كوباني/ سلافا أحمد – يسرد المؤلف علي عبد الله كولو، ابن المنطقة، تاريخ القرى الكردية في سوريا عبر مؤلفاته وأعماله عبر المقاطع المصورة ينشرها على مواقع التواصل الافتراضي، تاريخ الشعب الكردي في سوريا على مر العصور المنصرمة.
علي عبد الله كولو، كاتب ومحامي من قرية أبو جرادة من مدينة الدرباسية، تولد عام ١٩٨٠م حاصل على شهادة الحقوق من جامعة دمشق ١٩٩٨-٢٠٠٢ م مقيم منذ تسعة أعوام في ألمانيا.
له كتاب عن الحكم والأمثال الكُردية باللغة الكردية، إضافةً إلى كتاب وأمثال منطقة شنكال، لديه ثلاث روايات باللغة العربية ودراسة بعنوان (التوزيع الإداري للمناطق الكُردية في سوريا) أعد الدراسة في نهاية العام ٢٠١٢، والعديد من الكتب الأخرى.
ومن جملة كتبه رواية “السجين” التي يجسّد فيها المعاناة السوريّة عامةً، والكردية خاصةً في نهاية تسعينيات القرن الفائت، تحت حكم حافظ الأسد، وتحكي قصة عائلة سجين سياسي كردي وما عانته من ضغوط في مختلف المجالات.
ويسعى الكاتب كولو عبر أعماله تسليط الضوء على الظلم والاستبداد والإبادة التي عاناها الشعب الكردي على مر العصور من آلة البطش البعثية، وتوثيق تاريخ مناطقهم وقراهم التي تم تزويرها من قبل النظام السوري السابق إبان مشروع الحزام العربي، الذي سعى إلى تعريب المناطق الكردية.
وفي لقاءً خاص لصحيفتنا “روناهي” معه، أشار إلى أن “يحاول بأن يلقي الضوء على فترة زمنية مظلمة في حياة الكرد في سوريا عبر كتابتها وتوثيقها، وإظهار المعاناة التي عانوها من آلة البطش والإنكار والإبادة لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المشروعة”.
وقال كولو: “منذ كنت طالباً جامعياً وأنا أحاول وأسعى أن أسلط الضوء على تاريخ الشعب الكردي، وما عاناه من ظلم وإبادة وبطش على يد نظام السوري السابق، وشاءت الأقدار أن أكتبها وأنا لاجئ”
كولو أضاف: “أركز على التوثيق منذ سنين عديدة حينما كنت في الوطن، حيث تعرض والدي للاعتقال عام ١٩٩٥ من قبل نظام البعث السابق، وتم سجنه لعام وثمانية أشهر، نتيجة انتمائه لحزب الوحدة الديمقراطي الكُردي في سوريا (يكيتي)، ورغم ذلك واصلت أنا وشقيقي النضال لإكمال مسيرة والدي، بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها العائلة، لأجل شعبي وكرديتي”.
كولو أشار إلى أهمية التوثيق: “كنت دوماً أسعى في نضالي وأعمالي إلى تقديم شيء مفيد لشعبي، لذا كانت الكتابة والتوثيق أحد الطرق التي رأيتها الأنسب في خدمة شعبي، حيث نتيجة لقراءتي الكثير من كتب التاريخ استنتجت بأن الكُرد على مرِّ التاريخ لم يقوموا بتوثيق تاريخهم إلا نادراً وإن الشعوب الأخرى هي من وثّقت عن الكُرد لذلك اخترت أن أعمل وأجتهد في مجال التوثيق وأنا مؤمن بأن هذا العمل جيد”.
وأوضح كولو بالقول: “أوثق التاريخ الكُردي استناداً للمصادر والمراجع التاريخية كما أوثق الوجود الكُردي خارج كُردستان في دول ومناطق مثل (مصر، خراسان) عن طريق باحثين من تلك المناطق والدول، أما القرى الكُردية في الأجزاء الأربعة لكُردستان فاعتمد في توثيقها على أهالي تلك القرى، كونهم الأدرى بمعلومات قراهم وأسماءها الحقيقة قبل التعريب والتتريك والتفريس”.
وتابع: “إضافةً لذلك أقوم بتوثيق التواجد الكُردي في “جبل الأكراد” الذي يمتد على ثلاث محافظات سوريّة وهي (إدلب، حماة، اللاذقية) والوجود الكُردي في حمص ودمشق وريف حلب الشمالي والشرقي أيضاً استناداً للمصادر التاريخية والأرشيف العثماني أولاً ومن ثم أبناء تلك المناطق ثانياً”.
وأكد الكاتب علي كولو في ختام حديثه بأن “خلال السنوات الماضية اعتمدت التوثيق بالفيديوهات في قناتي على اليوتيوب وبقية منصات السوشيال ميديا، أتمنى أن يستفيد شعبي من هذه التوثيقات لمواجهة الهجمات الهادفة لمحو التاريخ والجغرافية والثقافة الكُردية، عبر تحديد موقعها الجغرافي واسمها الحقيقي، تاريخ العشيرة التي تسكن القرية، وتعريف أهل القرية بتاريخ قراهم الصحيح بعدما تم تزويرها من قبل السلطات السوريّة”.