آثار غاز الكلور على المُصابين تفضح همجية المحتل ومرتزقته في عفرين

تقرير/  شيار كرزيلي –

روناهي / الشهباء – بعد إعلان الجيش التركي المحتل العملية العسكرية لاحتلال عفرين، قام بمحاولة التوغل في معظم الجبهات إلا إنه وبسبب فشله وتعرضه لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد؛ قام باستعمال  العديد من أنواع  الأسلحة المحرمة دولياً، مما أثر على صحة المواطنين إلى حد الآن.

في حين لم يستطع المحتل التركي أثناء احتلال عفرين بتحقيق أي مكاسب على الأرض، بالرغم من استخدامه معظم الأسلحة الحديثة في العالم؛ من سلاح طيران الكشف وطائرات الهليكوبتر الحربية وطائرات الأف “16”، أمام المقاومة التي أبداها مقاتلو وحدات حماية الشعب والمرأة، مما أجبرته على القيام بارتكاب أعمال وحشية ومنها قيامه باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً المتعارف بأسلحة التدمير الشامل.

 فقام باستعمال عدة أنواع محرمة ومنها القنابل العنقودية التي استعملت في العديد من الجبهات مثل؛ جبهة قصطل جندو وجبهة راجو وجندريسة وشية، كما قام باستخدام قذائف الفسفور الأبيض والنابالم، واستخدم غاز الكلور في عديد من المناطق، وقد تم تسجيل عدة حوادث لاستعمال غاز الكلور كما تعرض المدنيين لضربات الكيماوية التي استخدمها العدو التركي، وتم نقل المصابين المدنيين لمشفى آفرين آنذاك، مثل قرية أرندة التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام في ذلك الوقت.

معاناة العُزّل ما زالت مستمرة من جراء استخدام الكيماوي

وقد استطاعت صحيفتنا بلقاء أحد المقاتلين الذين نجو من الضربة الكيمياوية، والذي حدثنا قائلاً: “اسمي علي جمال حمكاوي من قرية حج خليل، كنت أحد المقاتلين التابعين للفوج الثاني في جبهة قصطل جندو، فبعد فشل الاحتلال التركي في عمليات التوغل عن طريق الأسلحة التقليدية قام باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً على جبهتنا، وكانت منها النابلم والقنابل العنقودية، كما قام في اليوم التاسع باستخدام قذائف محملة بغاز الكلور، وقد تعرضت للضربة الكيمياوية في اليوم التاسع فقد سقطت قذيفة دخانية بالقرب من موقعنا وقد استنشقت منها، وبعد ذلك أحسست بانهيار طاقتي وحالة من الوهن وصعوبة في التنفس وبضعف شديد، وأصبحت أعاني حينها من نوبة سعال شديدة وإقياء ترافقه خروج الدم، وبأعجوبة استطعت السير والنجاة لأبعد نفسي من مكان الضربة، ثم قام رفاقي بإسعافي فوراً للمشفى العسكري في عفرين، وبعد ذلك بقيت في حالة خمول لمدة أكثر من عشرة أيام، وبعد مجيئنا إلى الشهباء عانيت من مضاعفات صحية، فإلى الآن أعاني من مشكلة في الكليتين وجهاز الهضم وفقدان النشاط الجسدي”.

وفي السياق ذاته أشار المقاتل زاغروس حسين بالقول: “كنت في جبهة قصطل جندو، وفي اليوم التاسع تم استهدافنا بقذائف غازية، وقد تعرض العديد من رفاقنا للاختناق وعانينا في يومها من مشكلة الضيق في التنفس والسعال الشديد يرافقه خروج الدم بعد السعلة والإقياء، إلا أنني كنت بعيد عن مكان الضربة المباشرة، لكن رفيقي علي تأثر لأنه كان قريب من مكان سقوط إحدى القذائف الغازية، وقد قمت بإسعافه وهو يعاني إلى الآن من مشاكل صحية لهذا السبب”.

الآثار السلبية إثر استنشاق غاز الكلور

 وأشارت ضمن هذا الموضوع رئيسة لجنة الصحة في مجلس عفرين بناحية تل رفعت عليا أرسيلان، بالقول: “يسبب استنشاق غاز الكلور من الناحية الصحية العديد من الأمراض والأعراض السلبية على المستنشقين له، حيث يؤدي الإصابة بحالات الإغماء والصعوبة في التنفس وتلف الجلد والحروق وتلف الأنسجة، كما يمكن للكلور أن يسبب أمراض خطيرة مثل؛ سرطان الكلية والمثانة كما إن تفاعل الكلور مع بقايا الأشجار المتحللة والمواد الحيوانية خلال ماء الشرب يزيد خطر الإصابة بمرض السرطان بنسبة 44 بالمئة، كما يؤدي استنشاق غاز الكلور بشكل كبير إلى حالات الوفاة المباشرة”.

 أما من ناحية تعاون لجنة الصحة مع الذين تعرضوا للضربة الكيماوية جراء قيام المحتل التركي باستخدامه في عفرين، فقالت عليا بأن هنالك الكثير من هكذا حالات نتعاون معهم قدر الإمكان، وتابعت قائلةً: “مثال على ذلك هناك حالة موجودة بتل رفعت تعرض للضربة الكيماوية التي استخدمها المحتل التركي بعفرين، وهو يعاني لحد الوقت الراهن من مشاكل في الكلية والمثانة، ونحن كلجنة الصحة في الناحية نقوم بمتابعة حالته وإجراء فحوصات بشكلٍ دوري وتقديم الأدوية له، إلا إنه يتوجب نقله إلى خارج المقاطعة للمعالجة، بسبب خطورة حالته”.