روناهي/ تل حميس – ضمن جهودها الرامية لتعزيز الوعي البيئي، نظمت هيئة البيئة وأكاديمية البيئة في إقليم شمال وشرق سوريا فعالية في مدينة تل حميس مستهدفين نخبة من المهتمين بالشأن البيئي، مؤكدين أن التغيير الحقيقي يبدأ من الوعي، والوعي يبدأ من المعرفة، والمعرفة تتحقق من خلال المبادرات التوعوية التي تجمع بين العلم والعمل.
في ظل ما يشهده العالم اليوم من تحديات بيئية متزايدة، أصبح تعزيز الوعي البيئي ضرورة ملحّة للحفاظ على البيئة الطبيعية وضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة، إدراكاً لأهمية هذا الدور، قامت هيئة البيئة بالتعاون مع أكاديمية البيئة لإقليم شمال وشرق سوريا بتنظيم فعالية توعوية هامة مؤخراً في مدينة تل حميس وذلك تحت شعار “بيئتنا مسؤوليتنا المشتركة”، استهدفت نخبة من المهتمين بالشأن البيئي، بهدف نشر الوعي البيئي وتعزيز المسؤولية الفردية والجماعية تجاه الطبيعة، وحظيت الفعالية بحضورٍ لافت، حيث أُلقيت المحاضرة من قبل الأكاديمي “محمد الحسين” من أكاديمية البيئة في إقليم شمال وشرق سوريا، الذي عُرف بإسهاماته العلمية في مجال التوعية البيئية.
أهمية الجانب المعرفي لفهم قضايا البيئة
حملت المحاضرة طابعاً شيقاً ومثيراً للاهتمام، حيث تناولت عدة محاور أساسية، من بينها أهمية تعزيز الجانب المعرفي لفهم القضايا البيئية بشكلٍ أعمق، وتسليط الضوء على الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تدهور البيئة، ركّزت المحاضرة أيضاً على أهمية تحمّل المسؤولية الفردية والجماعية في مواجهة هذه التحديات، مع التأكيد على تبني سلوكيات يومية صديقة للبيئة تسهم في تقليل الضرر البيئي.
ومن الجوانب البارزة التي تم التركيز عليها خلال الفعالية، أهمية الحفاظ على البيئة من خلال التشجير، حيث أكد الأكاديمي محمد الحسين: “بأن التشجير يعدُّ أحد الحلول الأكثر فعالية في مواجهة التحديات البيئية، مما يُسهم في تحسين جودة الهواء، وتقليل معدلات التلوث، ودعم التنوع البيئي”.
كما دعا الحسين المشاركين إلى تبني مبادرات تشجير واسعة النطاق في مدينة تل حميس، باعتبارها خطوةً عملية نحو إنشاء بيئة خضراء مستدامة.
الممارسات الضارة التي تؤدي إلى تدمير البيئة
وأشار الحسين إلى “ضرورة الابتعاد عن بعض الممارسات الضارة التي تؤدي إلى تدمير البيئة، مثل قطع الأشجار العشوائي، الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية، وتلويث الهواء والمياه”، وبين أن هذه الممارسات لا تؤثر فقط على البيئة المحلية، بل تهدد مستقبل الأجيال القادمة، ما يجعل من الضروري تغيير هذه السلوكيات واعتماد نمط حياة مُستدام.
ومن جانبها أكدت ممثلة هيئة البيئة في مقاطعة الجزيرة “شذى سليمان” على “أهمية التعاون بين الجهات المختصة والمجتمع المحلي لتعزيز الجهود الرامية إلى حماية البيئة”.
كما نوهت الرئيسة المشتركة لأكاديمية البيئة “فيرونا خالد” إلى “إن الوعي البيئي يبدأ من فهم الفرد لدوره ومسؤوليته في الحفاظ على الموارد الطبيعية”.
اختُتمت الفعالية برسالة محورية مفادها: إن البيئة ليست مجرد مورد طبيعي نستغله، بل هي أساس حياتنا وصحتنا ومصدر غذائنا، ومن هنا فإن الحفاظ عليها يتطلب منا جميعاً جهداً مشتركاً يبدأ من تغيير سلوكياتنا اليومية إلى تبني ممارسات مستدامة تضمن استمرارية الموارد الطبيعية وسلامة النظم البيئية.
كما أكد المشاركون على أهمية تبني مبادرات التشجير كجزءٍ من الحلول العملية للحفاظ على البيئة، داعين إلى تنظيم حملات تشجير واسعة النطاق في مدينة تل حميس كمبادرة نموذجية يُحتذى بها في مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وشددوا على ضرورة الاستمرار في عقد مثل هذه الفعاليات التوعوية، التي تُسهم في بناء جيل واعي ومدرك لدوره في حماية البيئة.