مركز الأخبار – تثير التطورات في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطة دمشق مخاوف عميقة بشأن مصير آلاف المعتقلين الذين لا يزالون يعانون في ظل غياب المحاسبة والشفافية، مما يعكس فشلاً ذريعاً للسلطة في احترام القوانين الدولية.
شهِد شهر أيار 2025 سلسلة من الانتهاكات المروعة داخل مراكز الاحتجاز التابعة لسلطة دمشق، حيث وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان حالتي وفاة نتيجة التعذيب الوحشي. فيما تكشف هذه الأحداث عن الممارسات اللاإنسانية لسلطة دمشق التي تشابه ما كان يقوم به نظام الأسد ضد المعتقلين، متجاهلةً أبسط معايير حقوق الإنسان.
ففي الأول من أيار، لقي مواطن حتفه نتيجة التعذيب الوحشي على يد عناصر الأمن العام التابعين لسلطة دمشق في مدينة القرداحة بريف اللاذقية. تم اعتقاله في 29 نيسان من منطقة خلف مدرسة الصناعة، ليُقتل بعد يومين فقط تحت التعذيب، في دلالة واضحة على الوحشية المفرطة ضد المدنيين.
وفي 31 أيار، توفي مواطن من بلدة عرنة بريف دمشق تحت التعذيب في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لسلطة دمشق. اعتُقل مع عشرة آخرين أثناء عملية اغتيال قيادي عسكري في قطنا، وأُفرج عن ثمانية منهم، بينما بقي مصيره مع شخص آخر مجهولاً حتى سُلمت جثته لذويه، مما يكشف عن استهتار سلطة دمشق بحياة المعتقلين. وفي 13 أيار، شهدت ساحة الأمويين بدمشق احتجاجات شعبية غاضبة، حيث رفع المشاركون لافتات تندد باستمرار الاعتقالات التعسفية وتطالب بالكشف عن مصير المفقودين.
وقد وجه المحتجون انتقادات حادة لسلطة دمشق، وطالبوها بتحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والإفراج الفوري عن المعتقلين دون تهم واضحة أو محاكمات عادلة.
في السياق؛ لا يزال مصير العديد من العسكريين المعتقلين في سجون حارم وحماة وحمص وعدرا وعفرين مجهولاً، رغم عودة بعضهم من العراق بعد سقوط النظام وتسَليمهم أنفسهم طوعاً دون قتال. لكن سلطة دمشق تواصل احتجازهم بلا تهم رسمية أو محاكمات عادلة، مما يثير مخاوف من تعرضهم للتعذيب أو التصفية. يفاقم هذا الوضع غياب المعلومات الرسمية عن أماكن احتجازهم، مما يعرض ذويهم للابتزاز المالي من شبكات تستغل معاناتهم.
المرصد السوري لحقوق الإنسان طالب بالإسراع في فتح تحقيقات مستقلة حول الانتهاكات التي ترتكبها سلطة دمشق، مع التأكيد على ضرورة محاسبة المتورطين في التعذيب والقتل. كما دعا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين الأبرياء وضمان محاكمات عادلة وفق المعايير الدولية.
يبقى صوت الضحايا وذويهم صرخة مدوية تكشف عن معاناة آلاف المعتقلين تحت قبضة سلطة دمشق، وسط صمت دولي مخزي يتطلب تحركاً عاجلاً لوقف هذه الجرائم.