الدرباسية/ نيرودا كرد – أشار الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، إلى أن العديد من الأحزاب والقوى الأوروبية تناصر اليوم الحقوق المشروعة للشعب الكردي، وتنظيمهم العديد من الفعاليات يؤكد ذلك، ولفت، أن هناك حزبين يونانيين رئيسيين، يقدمون أشكال الدعم لحصول الكرد على حقوقهم المشروعة، وأوضح، أن وحدة الصف الكردي، أثر بشكل إيجابي على نشاطهم الدبلوماسي.
تحت شعار: “القضية الكردية والتطورات في الشرق الأوسط”، نظم مركز دراسات البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، والإسلامية، (CEMMIS)، ندوة حوارية في العاصمة اليونانية أثينا، في الرابع والعشرين من شهر أيار المنصرم.
وتمحورت الندوة حول تاريخ الشعب الكردي، وقضيته العادلة في منطقة الشرق الأوسط، حيث شدد المشاركون على أن حل القضية الكردية من القضايا التي يستوجب الحل، ما سيؤدي حتماً لحل أزمات الشرق الأوسط، كما أظهروا مدى تعرفهم على هذه القضية وتاريخ هذا الشعب، مؤكدين مواصلتهم دعم نضال الشعب الكردي حتى ينال حقوقه المشروعة.
وشارك في هذه الندوة، وفد من إقليم شمال وشرق سوريا، ضم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، والرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات العامة، سما بكداش، وممثلة علاقات الحزب في أوروبا، مزكين أحمد، والرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، إلى جانب العديد من الأكاديميين، والسياسيين، والصحفيين.
أهمية هكذا ندوات
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، الذي تحدث عن الندوة: “لعقد هذه الندوات أهمية كبيرة لخدمة القضية الكردية، وترتكز هذه الأهمية إلى التعريف الأوسع بالقضية الكردية، وتاريخها، وتطورها، والمراحل التي وصل إليها نضال الشعب الكردي، في هذه الأوقات، ضف إلى ذلك أهمية إقامة علاقات جديدة مع قوى وأحزاب سياسية أوروبية، داعمة للشعب الكردي ولقضيته العادلة”.
وأضاف: إن “إقامة الصلات والعلاقات الجديدة والجيدة مع الآخرين، تساهم في تقريب وجهات النظر، والنقاش عن قرب في مجمل القضايا المطروحة، التي تتعلق بوضع الشعب الكردي، وبالتالي تتعرف هذه القوى أكثر على حقيقة هذا الشعب، والنضال الذي يخوضه، لا سيما في هذه المرحلة الحساسة والتاريخية التي تمر بها القضية الكردية، حيث تبرز ضرورة معرفة مختلف الأطراف المحلية، والإقليمية، والدولية، بحيثيات ومجريات هذه المرحلة، لا سيما وإن هذه المرحلة تفتح الباب أمام تطورات مهمة للغاية، يجب أن نكون مستعدين للتعامل معها بكل اقتدار”.
وتابع: “ما يميز هذه الندوات، أنها ندوات شبه دولية، فالندوة التي عقدت في العاصمة اليونانية أثينا، لم تشارك فيها أطراف يونانية وحسب، بل شاركت فيها مجموعة من الأكاديميين، والسياسيين، والكتاب، من مختلف دول العالم، ومن بينهم أوروبا وأمريكا، فهذا يدل على أن هذه الشعوب، باتت على دراية بالقضية الكردية، التي يمتد عمرها آلاف السنين، خاصة وإن كل طرف كان له رؤيته الخاصة في التعامل مع القضية الكردية، إلا أن آراءهم اجتمعت كلها على مشروعية هذه القضية، من الناحية الحقوقية، والإنسانية، وضرورة حلها حلا ديمقراطيا عادلا، وأكد المجتمعون أنهم ينظمون مثل هذه الندوات في دولهم، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود الكرد في تلك الدول، وسيدعمون هذه القضية ويدعون أطرافاً أخرى لدعمها”.
وتابع: “تأتي هذه الندوة في ظل تطورات جذرية، يشهدها الملف السوري بشكل عام، حيث أن هناك العديد من الحوارات، والمفاوضات، والنقاشات في سبيل إيجاد الحلول المناسبة لسوريا الجديدة، وما يميز هذه المرحلة مشاركة الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، في هذه الحوارات والنقاشات، ما يؤكد على أن هذه الإدارة أصبحت رقماً صعباً في المعادلة السورية، وأن أي حل من دونها لا يمكن أن ينجح، من هذا المنطلق، نؤكد أن سوريا القادمة يجب أن تعتمد اللامركزية الإدارية، لقيادة المرحلة القادمة، بوصفها الحل الأمثل للذهاب بها وبشعبها إلى بر الأمان”.
