روناهي/ قامشلو ـ لمناقشة تداعيات خطاب الكراهية على الشعب السوري، وطرح الحلول للحد منها ودور المرأة في الحفاظ على السلم المجتمعي نظم مكتب المرأة في حزب الوطن السورية ندوة حوارية.
تحت شعار “نبذ خطاب الكراهية ودور المرأة في الحفاظ على السلم المجتمعي” وبحضور عدد من الشخصيات النسوية من أحزاب وتجمعات في إقليم شمال وشرق سوريا، عقد مكتب المرأة في حزب الوطن السورية ندوة حوارية في مبنى الأمانة العامة للحزب بتل طويل مرشو في الحسكة يوم الاثنين 2 حزيران الجاري.
ودارت الندوة على محورين أساسيين الأول تعريف خطاب الكراهية وتداعيات على المجتمع السوري، ووضع آلية حل لنبذها والحد منها، حيث أن خطاب الكراهية يبدأ بكلمة لكنه ينتهي بصراع مما يستوجب وقفة جادة من جميع القوى المجتمعية والسياسية والثقافية لمواجهته والتصدي لمحاولات زرع الفتن بين الشعوب.
والمحور الثاني دار حول مسؤولية المرأة لتظافر جهودها ودعوتها للتسامح، وبالتالي بناء جسور الثقة بين الأطراف السورية.
وأشارت الندوة إلى أن المرأة ليست فقط ضحية لخطاب الكراهية بل فاعلة في كسر حلقاته وتحصين المجتمع منه داعية إلى تعزيز حضور المرأة في الإعلام والمؤسسات والسياسة بوصفها شريكة في بناء السلام.
وسائل مناهضة خطاب الكراهية
وعلى هامش الندوة؛ أشارت شيماء الخلف عضوة المجلس المركزي، ومكتب العلاقات في حزب الوطن السوري لصحيفتنا إلى هدفهم من عقد هذه الندوة وطرح موضوع نبذ خطاب الكراهية، ودور وسائل التواصل الافتراضي في انتشار خطاب الكراهية، إلى جانب طرح الآثار السلبية وتداعيات هكذا خطاب على الشعب السوري، بالإضافة إلى النقاش حول الحلول بتر أذرع هذا السلوك في المجتمع.
وعرفت خطاب الكراهية على أنه تواصل سلوكي مجتمعي يحرض فئة معينة في المجتمع حسب عرقة ولونه، وبالتالي يؤدي إلى تفكك التماس بين شعوب المنطقة.
كما تطرقت في حديثها لصحيفتنا إلى الآثار السلبية لهذا السلوك، نفسياً واجتماعياً وحتى اقتصادياً، وبخاصة على المرأة التي تستهدف بشكل أساسي، من هنا يكمن دور المرأة في نبذ الخطاب من خلال التوعية ونشر الثقافة وتوحيد صف النسوي لمناهضة هذا الخطاب والحد منه من خلال الحوار على طاولات مشتركة من مختلف الشعوب.
وفي نهاية حديثها شددت عضوة المجلس المركزي ومكتب العلاقات في حزب الوطن السوري شيماء الخلف إلى ضرورة توسيع نطاق هذه الندوات على كامل الجغرافيا السورية.
دور المرأة لبتر أذرع الفتن
دبدورها لفتت إحدى المشاركات في الندوة الحوارية هيلين أردميان عضوة في مجلس المرأة السورية لجنة العلاقات، من الشعب الأرمني إلى أهمية البحث والنقاش في موضوع خطاب الكراهية وطرق نبذها، مشيرة إلى تزايد انتشار هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة، في مسعى إلى زرع الفتن والعنصرية بشكل كبير.
وسلطت الضوء على دور المرأة السورية ومسؤولياتها، مشيرة إلى أنها تجاوزت الوقوع في فخ هذا الخطاب، كونها تخضع لتدريب مستمر، وبالتالي توعية ذاتها.
وفي ختام حديثها، أكدت على أن التعايش المشترك بين شعوب المنطقة منذ القدم، يطبق اليوم في إقليم شمال وشرق سوريا، وذلك بفضل نهج الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، الأمر الذي ساهم في نبذ خطاب الكراهية وتخطي هذه الخطابات.
ويشار إلى أن الندوة خرجت بعدد من التوصيات أبرزها:
ـ تحفيز المرأة على قيادة حملات التوعية بمخاطر خطاب الكراهية.
ـ التنسيق مع المؤسسات الرسمية والأحزاب والمجتمع المدني للتصدي للخطاب التحريضي.
ـ تفعيل قوانين تجرم الكراهية مع الحفاظ على حرية الرأي.
ـ إنتاج محتوى إعلامي إيجابي يعكس التنوع الثقافي السوري.
ـ تدريب الشباب من الجنسين على الحوار ومكافحة التنمر الإلكتروني وخطاب الإقصاء.
ـ توفير الدعم النفسي والقانوني للمتضررين من خطاب الكراهية، وخاصة النساء والأطفال.
ـ التأكيد على ضرورة تكامل الجهود النسوية مع مختلف المكونات في مواجهة ثقافة التحريض والانقسام، وبناء
مجتمع تعددي قائم على التسامح والمساواة.