العنصرية في الرياضة لغة قتل من نوع آخر

جوان محمد –

ما ذنب الإنسان أن خُلِق أسوداً وما ذنبه أن كان كردياً أو عربياً أو مسلماً أو مسيحياً، إن ممارسة العنصرية في الرياضة أمر يعانيه الرياضيون في مختلف دول العالم، وفي العقد الأخير كثرت الحالات وبدأت تستفحل كثيراً في الملاعب الأوروبية، وبنفس الوقت يعاني أبناء مناطق الجزيرة في سوريا من العنصرية منذ عقود وخاصةً مع تسلم حزب البعث العربي زمام الأمور في البلاد منذ حوالي أربع عقود، وبالطبع كان دائماً أغلب أبناء مناطق الجزيرة بعيدين عن المناصب في الرياضة وفي حال تم منح أحدهم منصب فيكون شكلياً فقط وغير قادر لفعل شيء، أو يظهر عبداً لسياسة النظام البعثي فقط ويمشي حسب أهواهم، والأهم قصة المؤامرات على نادي الجهاد وهذا الأمر غير خافٍ على أحد، بحيث وصلت لدرجة استغلال مباراة بين ناديي الجهاد والفتوة في آذار عام 2004م، وكانت لهم الكثير من الأهداف من خلال هذه المؤامرة الدنيئة وأولها كسر شوكة الشعب الكردي، وبحيث كان دائماً النظام البعثي ينظر لنادي الجهاد بأنه نادٍ كردي، رغم تواجد باقي الطوائف والأديان والشعوب ضمن النادي، ولكن عقلية عفنة لا يتمخض عنها غير القمع والمؤامرات، رياضياً يعاني كثيراً أبناء الشعب الكردي من الاتحاد العربي السوري ويحصل استبعاد الكثيرين من التحكيم والمنتخب السوري طبعاً لا ننكر بوجود من أبناء الكرد ولكن بنفس الوقت استبعد الكثيرين بسبب حالة الفساد المستشري في انتقاء اللاعبين للمنتخب السوري، وناهيك عن عدم حصول أي تغيير في عقلية النظام من خلال التعامل مع الأمر الواقع بأن الشعوب في شمال وشرق سوريا باتت تتمتع باتحادات وهيئات شبابية ورياضية وقادرة لإدارة الدفة وإدارة نفسها بعيداً رياضة النظام، في الوقت  الذي يُسمح لبعض النوادي للمشاركة في دوريات النظام، بينما مُنعت أخرى، رغم أن نادي الجهاد مازال يتعرض للظلم من خلال النقص في الدعم المقدم وصولاً للظلم التحكيمي، إن العنصرية القائمة ضد اللاعبين والأندية من قبل الكثيرين من أصحاب العقول المتحجرة والتي مازالت متمسكة بقومتيها فقط ولا ترى للشعوب الأخرى الحق في ممارسة رياضتها أمر أصبح يشكل قتل من نوع آخر، وهذا الأمر يفاقم المشاكل الأثنية والقومية أكثر في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع ككل، حتى مازالت هنالك هتافات عنصرية في إيطاليا وإنكلترا وإسبانيا ضد اللاعبين ممن يحملون البشرة السمراء أو السوداء بمسمى آخر أو ضد الأديان والقوميات الأخرى، رغم محاولات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في مواجهة مظاهر العنصرية في الملاعب، لم يتوقف عدد من الجماهير على التعرض للاعبين بعنصرية، واستغلوا أكثر من مناسبة لتفريغ شحنات سلبية في نفوس اللاعبين وتشتيت انتباههم خلال مجريات المباريات أما ردة فعل اللاعبين، فهي متفاوتة، بين من يتجاهل، أو يبكي وينسحب، أو يتصرف على طريقته بحسب الظروف ولا ينسى عشاق كرة القدم حادثة العنصرية التي تعرّض لها صامويل إيتو، عندما كان في صفوف برشلونة الإسباني، فحينما كان ينتظر إيتو تنفيذ الكرة، بدأت جماهير نادي ريال سرقسطة تصيح بعبارات عنصرية، فانفجر اللاعب غضباً وحاول مغادرة الملعب، ولكن حكم اللقاء، ومجموعة من لاعبي الفريق الثاني، وزملاءه في البرسا وعلى رأسهم رونالدينيو، ومدربه فرانك ريكارد، أقنعوه بالعودة إلى اللقاء ومتابعته، وعن العنصرية كان قد قال إيتو وقتها : “كنت قد منعت أولادي من الذهاب للملعب، ومشاهدة المباريات من هناك، كل ذلك لأنه يمكن لهم سماع صوت الجماهير، تهتف ضد والدهم، بسبب أنه أسود، أو بسبب إطلاقهم أصوات القردة، ورمي الموز”، وهنا نصل للخلاص بأن العنصرية مازالت مستمرة في العالم رياضياً، ويجب تكاتف الجميع في سبيل دحرها وإبعادها عن الرياضة وخاصةً في شمال وشرق سوريا.