الحسكة/ محمد حمود ـ اتفقت آراء أهالي الحسكة، على أن مبادرة السلام والمجتمع الديمقراطي، التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان تشكل فرصة تاريخية لإنهاء الصراع وبناء مجتمع ديمقراطي شامل، ومع ذلك، يؤكد الأهالي، أن نجاح هذه المبادرة يتوقف على استجابة الدولة التركية بخطوات ملموسة على الأرض.
في السابع والعشرين من شباط الماضي، أطلق القائد عبد الله أوجلان نداء، “السلام والمجتمع الديمقراطي”، دعا فيه إنهاء الصراع، وبدء مسار سياسي جديد لحل القضية الكردية في تركيا والمنطقة، هذا النداء، الذي تبعه إعلان حزب العمال الكردستاني، خلال مؤتمره الثاني عشر في أيار 2025، إنهاء مرحلة الكفاح المسلح، وهو ما أثار تفاعلاً واسعاً في أوساط أهالي مدينة الحسكة.
مبادرة السلام فرصة تاريخية
تحدث الناشط السياسي، محمد أشرف علي، بهذا الملف، إن “مبادرة القائد عبد الله أوجلان، للسلام، تمثل “فرصة تاريخية لإنهاء عقود من الصراع أنهكت المنطقة، وإعلان حزب العمال الكردستاني، حل هيكليته التنظيمية، وتحوله إلى العمل السياسي السلمي، يعكس التزاماً حقيقياً بمشروع السلام”.
وأشار: “هذه الخطوة تُظهر شجاعة سياسية ومسؤولية أخلاقية، والآن يجب على الدولة التركية، أن توقف المراوغة واتخاذ خطوات جادة، والسلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، لأن حريته الجسدية تشكل ركيزة أساسية لنجاح أي عملية سلام، لأنه صاحب رؤية شاملة قادرة على توحيد الشعوب، وإنهاء الأزمات في الشرق الأوسط”.
ونوه: أن “تجاهل تركي هذا النداء، سيؤدي إلى تعميق الفوضى والصراعات، ليس فقط في باكور كردستان، بل في المنطقة بأسرها، وهناك أطراف داخل النظام التركي، تستفيد من استمرار الصراع وتعميق الأزمات، والدولة التركية تدرك أمكانية الحل تكمن في فكر القائد عبد الله أوجلان، لكنها ترفض التجاوب، فسياسات العزلة والقمع التي تنتهجها تركيا، يجب أن تنتهي، كما أنه يجب أن تكون هناك إصلاحات دستورية جذرية، وإفراغ السجون من المعتقلين السياسيين، لإثبات جدية أنقرة”.
ضمانات دستورية وحقوقية
من جانبها، قالت المواطنة، أمل قهرمان، إن “مبادرة السلام التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، تعبر عن طموح الشعوب المضطهدة في العيش بكرامة وحرية، وإعلان حزب العمال الكردستاني، وقف الكفاح المسلح خطوة شجاعة، فالشعب الكردي يطالب بحقوقه المشروعة في العيش بسلام ومساواة”.
ونبهت: إلى أن “السلام يتطلب إنهاء سياسة الإبادة والتعذيب المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، والإفراج عن المعتقلين السياسيين كما يجب توفير ضمانات دستورية وحقوقية، تضمن بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي، فالقائد عبد الله أوجلان، يمثل رمز المقاومة، وحريته شرط أساسي لنجاح أي عملية سلام، فتركيا إن أرادت الاستقرار فعليها الاستجابة لهذا النداء التاريخي”.
وشجبت أمل قهرمان، ممارسات النظام التركي في سجن إمرالي: “استمرار العزلة دليل غياب الإرادة السياسية لتحقيق السلام، وإن لم تستجب تركيا لهذه المبادرة، فإن المنطقة قد تشهد المزيد من الاضطرابات، لأن الشعوب لن تتخلى عن حقوقها، ولأن فكر القائد عبد الله أوجلان، يحمل رؤية مجتمع ديمقراطي حر، يخشاه النظام التركي”.
الموقف المتعنت سيخل بالسلام
بدوره، قال المواطن، رمضان محمد: إن “مبادرة السلام التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، تُظهر التزامه بإنهاء الصراع وبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة، وقرار حزب العمال الكردستاني، وقف الكفاح المسلح خطوة غير مسبوقة تستحق التقدير، والمبادرة تعكس إرادة حقيقية للسلام، لكنها تتطلب تجاوباً مسؤولاً من الدولة التركية”.
وشدد: أن “السلام لا يمكن تحقيقه من طرف واحد، وتركيا تتحمل مسؤولية تاريخية للرد على هذه المبادرة بخطوات ملموسة، ويأتي على رأسها، إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، لأنه يمثل مفتاح الحل في المنطقة بأكملها، وإجراء إصلاحات دستورية وحقوقية شاملة”.
وندد رمضان بسياسات الإنكار والقمع، التي تنتهجها تركيا: إن “تجاهل هذه الفرصة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات داخل تركيا وخارجها، الشعوب تريد السلام، لكنها لن تقبل بالظلم، وتركيا أمام خيارين: إما المصالحة بالحوار، وإما باستمرار الصراع الذي لن يخدم أحداً، فالشرق الأوسط يحتاج إلى رؤية القائد عبد الله أوجلان لتحقيق الاستقرار، وهذا لن يحدث دون حصول حريته”.
واختتم، رمضان محمد: “إذا اختارت أنقرة طريق السلام، فإن المنطقة بأسرها ستشهد تحولاً إيجابياً كبيراً، أما إن استمرت بموقفها المتعنت، فإنها ستتحمل مسؤولية أي إخلال بعملية السلام”.