الطبقة/عبد المجيد بدر – في مشهدٍ “كارثي”، تسبب الانخفاض المستمر في منسوب مياه نهر الفرات بخروج محطة عايد الرئيسية لضخ المياه في مدينة الطبقة عن الخدمة بالكامل، ما أدى إلى توقف الضخ عن أكثر من 25 ألف نسمة من الأهالي في عايد وقراها.
وباتت الأزمة المائية في مدينة الطبقة حديث كل بيت، في وقت تتسابق فيه وحدة المياه مع الزمن لتثبيت حلول إسعافية قد تنقذ آلاف العائلات من العطش مع حلول فصل الصيف وزيادة الاحتياج إلى الماء.
أربع مضخات خارج الخدمة
بحسب تصريح مدير وحدة المياه في الطبقة “مثنى الدندل”، فإن محطة عايد كانت تعتمد على أربع مضخات عمودية مثبتة في بئرين ارتشاحيين، بسعة ضخ إجمالية تصل إلى 150 متر مكعب في الساعة، لكن ومع وصول منسوب الفرات إلى “الحد الميت”، توقفت تلك المضخات بالكامل عن العمل.
وأشار الدندل إلى: “خروج أربع مضخات دفعة واحدة وضعنا أمام أزمة حقيقية… آلاف الناس بلا ماء، والمزارع بدأت تجف، نحن الآن في مرحلة طوارئ حقيقية”.
حلول إسعافية
وبحسب الدندل، فقد تحركت الفرق الفنية بسرعة لتركيب مضختين أفقيتين قرب ضفة النهر، بسعة ضخ 250 متر مكعب في الساعة لكل واحدة، وبدأتا العمل كحل مؤقت لإعادة جزء من الخدمة إلى الأهالي، وكما يجري العمل حالياً على تركيب مضخة ثالثة لتعزيز الضخ وضمان وصول المياه إلى المناطق المتضررة.
وأوضح: “نعمل ليل نهار رغم الصعوبات الفنية وقلة الموارد، لكننا نحتاج من الأهالي التعاون عبر ترشيد الاستهلاك، لأن الوضع هشّ جداً وأي ضغط إضافي قد ينسف جهودنا”.
أزمة تتجاوز محطة واحدة
تشير بيانات وحدة المياه إلى أن منسوب سد الفرات انخفض حتى الآن بنحو ستة أمتار، مع تدفق مائي من الجانب التركي لا يتجاوز 250 متر مكعب في الثانية، في وقت كان المعدل الطبيعي يُفترض ألا يقل عن 500 متر مكعب.
هذا الانخفاض لا يهدد فقط محطة عايد، بل يهدد سلسلة محطات أخرى تعتمد على المصدر نفسه، ما ينذر بأزمة إقليمية في حال لم تُعالج المشكلة جذرياً.
نداء إلى السكان
دعا مدير وحدة المياه في الطبقة “مثنى الدندل” في ختام حديثه جميع الأهالي إلى الالتزام بترشيد استهلاك المياه خلال الأيام المقبلة، وبأنهم مستمرون في العمل على الحلول الإسعافية، لكنها تحتاج إلى تفهّم المجتمع وصبره: “هذه الأزمة نتيجة عوامل خارجية مثل تراجع الوارد المائي من الفرات، ونحن نبذل كل ما بوسعنا لضمان استمرار الحد الأدنى من الخدمة”.
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا أزمة مياه بسبب تراجع منسوب الفرات، فمنذ سنوات، تعاني المنطقة من سياسات الحبس المائي من الجانب التركي، ما أثّر بشكل مباشر على مياه الشرب، الزراعة، والثروة الحيوانية، ودفع السكان إلى إطلاق عدة مناشدات للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للضغط من أجل الالتزام بالاتفاقات المائية وضمان وصول الحقوق المائية العادلة لكل الأطراف.