روناهي/ تل حميس ـ مع بدء فصل الصيف وصعوبة التخزين بارتفاع درجة الحرارة، يشهد سوق الخضار في مدينة تل حميس انخفاضاً كبيراً في الأسعار، فيما أكد أحد الباعة بأنه وصل انخفاض بعض الأصناف إلى أكثر من 20%، حيث بات بإمكان الأسر ذات الدخل المحدود تلبية احتياجاتها الغذائية بسهولة.
ففي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تُثقل كاهل المواطن، تأتي الأخبار السعيدة من سوق الخضار لمدينة تل حميس، حيث شهدت أسعار الخضروات انخفاضاً ملحوظًا منذ عدة أيام هذا الانخفاض لم يكن مجرد صدفة، بل نتيجة مباشرة لتأثير حرارة الصيف المرتفعة، التي تجعل من الصعب على الخضروات تحمل التخزين لفترات طويلة، مع هذه التغيرات، بات المستهلكون قادرين على تلبية احتياجاتهم اليومية بأسعارٍ معقولة.
الإقبال الكبير للمتسوقين
تشهد سوق الخضار في مدينة تل حميس، حركة تجارية نشطة وإقبال كبير من المتسوقين، لقد باتت سلة الخضروات اليومية في متناول الجميع، بعد أن كانت الأسعار المرتفعة تشكّل عائقاً أمام الكثير من الأسر. “فالبندورة” التي كانت تُباع قبل أسبوعين بأسعار تتراوح بين 7000 و8000 ليرة للكيلوغرام الواحد، أصبحت اليوم متوفرة بأسعار تتراوح بين 2500 و3000 ليرة فقط، هذا الانخفاض الكبير جعلها الخيار الأول للمستهلكين، خاصةً مع دخولها في معظم الأطباق اليومية.
أما “الخيار”، فقد شهد انخفاضاً أكثر حدة، فبعدما كان سعر الكيلوغرام يتراوح بين 7000 و8000 ليرة، أصبح يُباع حالياً بسعر لا يتجاوز 1000 ليرة، هذا التراجع الكبير في السعر جذب انتباه المتسوقين، الذين أقبلوا على شرائه بكميات كبيرة.
وعلى الرغم من إن “الفاصولياء” لم تشهد انخفاضاً بنفس الحدة، حيث تراجع سعرها من 20,000 ليرة إلى حوالي 5000 ليرة، إلا أن هذا الانخفاض يبقى مشجعاً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
الأسباب التي أدت إلى انخفاض الأسعار
وبهذا الصدد؛ التقت صحيفتنا “روناهي” أحد أقدم الباعة في سوق الخضار بمدينة تل حميس، “الحاج خضر الخليفة” حيث كان له رأي واضح حول الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض الكبير في الأسعار، قال: “لا شيء غريب في الأمر، حرارة الصيف المرتفعة هي السبب الرئيسي، الخضروات لا تستطيع مقاومة التخزين في هذا الفصل، مما يجبر التجار على تصريفها بسرعة لتجنب الخسائر”.
وأضاف: “الصيف هو فصل الفقراء، حيث تنخفض الأسعار بشكلٍ كبير، وتصبح الخضروات متاحة للجميع”. وأشار الخليفة: “إلى إن هذا الانخفاض لم يكن مفيداً للمستهلكين فقط، بل ساعد أيضاً في تنشيط حركة البيع والشراء في السوق، فالتجار الذين كانوا يعانون من ركود في المبيعات وجدوا أنفسهم الآن أمام طلب متزايد، مما ساعد في تعويض بعض الخسائر الناتجة عن انخفاض الأسعار”.
في النهاية أكد “الحاج خضر الخليفة” بأن “انخفاض أسعار الخضروات في سوق مدينة تل حميس يُعد دليلاً واضحاً على أن فصل الصيف، رغم تحدياته، يحمل في طياته فوائد للمستهلكين، فارتفاع درجات الحرارة يجعل من الصعب على الخضروات تحمّل التخزين، مما يؤدي إلى وفرة في العرض وانخفاض في الأسعار، ومع التراجع الذي وصل إلى أكثر من 20% في بعض الأصناف، بات بإمكان الأسر ذات الدخل المحدود تلبية احتياجاتها الغذائية بسهولة”.
ومع استمرار فصل الصيف، يبقى السؤال: هل ستستمر هذه الأسعار المنخفضة في ظل التغيرات المناخية والاقتصادية، أم أن عوامل أخرى قد تؤدي إلى تقلبات جديدة في السوق؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة، لكن الأكيد هو أن سوق مدينة تل حميس للخضار اليوم يمثل نموذجاً لفصل الصيف كـ”فصل الفقراء”، حيث تصبح الخضروات في متناول الجميع.