روناهي/ دير الزور ـ توقّع الإداري بشركة التطوير الزراعي بقسم المتابعة في مطاحن وصوامع دير الزور “رمضان العلي”، انخفاضاً ملحوظاً في إنتاج محصول القمح هذا العام بسبب الجفاف، وقلة المساحات المزروعة، وانخفاض منسوب نهر الفرات، فيما أوضح أنه خلال موسم الحالي تم مواجهة عدة صعوبات، ومُؤكداً على استعداد الشركة للتعامل مع التحديات المُستقبلية.
لطالما ارتبط اسم مدينة دير الزور الواقعة على ضفاف نهر الفرات، بوفرة خيراتها الزراعية، وبوصفها سلة غذاء غنية، خاصةً بمحصول القمح الذي اشتهرت به على مرّ العصور. فأرضها الخصبة، والمياه العذبة من نهر الفرات، شكّلتا بيئة مثالية لزراعة القمح، مُكسِبةً دير الزور مكانةً بارزةً بين المُدن السوريا الزراعية. لم يكن القمح مجرد محصول زراعي، بل كان ركيزةً أساسيةً للاقتصاد المحلي، وعماداً لتغذية السكان، ومُصدراً رئيسياً للثروة.
ولسنوات طويلة، حظيت دير الزور بسمعة طيبة في جودة قمحها، وقدرتها على إنتاج كميات وفيرة منه، مُساهمةً بشكل كبير في تلبية احتياجات السوق المحلي، وحتى التصدير في بعض الأحيان، لكن في السنوات الأخيرة، واجهت زراعة القمح في دير الزور تحدياتٍ كبيرةً بسبب عوامل مناخية وظروف جيوسياسية، أثّرت سلباً على الإنتاج، ما يُبرز أهمية إعادة النظر في الاستراتيجيات الزراعية، وحماية هذا الإرث الزراعي الغني.
التغيرات المناخية وتأثيرها على الإنتاج الزراعي
في السياق؛ تحدث إداري قسم المتابعة في صوامع ومطاحن دير الزور “رمضان العلي”، لصحيفتنا “روناهي” وأشار إلى أنه يشهد موسم حصاد القمح في مقاطعة دير الزور هذا العام انخفاضاً ملحوظاً في الإنتاج، ويُعزى هذا الانخفاض بشكلٍ رئيسي إلى الظروف الجوية القاسية، والجفاف، وانخفاض منسوب نهر الفرات، مما أثر سلباً على المحصول بنسبة تقارب ٥٠٪ مقارنةً بالعام الماضي.
وأضاف: “بلغت المساحة الإجمالية للأراضي المزروعة في دير الزور هذا العام ٨٤٥ ألف دونم، موزعة على الآبار الارتوازية (٣٤٩ ألف دونم)، والآبار الخاصة (٣٢٦ ألف دونم)، والجمعيات الفلاحية (١٦٩ ألف دونم). وتتركز هذه الأراضي الزراعية بشكلٍ أساسي على ضفاف نهر الفرات، حيث يُزرع القمح والشعير كمّحاصيل رئيسية، بنظامي ريٍّ: مروي وبعلي”.
جهود لحماية المحصول
وأكد العلي على أن شركة تطوير زراعي قامت بالتنسيق مع مراكز الإطفاء واللجان المعنية، بما فيها لجنة الزراعة، للتعامل مع أي طارئ قد يهدد المحاصيل الزراعية. كما تم التواصل مع مراكز الوحدات الإرشادية ومراكز إطفاء دير الزور لتقديم الدعم اللازم.
وأشار إلى جاهزية مركزين رئيسيين لاستلام محصول القمح: مركز صوامع دير الزور البيتونية بسعة تتراوح بين ١٢٠ و١٤٠ ألف طن، ومركز العشرة كيلومترات (صوامع توتية) بسعة ١٢ ألف طن.
وذكر إجراءات استلام محصول القمح، والتي تتضمن: إصدار منشأ زراعي من مديرية الزراعة، ثمّ تخصيص دور للسيارة من مكتب النقل، وتسجيل دخول وخروج الآليات، وأخذ عيّنة أولية في المكتب، يليها تحليل العينة في قسم التحليل لتحديد الدرجة (أولى، ثانية، ثالثة، رابعة) قبل تخزينها في الخلايا المخصصة.
التوقّع بإنتاج منخفض
طوأشار إلى أنه تم استلام ١٣٠ ألف طن من القمح في العام الماضي، ويتوقع انخفاضاً ملحوظاً في كمية المحصول هذا العام بسبب الجفاف، وقلة المساحات المزروعة، وانخفاض منسوب نهر الفرات.
واختتم إداري قسم المتابعة في صوامع ومطاحن دير الزور، “رمضان العلي” مشيراً إلى مواجهة عدة صعوبات خلال الموسم، حيث تم التغلب عليها بنجاح، مُؤكداً على استعداد الشركة للتعامل مع ا
لتحديات المُستقبلية.