قامشلو/ جوان محمد ـ تُقام منذ عدة سنوات بطولات برعاية شخصيات رياضية في المهجر، ومنها برعاية شركات مختلفة، ووصلت لرعاية من محالّ الحلويات بمقاطعة الجزيرة، مما يدل على مدى العجز الحاصل من قبل الجهات المعنية بالقدرة على رعاية البطولات بالكامل من قبلها بالمنطقة.
وتصرف سنوية ميزانية للمجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة من قبل هيئة الشباب والرياضة بالمقاطعة، ويتطلب تسخير هذه الميزانية لبناء ملاعب وتنظيم البطولات …وإلخ
ولكن لم نشهد بناء ملعب واحد مُعشب كبير حتى الآن من قبل المجلس الرياضي منذ تأسيسه بالعام 2015، وإلى يومنا هذا، بل كانت الملاعب التي تم إنشائها من قبل مبادرات شعبية ومنظمات في المجتمع المدني وهي ملاعب صغيرة فقط، ولذلك مؤخراً بدأت بعض المبادرات الشعبية ومنها في عامودا بتعشيب ملعب عامودا الترابي الكبير.
أما كمجلس رياضي وإنشاء ملعب معشب كبير من ميزانيته فلم نشهد هذه الخطوة إلى الآن، وفي الوقت نفسه هناك بعض البطولات لا تقام إلا كل سنتين لمرة واحدة مثل بطولات كرة السلة للسيدات، وهي تأتي لحفظ ماء الوجه، والبعض منها تقام بالعام لمرة واحدة فقط إن كانت على صعيد الألعاب الجماعية أو الفردية، وبالرغم من ذلك يمنح ريع البعض منها لمغترب أو محل حلويات.
وهنا نتساءل على ماذا تصرف الميزانية المخصصة للمجلس؟ طالما البطولات غير كثيرة ومنها على نفقة الراعي الذي قد يكون مغترب أو صاحب محل حلويات، كما بنفس الوقت لا نشهد إنشاء ملاعب.
علماً كتبنا عن هذه الظاهرة من جديد بعدما قام رياضي بالمغترب مؤخراً برعاية بطولة كرة الطاولة للسيدات والرجال في مدينة قامشلو، فضلاً إن البطولة كانت تنشيطية ولكن حتى البطولات التنشيطية يُتطلب من المجلس الرياضي تكثيفها ومثلها الرسمية وأن يقوم برعايتها.
الجدير ذكره إن تنظيم بعض البطولات برعاية خارج إطار المجلس الرياضي أمر عادي، ولكن أن تصبح مثل عادة فهذه مصيبة كبيرة، ويفتح باب التساؤلات هل بالفعل لا توجد ميزانية لرعاية البطولات من قبل المجلس الرياضي بالمقاطعة؟ وهل يُعقل أن تقام بطولات باستمرار برعاية مغتربين وأندية محلية ومحلات الحلويات؟ وهنا نسأل أين دور المجلس الرياضي بتطوير الواقع الرياضي؟ وخاصةً فقد رفع الدعم عن أكاديمية الشهيد هيثم كجو للفئات العمرية لتعليم لعبة كرة القدم هذا العام، وخلف ذلك تراجعاً كبيراً في عدد المنتسبين لهذه الأكاديمية، علماً كان العدد في العام الماضي حوالي 400 طفلة وطفل، بينما حالياً لا يوجد أكثر من 50 طفل وطفلة!
إن في الرياضة مشاهدة أندية تقوم بتأمين رعاة لفرقها المختلفة، يعتبر أمراً عادياً، ولكن كمجالس رياضية رسمية واعتمادها على رعاية بطولاتها من قبل الآخرين فهذا الأمر غير مُجدي في تطوير الواقع الرياضي الذي يتطلب تسخير كل الإمكانيات المادية والمعنوية لتطويرها بشكلٍ أفضل، علماً تنظيم البطولات التنشيطية إن كان من قبل رعاة غير المجلس الرياضي هذا أمر غير جائز لأنه يتطلب أن تكون البطولات التنشيطية والرسمية برعاية المجلس الرياضي، وذلك حتى تلعب دوراً في تطوير الواقع الرياضي للأحسن، لا أن تبقى مرهونة بدعم أشخاص من المغترب أو أصحاب محلات الحلويات… وإلخ.
