مركز الأخبار – مشروع زراعة الفطر، من المشاريع الزراعية الحديثة التي تحظى بشعبية متزايدة في السنوات الأخيرة، ولها الكثير من الفوائد حيث توفر فرص العمل للكثير، ويعد مصدراً صحياً للعديد من الناس.
في ظل هذا النمو، يبرز مشروع زراعة الفطر كأحد الخيارات الذكية للمستثمرين الذين يبحثون عن مشروع منخفض التكاليف، سريع العائد، ويمكن التحكم فيه بسهولةٍ من حيث البيئة والإنتاج، ومع التقدم في تقنيات الزراعة داخل البيئات، أصبح بالإمكان إطلاق مزرعة فطر احترافية حتى في المساحات الصغيرة أو داخل المدن.
أنواع الفطر
توجد مجموعة متنوعة من أنواع الفطر التي تعتبر شائعة ومحبوبة لدى المزارعين وعشاق الطعام على حدٍّ سواء، من بين هذه الأنواع: يتصدر الفطر الأبيض فطر “عيش الغراب” (شامبينيون) القائمة، حيث يعتبر الأكثر انتشاراً في التنوع، يزرع هذا النوع في بيئات رطبة ومظلمة، مما يساعد على توفير الظروف الملائمة لنموه. ثم يأتي فطر الشيتاكي (شيتاكي)، الذي يعرفه بنكهته الغنية والمميزة، وما يزرع على قطع الخشب أو في بيئات مهيأة خصيصاً لذلك.
أما فطر البورتوبيللو (Portobello)، فهو نوع أكبر حجماً من عيش الغراب ويتميز بنكهته القوية وقوامه اللحمي، يستخدم هذا الفطر بشكلٍ واسع في الفطريات، حيث يعتبر بديلاً شهياً للحوم في العديد من الوصفات.
وعلى صعيد الفطر الفاخر، نجد فطر الترافيل (Truffle)، الذي يعد من أغلى الأنواع في العالم، تتطلب زراعته ظروفاً محددة للغاية، بما في ذلك تواجد أشجار معينة في البيئة المحيطة.
أخيراً، يعتبر الفطر المحاري الأويسترا (Oyster) من الأنواع السهلة في الزراعة، حيث يتميز بشكله الفريد وسرعة نموه، مما يجعله خياراً شائعاً بين المزارعين المبتدئين.
كل نوع من هذه الأنواع له متطلبات خاصة تتعلق بالبيئة، مثل درجة الحرارة والرطوبة، والتي تؤثر بشكل كبير على طريقة زراعته ونجاحه.
أهمية مشروع زراعة الفطر
تحقيق الأمن الغذائي: تسهم زراعة الفطر في تعزيز الأمن الغذائي من خلال توفير مصدر غذائي صحي ومغذي، فهو غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، مما يجعله بديلاً مثالياً للحوم في الأنظمة الغذائية النباتية.
توفير فرص العمل: يعتبر مشروع زراعة الفطر من المشاريع التي يمكن أن تخلق فرص عمل جديدة، خاصة في المناطق الريفية، مما يُسهم في تحسين مستوى المعيشة.
تحسين الاقتصاد المحلي: تعتبر زراعة الفطر مصدراً جيداً للدخل، حيث يمكن بيعه في الأسواق المحلية أو تصديره إلى الأسواق الخارجية، وهذا يُسهم في تحسين الاقتصاد المحلي وزيادة الإيرادات.
تقليل الفاقد الغذائي: يمكن استخدام المخلفات الزراعية كمواد خام لزراعة الفطر، مما يقلل من الفاقد الغذائي ويعزز الاستدامة البيئية.
الخطوات الأساسية لبدء مشروع زراعة الفطر
بشكلٍ أساسي عند اتخاذ قرار بشأن زراعة الفطر، يجب مراعاة العوامل التالية: حاجة السوق: يجب دراسة السوق المحلي لتحديد الأنواع الأكثر طلباً، مع التأكد من أن نوع الفطر المختار يتناسب مع المناخ المحلي وظروف الزراعة.
إعداد مكان الزراعة، واختيار الموقع المناسب للزراعة هو أمر بالغ الأهمية لنجاح المشروع وذلك وفقاً لما يلي: التهوية الجيدة: يجب أن يكون المكان جيد التهوية لمنع الأمراض. قد تحتاج إلى تركيب أنظمة تهوية مناسبة، ومن المهم اختيار موقع بعيد عن مصادر التلوث مثل المصانع أو الطرق السريعة.
ويتطلب إعداد المكان تجهيز البنية التحتية مثل الأرفف أو الأكياس المستخدمة لزراعة الفطر، ويجب أن تكون هذه المعدات مصنوعة من مواد آمنة وسهلة التنظيف، يجب أن تتراوح درجة الحرارة بين 20-25 درجة مئوية حسب نوع الفطر، استخدم أجهزة قياس الحرارة لمراقبة درجة الحرارة بشكلٍ دوري، مع الحفاظ على مستويات رطوبة تتراوح بين 60-80% يعد أمراً ضرورياً لنمو الفطر، ويمكن استخدام أجهزة قياس الرطوبة لمراقبة المستويات.
التوجه إلى مزارع الفطر المحلية للحصول على بذور عالية الجودة قد يكون خياراً جيداً، حيث يمكن أن توفر معلومات قيمة حول الأنواع المناسبة للزراعة، كما يجب تقيم جودة البذور، من الضروري التأكد أن البذور خالية من الأمراض أو الفطريات الضارة، واختيار سلالات معروفة بإنتاجيتها العالية ومقاومتها للأمراض يعدُّ أمراً حاسماً لنجاح المشروع.
عملية التحضير
تبدأ عملية التحضير باختيار الركيزة المناسبة، يمكن استخدام القش، الخشب، أو بقايا الزراعة كركيزة، ويجب أن تكون الركيزة غنية بالعناصر الغذائية.
كما يجب أن تتم معالجة الركيزة بإحدى طرق التعقيم مثل البخار أو الغلي لضمان خلوها من الملوثات، يمكن استخدام الحرارة أو المواد الكيميائية، ولكن البخار يعتبر الخيار الأكثر أماناً.
يجب نشر بذور الفطر بشكل متساوٍ على الركيزة المعقمة، وذلك بخلط البذور مع الركيزة بشكل جيد لضمان توزيع متساوٍ، ويمكن استخدام أدوات معينة للمساعدة في هذه العملية.
توفير البيئة المناسبة
ولنجاح مشروع زراعة الفطر الزراعي يجب توفير البيئة المناسبة، وذلك بالتحكم في درجة الحرارة واستخدام موازين الحرارة لمراقبة درجة الحرارة باستمرار، كما يمكن استخدام أجهزة قياس رقمية للحصول على قراءات دقيقة، وضرورة استخدام أنظمة مناسبة للحفاظ على درجة الحرارة المثلى، مثل أنظمة التدفئة الكهربائية أو مكيفات الهواء، بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام أنظمة الرش للحفاظ على الرطوبة المطلوبة.
أما الإضاءة الخفيفة، يجب أن تكون الإضاءة غير مباشرة، حيث إن الفطر ينمو بشكلٍ أفضل في الظل، ويمكن استخدام الأضواء LED ذات شدة منخفضة، وتجنب الإضاءة الساطعة، وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، حيث إن الفطر يحتاج إلى بيئة مظلمة ليتطور بشكلٍ صحيح.