الحسكة/ محمد حمود ـ مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تستعد مدينة الحسكة لاستقبال هذه المناسبة الدينية والاجتماعية العظيمة، حيث تمتلئ الأسواق والشوارع بحركة دؤوبة تعكس روح البهجة والتجديد، فيما يتحدث عدد من أهالي المدينة عن هذه التحضيرات.
يتجلى التحضير لعيد الأضحى في مدينة الحسكة من خلال تزيين المنازل، وشراء الملابس الجديدة، وإعداد الحلويات والأطعمة التقليدية، وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية. في لقاءات مع عدد من أبناء المدينة؛ نستعرض في صحيفة “روناهي” صورة حية لكيفية استقبال الحسكة هذا العيد.
العيد فرصة لإدخال الفرح على قلوب الأطفال
وفي الصدد، روى المواطن “عبد الله الحسن” لصحيفتنا “روناهي”، تفاصيل استعداداته لعيد الأضحى: “العيد هو أكثر من مناسبة دينية، إنه وقت لإسعاد أطفالي وإدخال البهجة على قلوبهم، فأبدأ التحضيرات قبل العيد بأسبوعين، حيث أصطحب أطفالي إلى السوق لاختيار ملابس جديدة، وقد اختار ولدي الصغير “عمر” هذا العام، بدلة زرقاء، وكانت فرحته لا تُوصف وهو يجربها”.
وأضاف: “الأسواق هنا في الحسكة تعج بالحركة، من بسطات الحلويات التي تملأ الشوارع برائحة السكاكر والمعمول، إلى محلات الملابس التي تزداد ازدحاماً مع اقتراب العيد، أحب أن أشتري كميات إضافية من الحلويات لتوزيعها على الجيران والأقارب، فهذا جزء من تقاليدنا”.
وأشار الحسن إلى أن التحدي الأكبر هذا العام هو ارتفاع الأسعار، لكنه يحرص على تخصيص ميزانية للعيد لضمان أن تكون الاحتفالية مكتملة: “نحاول توفير كل شيء، من الأضحية إلى الهدايا الصغيرة للأطفال، لأن العيد هو وقت الامتنان والمشاركة”.
واختتم “عبد الله الحسن” حديثه: “أهم ما في العيد هو رؤية الابتسامة على وجوه أطفالي وهم يرتدون ملابسهم الجديدة أثناء صلاة العيد، ثم يلعبون مع أقرانهم في الحي. هذه اللحظات لا تُعوض”.التعاون العائلي يصنع فرحة العيد
و”زهية الأحمد“، ربة منزل وأم لخمسة أطفال، ترى أن تحضيرات العيد تمثل فرصة لتعزيز الروابط الأسرية: “في بيتنا، العيد يعني العمل الجماعي، قبل أيام من العيد، نجتمع أنا وبناتي لتنظيف المنزل وتزيينه، نضع الستائر الجديدة، ونرتب غرفة الضيوف لاستقبال الأهل والأصدقاء، وفي هذا العام، قررنا طلاء جدران غرفة المعيشة بلون زاهٍ لإضفاء جو من البهجة”.
وتحدثت زهية بحماس عن إعداد الأطعمة التقليدية: “أنا أحب تحضير المعمول بالجوز والتمر، وهو طبق لا يمكن أن يغيب عن مائدتنا في العيد، بناتي يساعدنني في العجن والتشكيل، وهذه لحظات تملؤها الضحكات والذكريات”.
وأضافت: “نحرص أيضاً على إعداد كميات كبيرة من الأرز باللحم والمكسرات لتوزيعها على الجيران، فهذه عادة قديمة في الحسكة تعكس روح التكافل”.
وأشارت زهية، إلى أن الأسواق في الحسكة تتحول إلى مهرجان ملون قبل العيد: “أذهب مع زوجي إلى السوق لشراء مستلزمات العيد، من التوابل والمكسرات إلى الملابس للأطفال، وفي هذا العام، اشترينا فساتين ملونة لبناتي، وكان اختيار الألوان بحد ذاته مغامرة ممتعة”.
وضحكت زهية وهي تروي كيف قضت ساعات في السوق لاختيار كل قطعة بعناية، وأكدت، أن العيد فرصة لتجديد الأمل، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية: “نحاول أن نجعل العيد مميزاً رغم كل شيء، لأن فرحة الأطفال ولمة العائلة تستحق كل الجهد”.
العيد يعني التجديد والتواصل
أما “سميرة علي“، فترى أن عيد الأضحى هو فرصة للتجديد على المستوى الشخصي والاجتماعي: “أحب أن أبدأ تحضيرات العيد بشراء شيء جديد للبيت، لأشعر بالتجديد، وفي هذا العام، اشتريت سجادة حمراء أعجبتني كثيراً”.
وتحدثت سميرة عن أجواء الأسواق في الحسكة: “الأسواق هنا نابضة بالحياة. تجد البسطات مليئة بالحلويات التقليدية مثل البقلاوة والمعمول، ومحلات الملابس تعرض تشكيلات متنوعة تناسب الجميع”.
وتابعت: “أحب التجول بين البسطات ومشاهدة الناس وهم يختارون هدايا العيد”، مضيفةً: “أحياناً أشتري هدايا صغيرة لأبنائي، مثل الألعاب البسيطة، لأن العيد فرصة لنشر الفرح”.
وأكدت سميرة على أهمية الزيارات العائلية في العيد: “بعد صلاة العيد، أزور أهلي وأقاربي، ونتبادل الحلويات والهدايا، هذه الزيارات تعزز التواصل بيننا، خاصة أن الحياة اليومية تجعلنا مشغولين”.وأشارت، إلى أنها تحرص على تخصيص وقت لتعليم أبنائها قيم العيد، مثل التضحية والتكافل: “أحكي لهم قصة النبي إبراهيم عليه السلام، وأشرح لهم كيف أن العيد يعلمنا العطاء والصبر”.
ختاماً، تعكس تحضيرات عيد الأضحى في الحسكة، كما رواها “عبد الله الحسن، وزهية الأحمد، وسميرة علي”، روحاً من الفرح والتضامن، سواء من خلال شراء الملابس الجديدة، إعداد الأطعمة التقليدية، أو تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، يظل العيد مناسبة تجمع الناس على قيم العطاء والامتنان.
وفي شوارع الحسكة المزدحمة ومنازلها المزينة، يتجلى العيد رمزاً للأمل والتجديد، حيث يسعى الجميع خلق ذكريات لا تُنسى لهم ولأحبائهم.
