تحت شعار”نحن لا ننسى حماة أرضنا ” وبمشاركة 134 عضواً يعقد في مركز آرام ديكران للثقافة في مدينة رميلان وعلى مدار يومي السبت، والأحد الموافق للأول والثاني من شهر حزيران المؤتمر الأول لمصابي الحرب في شمال، وشرق سورية، وسط حضور رسمي لافت مُمَثلٍ بالقيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية، ومجلس عوائل الشهداء، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، ومؤتمر ستار، وحركة المجتمع الديمقراطي، وممثلين عن الأحزاب المنضوية في مجلس سورية الديمقراطية، ووفد من مخيم نوروز.
بدأت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية تلتها كلمة للقائد العام لقوات سورية الديمقراطية مظلوم عبدي، وكلمات كل من مجلس عوائل الشهداء، والإدارة الذاتية لشمال، وشرق سورية، ومؤتمر ستار، وحزب سورية المستقبل، وحزب الاتحاد السرياني، وقد أشادت الكلمات بتضحيات شهداء الحرية، ومصابي الحرب الذين حملوا أكفانهم على أكتافهم، وهم في خطوط، وخنادق الدفاع عن كرامة الشعوب ضد المرتزقة ومجرمي الحروب كما أكدت الكلمات على الدور البناء لمصابي الحرب في الدفاع والبناء وبعد انتهاء الكلمات اُنتخب ديوان مؤلف من خمسة لإدارة أعمال المؤتمر، وعلى هامش المؤتمر التقت صحيفتنا بعدد من المشاركين الذين بينوا الهدف، والغاية من انعقاد المؤتمر .
فقداني لأجزاء من جسدي مبعث فخر لدي
العمل الذي لا يمكن إنجازه بقدمين يمكن إنجازه بقدم واحدة، والرؤية التي لم تتضح بعينين تتضح بعين واحدة، والعمل الذي لا يكتمل بيدين يكتمل بيد واحدة بهذه الكلمة للقائد أوجلان بدأ المصاب عكيد بيرو – الذي فقد عينه اليسرى، وقدمه اليمنى أثناء تصديه للمرتزقة في تربسبية عام 2014- حديثه معنا، وأشار بيرو إن الغاية من المؤتمر تكمن في جمع كافة مصابي الحرب في ظل مؤسسة تعنى بشؤونهم، وتكون هذه المؤسسة تحت رعاية المصابين أنفسهم، وتكون قادرة على لعب دورها في كافة مجالات الحياة” دبلوماسية اقتصادية اجتماعية سياسية:
” نأمل أن تكون المؤسسة المزمع إنشاؤها بعد المؤتمر مؤسسة ملبية لطموحات كافة المصابين، أنا من المحظوظين في هذه الحرب، وأفتخر بإصابتي لأن القائد أوجلان يقول عن مصابي حروب الحرية “بأنهم الشهداء الأحياء” وهذا القول اعتبره مبعث فخر وشموخ لدي وزاد لي للاندماج أكثر في النضال والاستمرار بكفاحي”.
بالتدريب الفكري، والروحي سنحول الإعاقة الجسدية إلى تفوق ذهني
ومن جهتا بينت سوسن آمد التي أصيبت في ساحة تل تمرعام 2015 وفقدت على إثرها يدها اليمنى بقولها يشارك في المؤتمر ممثلين من كافة مناطق شمال، وشرق سورية، والمؤتمر هو بمثابة فرصة لمناقشة العديد من القضايا التي تهم مصابي الحرب، وأهمها زرع الثقة في شخصية المحارب المصاب، فالمؤتمر يعطي القيمة للرفاق المصابين بأن لا يستكينوا لتداعيات الإصابة، وأن لا يحسوا بأن المرض الجسدي معناه التقوقع، وعدم الحركة، ونوهت سوسن:
“بالإمكان تحويل الإعاقة الجسدية إلى فائدة ذهنية، فالمصاب يستطيع بالتدريب الفكري، والروحي أن يتجاوز جميع أنواع الإعاقات، ليكون كتلة من الحيوية، والحركة إن امتلك العناد والإصرار على تجاوز إصابته”.
المؤتمر خطوة لإنشاء اتحاد خاص بالمصابين
وفي سياق الحديث عن المؤتمر بين زاغروس حلب الذي فقد أصابع يده اليسرى أثناء مقاومة العصر في عفرين:
“لا حرية دون نضال ولا نضال دون ثمن و الشريحة المجتمعية من مصابي الحرب التي أفرزها نضال الحرية هي أكثر الشرائح تضحية في المجتمع بعد الشهداء، وعرفاناً بالتضحيات التي قدمها الرفاق المصابين، فإن تأمين احتياجات المصابين من أعظم المهام الملقاة على عاتق الجميع، وأولهم اهتمام المصاب نفسه بنفسه، وإنشاء مؤسسة أو اتحاد خاص بالمصابين يأتي كضرورة مجتمعية، والكونفرانس ومفرزاته ستكون خطوة هامة لإخراج الجرحى من الضغوطات الناجمة عن الحروب، ونحن على ثقة بأن تكتلنا ومؤسستنا لن تكون مؤسسة عالة بأي شكل من الأشكال بل ستكون مؤسسة ذات دور ريادي هام في قيادة الجماهير”.
واستكملت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الأول لمصابي الحرب في شمال وشرق سورية المنعقد في رميلان بمناقشة النظام الداخلي، والتقرير السنوي لأعمال مصابي الحرب، والاستماع إلى مداخلات الأعضاء، وبعد نقاشات مستفيضة تم الإعلان عن تشكيل مجلس لمصابي الحرب، وعلى إثره تم انتخاب 39 عضوا لإدارة المجلس كما تم تشكيل لجنة للانضباط مؤلفة من سبع أعضاء ومهمتها متابعة كل الأمور التي تخالف النظام الداخلي للمجلس.
واختتم المؤتمر باتخاذ مجموعة من القرارات تمثلت في جعل حرية القائد أوجلان أولوية، والنظر إلى مؤسسة المصابين مؤسسة للقائد أوجلان كونها تنتهج فكر، وفلسفة القائد أساسا لها في تسيير أعمال التدريب، والعمل على تجنب المفاهيم التي تبعد الأشخاص عن النضال، والحفاظ والدفاع عن المصابين ضد كل من يسيء لهم، ومن القرات المتخذة أيضا اخضاع جميع الرفاق المصابين للتدريب الأيديولوجي، وتعليم جميع الرفاق الأميين على القراءة، والكتابة، وتطوير مهن الرفاق المصابين من خلال فتح مجالات التدريب لهم، كما اتخذ قرار بافتتاح فروع لأكاديميات الشهيد رزكار، والشهيد دشتي، والشهيدة أفين وتضمنت القرارات أيضا تطوير وتقوية مؤسسة الأطراف الصناعية، وإخراج أفلام وثائقية عن الرفاق المصابين الذين استشهدوا في ساحات المعارك ، وكتابة مذكرات الرفاق المصابين في مجال الإعلام، وتقوية العلاقات مع مؤسسة عوائل الشهداء، وتطوير العلاقات مع الرفاق المصابين المتواجدين في السجون التركية، والعمل على التعريف بجرحى الحرب على الساحة الإنسانية والدولية من خلال الوسائل الإعلامية، وبهدف حل مشاكل المصابين في الحرب من الناحية النفسية والصحية، والاقتصادية وإنشاء مؤسسات إغاثية .