قامشلو/ علي خضير – أكَّد المحامي، محمد أمين النعيمي، أنّ رسالة القائد عبد الله أوجلان للسلام، أحدثت تحولاً عالمياً في التعاطي مع القضية الكردية، لأنها قضية محورية يجب حلها، وأشار إلى أنَّ القائد عبد الله أوجلان، حضّ على الأخوّة بين الكرد والأتراك، وعلى الحكومة التركية السعي لقبول السلام.
في السابع والعشرين من شباط الماضي، أرسل القائد عبد الله أوجلان، نداءه للسلام والمجتمع الديمقراطي، سعياً منه لإنهاء الصراع بين الكرد والدولة التركية، والتوجه لحل القضايا العالقة عن طريق الحوار السلمي السياسي، وحل القضية الكردية بما يضمن الحقوق التاريخية، ولاقى نداءه ترحيباً على المستوى الداخلي التركي، والمستوى الإقليمي والدولي، لكن لم تقم الدولة التركية بما هو مطلوب لتنفيذ مبادرة السلام.
القضية الكردية مفتاح السلام
وتعقيباً على رسالة القائد للسلام، وما لها من أبعاد إيجابية، تحدث الرئيس المشترك لمبادرة المحامين السوريين للدفاع عن القائد عبد الله أوجلان، المحامي “محمد أمين النعيمي”: إنَّ “القائد عبد الله أوجلان، يؤكد مجدداً أن حريته الشخصية مقترنة بحرية شعبه، وهو لا يطلب العفو ولا الرحمة، وإنما يطالب بحل ديمقراطي للقضية الكردية، وحريته لن تُشترى ولن يساوم عليها، وهو ينادي باسم العدالة، والمساواة، والكرامة، يطالب بالحل وفقا لدفاتر الدستور والقانون، وليس في دفاتر الموت، والقضية عنده هي صدى ثقافة وألم شعب”.
وتابع: إنَّ “العالم يطالب بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، والحل السياسي للقضية الكردية، وتغيير حالة التحكم والاستبداد السائدين في تركيا، التي لم تجد مناصاً لحل القضايا إلا بالعودة إلى الحوار مع القائد عبد الله أوجلان، وفي ذلك تكون على يقين أنه يملك مفاتيح الحل، ففي مؤتمر روما الدولي الذي عقِد في ١١ و ١٥ من شهر نيسان المنصرم، تجلى اهتمام العالم بمسألة حريته الجسدية، والتي كانت حلقة من حلقات الحملة العالمية التي انطلقت منذ الأول من تشرين الأول عام ٢٠٢٣ ولا تزال مستمرة”.
ولفت: إلى أنَّ “الرسالة أحدثت تحولاً عالمياً على اعتبارها قضية رئيسية في مستقبل الشرق الأوسط، وعلى أن الكرد هم عامل توازن إقليمي جديد، وأن القضية الكردية لم تعد ملفاً ثانوياً بل تحولت إلى أهم المفاتيح الأساسية في معادلة الشرق الأوسط المقبلة، والمؤشرات على هذا التحول لا تقتصر دولياً على التصريحات، وإنما تتجلى في الواقع السياسي والاقتصادي”.
وأوضح: “رسالة السلام حضت على الأخوَّة بين الشعبين الكردي والتركي، لكن تركيا دائماً تحاول خلق العوائق أمامها. لذا؛ ما يتطلب من الأتراك فعله اليوم يمكننا إيجازه بعدة نقاط: “النقطة الأولى، والأهم، هي تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، والثانية، إيقاف إطلاق النار من الجانب التركي، أسوةً بوقف إطلاق النار من حزب العمال الكردستاني، الخطوة الثالثة، التوقف عن النهج الاستبدادي المتمثل بموجات الاعتقالات التي طالت ولاتزال تطال الرؤساء المشتركين للبلديات، والصحفيين، والمحامين، والنشطاء، الرابعة، الانطلاق بعملية التحول الديمقراطي في تركيا، وسوريا، والعراق، وإيران، والشرق الأوسط بأكمله، أما الخطوة الخامسة تتمثل بتغيير الدستور في تركيا، وضمان حقوق الكرد، بما يتوافق مع الحقيقة والواقع، وينسجم مع موجبات القانون الدولي، والسادسة، إلغاء قانون الإرهاب الحالي، الخطوة الأخيرة، يجب الاعتراف بالسياسة الديمقراطية والقانونية ومعرفة جوانبها”.
وبما يتعلق بحق القائد عبد الله أوجلان، بمنحه حق الأمل قال النعيمي: “حق الأمل يرتبط بحق الحياة، ولا ينفصل عنه مهما تكون الأسباب، وهو يسري على كل محكوم بالسجن المؤبد، سواءً بقضاء المحكومية مدة /٢٠ /عاما، أو ببلوغه سن السبعين”.
توفير الآليات السياسية والقانونية
وأكد: “الظروف القانونية بما يخص القائد عبد الله أوجلان، متوفرة في القانون الدولي، من حيث المبدأ، ولكنها لاتزال رهن الانتهاك التركي، لأن تركيا دائما تحاول الرهان على عامل الزمن، واعتبار المقاربة مع قضية القائد عبد الله أوجلان، من قبيل التكتيك والالتفاف على إرادة الشعوب الحرة، وإرادة المجتمع الدولي الرسمي التي تبلورت بضرورة تحقيق حريته الجسدية، وحل القضية الكردية سياسياً”.
ولفت: “هناك معنيون من أجزاء كردستان بعملية السلام، والسلام ليس مجرد كلمة، وإنما منظومة متكاملة، شكلت عبر الأزمان مناخاً مثالياً للحياة الكريمة، وتعرضت للاستهداف نتيجة النزعات والصراعات، الأحادية، والعنصرية، والتمييز منذ فجر التاريخ، ولغاية هذا اليوم، وانطلاقاً من هذه الحقيقة، أطلق القائد عبد الله أوجلان، نداءه التاريخي، “السلام والمجتمع الديمقراطي”، في لحظة برهن فيها على قوته الفكرية والإنسانية، وقدرته الفائقة على التحول من دائرة الأزمة إلى ساحة الحقوق والسياسة، بعد أن استنفذت الدولة التركية وسائلها العدائية النظرية منها والعملية، ضد فكره الحر، وأيضا ضد الشعب الكردي، ولم يبق لديها إلا خيار الحوار معه، مبدأ لتحقيق عملية السلام”.
وأردف: “عملية السلام تتطلب توفير الآليات، السياسية، والقانونية، والمجتمعية، ويتمثل تحقيق ذلك، بالنوايا الحسنة من الدولة التركية، تجاه العملية بشكل عام، وعليها ترجمة الأقوال إلى الأفعال، بما يعبر عن مسؤولياتها، للتوصل إلى عملية سلام شاملة، ولا بد من رعاية أممية، لتثبت كل ما يتم الاتفاق عليه، التي تضمن عدم الإخلال بأي شرط من شروط الاتفاق الذي قد يحدث”.
واختتم، الرئيس المشترك لمبادرة المحامين السوريين للدفاع عن القائد عبد الله أوجلان، المحامي محمد أمين النعيمي: “إن كل ما يحدث من مقاربات بعد نداء القائد عبد الله أوجلان، للسلام والمجتمع الديمقراطي، يظهر بوضوح النهج الاستبدادي التي تنتهجه الحكومة التركية، وعليها أن تدرك، أن السلام، لن يتحقق إلا بتحرير رسول السلام، وإيجاد حل عادل للقضية الكردية”
