روناهي/ دير الزور ـ دعا أهالي دير الزور، الجهات المعنية وحماية الطفل إلى الوقوف على ظاهرة التسول السلبية ووضع حلول لتسول الأطفال، ومساعدتهم لتأمين بيئة آمنة لهم.
في مشهد بات مألوفاً ومؤلماً في آن واحد، باتت شوارع دير الزور ريفاً ومدينة مسرحاً لظاهرة اجتماعية خطيرة تتسع رقعتها يوماً بعد يوم “تسول الأطفال”، فبدلاً من أن يلهو هؤلاء الصغار في المدارس وبين الكتب، أو يمارسوا حقهم الطبيعي في اللعب والطفولة البريئة، نراهم ينتشرون في الزوايا والتقاطعات، حاملين بأيديهم بعض البسكويت أو علب المناديل الصغيرة، بكلمة واحدة تتردد على شفاههم الرقيقة “اشتروا مني”، بينما يتجاوز آخرون هذه المظاهر المواربة، ليطلبوا المال بشكل مباشر من المارة، في استجداء صريح يُدمي القلوب.
طفولة مسلوبة ومستقبل مُهدد
إن هذه الظاهرة لا تُشكل مجرد إزعاج عابر، بل هي مؤشر خطير على أزمة اجتماعية عميقة تلتهم براءة الطفولة وتُهدد مستقبل جيل بأكمله، فالطفل الذي يُدفع للتسول، سواء عن طريق بيع سلع رمزية أو طلب المال، هو طفلٌ محروم من حقه في التعليم، وفي بيئة آمنة تضمن له النمو السليم، المدرسة، التي هي بيته الثاني وملاذه لتشكيل وعيه ومستقبله، تصبح حلماً بعيد المنال، وتُستبدل بمرارة الشارع وقسوته.
المخاطر التي تحدق بهؤلاء الأطفال
وفي السياق، تحدثت إحدى نساء ريف دير الزور “كريمة العبود” لصحيفتنا “روناهي”: “إن بقاء الأطفال في الشارع يعرضهم لمخاطر الحوادث، والأمراض، والانخراط في سلوكيات قد تُقودهم إلى مسارات يصعب الخروج منها في المستقبل”.
وأضافت: “هذه الظاهرة، وإن بدت فردية في بعض الأحيان، إلا أنها تُشكل ظاهرة جماعية تُلقي بظلالها على الصورة العامة للمجتمع، وتُشير إلى وجود ثغرات عميقة في شبكات الحماية الاجتماعية”.
ومن جانبه أكد المواطن “عبد الله الجميل“، على قسوة المشهد الذي يتكرر يومياً في الشوارع، حيث يرى الأطفال يتنقلون بين المارة، إما بعرض بضاعة بسيطة بعبارة “اشتروا مني”، أو بطلب المال مباشرة، هذا المنظر المؤلم.
ووصف الجميل، إن هذا المنظر يدفع المارة للتساؤل بحرقة “أين أهل هؤلاء الأطفال؟ وما الظروف التي دفعتهم إلى التسول؟”.
وأضاف: “بينما من حق كل طفل أن يعيش في بيئة آمنة تضمن له التعليم واللعب، نرى هؤلاء الصغار يتجولون بوجوههم الشاحبة وثيابهم المهترئة، مما يُفتت المشاعر ويُشعرك بالخجل مما يحدث في بلدك”.
واختتم المواطن “عبد الله الجميل” حديثه، داعياً، الجهات المعنية إلى الوقوف على هذه الظاهرة السلبية، ووضع حلول لتسول الأطفال، ومساعدتهم لتأمين بيئة آمنة لهم.
وفي السياق ذاته، تحدث “عبد الرحمن المحمد“، أحد أهالي ريف دير الزور، مؤكداً، أن “التسول ظاهرة سلبية منتشرة في دير الزور بكثرة”. ويصف مشهد الأطفال وهم يتجولون “حاملين معهم بعضاً من الحلوى أو علب السجائر بثيابهم المهترئة ووجوههم الشاحبة، طالبين بضع ليرات ربما تقيهم جوعاً.
واختتم المواطن “عبد الرحمن المحمد حديثه”، مشاركاً بذلك دعوة عبد الله الجميل، بـ مطالبة الجهات المعنية وحماية الطفل بإيجاد حل لهذه الظاهرة السلبية ووضع حد لها.