الرقة تزدهر يوماً بعد يوم

تقرير/ معاوية محمد –

روناهي/ الرقة ـ تستمر أعمال المجلس المدني في الرقة بالتعاون مع البلديات وبعض المنظمات الدولية على رفع المستوى الحضاري والنهوض العمراني، بهدف إعادة رونق المدينة بعد ما شهدت أعوام دامية من الدمار والخراب والتهجير على يد مرتزقة داعش.

أهم الأعمال الخدمية التي تسعى إليها المؤسسات العاملة في المدينة

لم يدخر مجلس الرقة المدني وبلدية الشعب أي جهود أو إمكانيات، ولكن؛ بحسب ما يتوفر لديهم عملوا في سبيل النهوض الخدمي، ريفاً ومدينة على المستويات كافة؛ فتعمل كلتا المؤسستان على تحسين الواقع الاقتصادي والخدمي وغيرها، بينما تكتفي المنظمات الدولية المتواجدة بكثرة في المنطقة برفع شعارات وإنشاء الجداول والاحصائيات للمدنية دون تقديم أيٍّ مما يتطلبه واقع مدينة الرقة من دعم.

من أهم الأعمال الخدمية هي تأهيل دوار النعيم والساعة؛ وأيضاً الجسر القديم “العتيج” لأنها تعد من المواقع التي لها تاريخ عريق في المدينة التي مرّت بما يشيب له الوالدان في فترة سيطرة مرتزقة داعش التخريبية.

تاريخ دوار النعيم والتسميات التي حملها

“دوار النعيم” يحمل اسماً رسمياً إلا وهو دوار “السبع بحرات” إلى جانب تسميته بدوار “حسين جاهد” نسبة إلى الملازم الأول الطيار الذي استشهد عام 1952 وينحدر من عائلة بوسنية جاءت إلى مدينة الرقة، التي أطلقت عليه في السجلات العمرانية التي كانت متواجدة في المنطقة؛ وهذه التسمية هي الأصح، لكن؛ الكثير من الناس يجهلون ذلك.

ففي حكم مرتزقة داعش ارتبط هذا الدوار في ذاكرة أهالي المدينة من خلال الجرائم التي ارتكبتها المرتزقة بحق أهالي المدينة على هذا الدوار، وفي عام 1905 تم تسميته بدوار النعيم وهي تسمية شعبية أطلقها أهالي الرقة على الدوار نسبة لمحل النعيم الذي اشتهر ببيع البوظة في مدينة الرقة.

يستمر مجلس الرقة المدني إعادة تأهيل البنية التحتية في مدينة الرقة وأهمها دوار النعيم ودوار الساعة وجسر الرقة القديم والذي يعد من المعالم الهامة في مدينة الرقة، ويذكر بأنه مازالت عملية إعادة تأهيل دوار النعيم مستمرة لإعادة المظهر اللائق بالمدينة وبهدف إبعاد وإزالة هذه البقعة السوداء من ذاكرة أبناء المدينة، وتأهيله بشكل مناسب وفق مخططات هندسية، وبحسب لجنة الثقافة والأثار بأن العمل سوف ينتهي خلال /15/ يوماً.

دوار الساعة التاريخي قيد الانتهاء

هذا الدوار الذي له دلالة وله رمزية في ذاكرة المدينة كونه كان يُعتبر بوابة زمنية بين الرقة القديمة والرقة الحديثة؛ كان يسمى بدوار “الكلة” وفي 1968م تم إنشاء مجسم الساعة وأُطلِق عليه الاسم المتعارف حالياً؛ واعتباره دوار رسمي للمدينة، وليس من قام ببنائه العباسيون كما ذكرت بعض الوسائل الإعلامية، فأن العصر العباسي كانت نهايته منذ أكثر من /500/ عاماً.

وفي الوقت الراهن يجري العمل على إعادة تأهيله بشكلٍ رسمي مع مراعاة الجانب الفني والوظيفي من خلال إعادة بنائه بشكل صحيح مع تشغيل الساعة كونها مرتبطة بذاكرة المدينة؛ وبحسب ما ذكرته لجنة الثقافة والآثار سوف ينتهي العمل خلال شهر تقريباً.

الجسر القديم قصة عشق في الرقة لن تنتهي

الجسر القديم في الرقة ليس جسراً عادياً بالنسبة لأهالي الرقة إنه جزء من تاريخ مدينتهم الموغلة في القِدم، والمتجذرة بالعراقة، وبسبب هذه المكانة رفيعة المستوى التي يحظى بها الجسر، تجده قد فرض نفسه حتى على الأغنية الشعبية الفراتية.

فهو الذي يصل الشامية بالجزيرة والشاهد الكتوم على كل تفاصيل الرقة صغيرها وكبيرها، قد قطّعت أوصاله الحرب الضروس التي مرت على الرقة لهزيمة مرتزقة داعش عام 2017.

يواصل مجلس الرقة المدني عمله على إعادة الجسر للعمل من جديد؛ وبهذا الخصوص أفادنا عضو لجنة الثقافة والآثار حسن مصطفى قائلاً: ” بدأ العمل في تاريخ 20\6\2018، ووصل العمل إلى مراحله الأخيرة، تم الانتهاء من الأعمال البيتونية، ونحن بصدد تجهيز القطعة المعدنية الأخيرة من هيكل الجسر القديم المعدن، ويتم الآن العمل فيه على الأرض وتحويله بشكل مناسب ليتم رفعه ووضعه في مكانه المناسب على سطح الجسر، وذلك خلال الأسبوع القادم”، لعل هذا العمل يستطيع أن يمسح بعضاً من الحقبة السوداء التي شهدتها مدينة الرقة إبّان حكم مرتزقة داعش وأعمالها الإجرامية.