وسنقوم بزيارات ميدانية في المدينة والريف، لنتعرف عن قرب على واقع النساء في مجتمع ما زال فيه ثقلٌ كبير لعباءات الدين والعادات والتقاليد، رغم المستوى التعليمي العالي في السويداء”. وأشارت ريهام، إلى أن الرابطة تخطط لفتح مراكز مجتمعية صغيرة تكون بمثابة محطات لقاء وتبادل خبرات، إضافة إلى العمل مع نساء من مختلف الفئات العمرية، لا سيما الشابات والنساء الريفيات. كما ستعم العمل على تنظيم تدريبات دورية في مجالات الصحة، التعليم، الحرف اليدوية، والقيادة المجتمعية.
ضرورة التنظيم والحماية الذاتية
وشددت ريهام، على أهمية تنظيم المرأة لذاتها وتعزيز وسائل الحماية الذاتية كإحدى الركائز الأساسية لحماية حقوقها وضمان مكانتها: “نحن نؤمن أن التوعية لا تتجزأ، ولهذا نعمل أيضاً على ضم متطوعات من مختلف المناطق، وبناء شبكة تعاون مع جهات قانونية، طبية، ونفسية، لتقديم الدعم في حالات العنف، والإحالة الآمنة، وإدارة الحالة. هذه الخطوات هي لبنة في مشروع أكبر، يسعى لأن تكون كل امرأة في السويداء قادرة على فهم حقوقها، والدفاع عنها، وتنظيم نفسها مع أخريات من أجل بناء مجتمع أكثر عدالة وحرية”.
واختتمت الناطقة باسم رابطة المرأة للتوعية والتمكين وعضوة المجلس التأسيسي “ريهام فرحات”، حديثها بالقول: “نحن هنا لنقول، إن صوت النساء لن يُقصى بعد اليوم، وإن التغيير يبدأ من هذا المكان، من السويداء، ويمتد ليشمل الجنوب السوري، ثم كامل سوريا والشرق الأوسط، نشاطاتنا ستستمر، وسنكبر مع كل امرأة تؤمن أن الوقت قد حان لتأخذ مكانها الحقيقي في الحياة”.
………………
……………