لا أحد يعرف بالضبط ما الذي يمكن توقعه من كأس العالم للأندية، هل سيتم الدفع بأقوى التشكيلات؟ كيف سيكون إيقاع المباريات؟ جودة البطولة ما زالت محل تساؤل. لكن؛ هناك أمر واحد مؤكد: ستكون هناك أهداف، ولا يمكن أن تمر البطولة من دونها.
فعندما تضع بعضًا من أفضل المهاجمين في العالم في بطولة واحدة، وتجعلهم يواجهون فرقًا ذات دفاعات أضعف قليلًا، فالنتيجة الطبيعية هي أن الكرة ستسكن الشباك كثيرًا.
من سيفوز بالحذاء الذهبي للبطولة؟ من المؤكد أن كيليان مبابي هو المرشح الأبرز، لمجرد وجوده. لكن؛ إرلينج هالاند، وهاري كين، وكول بالمر، وعثمان ديمبلي وعدد آخر من النجوم، سيقدمون أفضل ما لديهم في الولايات المتحدة هذا الصيف، فالموهبة الهجومية بالتأكيد ليست مفقودة.
هاري كين
رغم غيابه لفترة بسبب الإصابة، وعدم ظهوره بأفضل مستوياته في بعض المباريات، نجح هاري كين في حسم سباق الحذاء الذهبي في الدوري الألماني الموسم الماضي، بمعدل يقارب الهدف في كل مباراة، متفوقًا على باتريك شيك بفارق خمسة أهداف. إنه ببساطة يفعل ما يجيده دائمًا: يسجل الأهداف، ويترك الباقي لفريقه ليستفيد منها.
وفي ظل وجود فرق أقل صلابة دفاعية مثل أوكلاند سيتي، وبوكا جونيورز، وبنفيكا، يُتوقع أن يواصل كين هوايته التهديفية خلال دور المجموعات في كأس العالم للأندية، لكن السؤال الحقيقي يطرح نفسه مع دخول الأدوار الإقصائية، خاصةً أن المهاجم الإنجليزي لم يُعرف بتألقه في المحطات الحاسمة، وغالبًا ما يغيب تأثيره عندما تشتد المنافسة.
كيليان مبابي
هل كانت لأهداف مبابي هذا الموسم أي قيمة حقيقية؟ صحيح إن النجم الفرنسي أنهى الموسم كأفضل هدّاف في أوروبا، وسجل ثلاثية في الكلاسيكو، واحتفل كثيرًا وهو يبدو سعيدًا، لكن مع خروج ريال مدريد دون أي لقب، بدا الأمر وكأنه رجل يحتفل وحده، يستمتع بالنجاح الفردي دون إنجاز جماعي يُذكر.
وهذا، في الواقع، هو السرد المتكرر لمسيرة مبابي، فهو هدّاف فعّال بشكل مذهل، لكن خزانة ألقابه كان يُفترض أن تكون أكثر ثراءً. قليلون فقط يمكنهم المجادلة في ذلك.
ومع انطلاق كأس العالم للأندية، سيصل اللاعب نفسه إلى البطولة، ولا شك أنه سيكون جائعًا للأهداف، وهذا ما سيجعل مشاهدته ممتعة للغاية. من المرجح أن يسجل مبابي عددًا لا بأس به من الأهداف، لكن السؤال الأهم: هل سيبقى ريال مدريد في المنافسة لفترة كافية تمنح مبابي فرصة الفوز بلقب الهداف؟ إذا تُوّج الفريق بالبطولة، فسيكون أمامه وقت كافٍ لتحقيق ذلك، أما إذا خرج مبكرًا، فكل شيء سيكون معلقًا في الهواء.
إيرلنج هالاند
عانى إيرلينج هالاند من موسم مخيب مع مانشستر سيتي، حيث تعرض لبعض الإصابات، وتراجع الأداء الهجومي للفريق تحت قيادة بيب غوارديولا، ولم يكن النرويجي فعالاً بما يكفي، حتى أن البعض شكك في ضرورة بقائه مع الفريق. لكن؛ هذا الكلام غير دقيق، ففي نظام متوازن، يستطيع هالاند تحويل فريق جيد إلى قوة لا تُقهر، المشكلة تكمن في أن ذلك يحتاج إلى تعديلات تكتيكية ووقت كافٍ للتكيف. ولو كان سيتي في أفضل حالاته، لكان هالاند بالتأكيد الخيار الأول بلا منازع، لا ننسى أنه حطم رقمًا قياسيًا في الدوري الإنكليزي خلال موسمه الأول دون أن يبذل مجهودًا ظاهرًا.
أما حالياً، فيبدو الفريق في مرحلة انتقالية، وهالاند لا يزال يحاول إيجاد موقعه داخل الخطط الجديدة. الوضع الحالي لمانشستر سيتي غامض، وهذا ينعكس على فرص هالاند في المنافسة على الحذاء الذهبي