وأضاف: إن “تطبيق رؤية الإدارة الذاتية للمستقبل السوري، يجعل سوريا نموذجا يُحتذى به على كامل مساحة الشرق الأوسط، لأن هذا النموذج يضمن حقوق الشعوب والمكونات الموجودة في مناطقها، ومن خلال الكلمات التي ألقيت في هذه الندوة، وما تبعها من لقاءات هامشية، تبين أن المشاركين فيها، يتبنون هذه الرؤية ويرونها السبيل الوحيد لإخراج سوريا من مأزقها الحالي، وبغير ذلك سيكون المستقبل السوري مهددا بشكل وجودياً.
نتائج لقاءاتنا مهمة
وأوضح: “على هامش الندوة، عقد وفدنا لقاءات مع عدد من الأطراف السياسية اليونانية، والأوروبية الفاعلة، والتي لها دور في السياسات الخارجية لدولها، التقينا بعدد من الأحزاب السياسية اليونانية المؤثرة في وضع سياسات الدولة، وكان في مقدمتهم حزب تحالف قوى اليسار (سيريزا)، والحزب الاشتراكي اليوناني حركة التغيير (باسوك)، وكانت النتائج جيدة للغاية، حيث تبادلنا معهم وجهات النظر حول القضية الكردية، ووجوب حلها سياسيا، وقد التمسنا من خلال هذه اللقاءات معهم، أن هذين الحزبين لهما تاريخ جيد في معرفة حقيقة القضية الكردية، وحقوق الشعب الكردي في الحرية والديمقراطية، والعيش كباقي شعوب العالم، وكذلك معرفتهم الكافية بتاريخ حركة التحرر الكردستانية، لأن هذين الحزبين يعرفان عن أنفسهما في الداخل اليوناني، أنهم أصدقاء الشعب الكردي”.
وأشار: “تركزت حواراتنا على المرحلة الجديدة التي تدخلها القضية الكردية، على خلفية نداء القائد عبد الله أوجلان، “للسلام والمجتمع الديمقراطي”، وقد تبين أن هذين الحزبين قد تعمقا في دراسة وتحليل مبادرة السلام، ويرون فيها الطريق الأمثل للوصل إلى السلام والمجتمع الديمقراطي، في باكور كردستان، وتركيا، والشرق الأوسط، بشكل عام، حيث قيموا الواقع الكردي بناء على هذا النداء، وكان تقيمهم لهذه المرحلة مميزاً، ويأتي هذا التميز لأن اليونان من دول البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي تؤثر في مجمل التطورات التي تشهدها هذه المنطقة في قادم الأيام، لا سيما وإن دول البحر الأبيض المتوسط، تشهد أزمات داخلية حادة، وبالتالي حل أي من هذه الأزمات سيؤثر على داخل الدول الأخرى، ومن هذا المنطلق هذان الحزبان يسعيان لحل القضية السورية بشكل عام، والقضية الكردية، بشكل خاص حلا ديمقراطيا عادلا”.
ولفت: “من خلال الحوارات التي تمت، تبين أن هناك تقاطعات مشتركة بيننا وبين هذه الأحزاب، لأننا نتفق على ضرورة أن تكون سوريا لامركزية ديمقراطية، تضمن حقوق شعوبها، وأكد الحزبان اليونانيان على أنهما يتبنان هذه الرؤية أيضاً، لما تحمله من مشروع سوري وطني يساهم في حل القضية السورية عامةً، ومن ضمنها القضة الكردية، خاصة أن الشعب الكردي كان محروماً من أبسط حقوقه إبان عهد النظام البعثي السابق، ولتعنته من أجل التوصل للحلول، حدث ما حدث، وعلينا اليوم إيجاد الحلول المنطقية للقضايا العالقة”.
وشدد: “هذه اللقاءات والزيارات تأتي في إطار العمل الدبلوماسي، لأن المرحلة التي نحن بصددها اليوم، تتطلب نشاطا دبلوماسيا عالي المستوى، لخدمة التوجه الديمقراطي الذي نخوضه في سوريا، لذلك نحن حريصون على تكثيف اللقاءات وزيارة مختلف الأطراف السياسية، والاجتماعية، والحقوقية، وكذلك البرلمانيون المؤثرون في بلدانهم، ومن واجبنا القيام بلقاءات مع المؤسسات الدولية المعنية، ولا بد من الإشارة إلى أن الوفود التي تزور إقليم شمال وشرق سوريا، لا تأتي من فراغ، بل نتيجة للنشاط الدبلوماسي الملموس الذي نخوضه على المستويات كافة”.
الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، اختتم حديثه: “لقد كان لتوحيد الصف والموقف والكلمة الكردية دور إيجابي كبير في نشاطنا الدبلوماسي، هذه الوحدة أظهرت أن الشعب الكردي في سوريا، توحد في رؤيته حول مستقبل القضية الكردية، وهذه الرؤية تجعله أكثر تأثيرا في الملف السوري، وفي قضايا المنطقة بشكل عام، ويجعله أكثر انفتاحا على المجتمع الإقليمي، والدولي، الأمر الذي يجعل موقف الكرد، أكثر قوةً، وهذا يجعل الأطراف الإقليمية، والدولية، التقرب من الكرد بجدية أكبر”.
