روناهي/ دير الزور ـ وجه عضو الإدارة العامة في قوى الأمن الداخلي بمقاطعة دير الزور، محمود الخلوف، ندائه إلى القوى الأمنية والفاعلة والمعنية بمحاربة “داعش”، بالتكاتف للتخلص منه، بتكثيف العمليات الأمنية والاستخباراتية المشتركة، للحد من أي محاولة لإعادة إحياء مرتزقة داعش قواها المشتتة، وجدد التزامه وتعهده لشعوب المنطقة بالمضي قدماً لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، حتى تحقيق الأمن والاستقرار المنشود، في المنطقة.
يشكل إحياء خلايا “داعش” الإرهابي تهديداً عالمياً متزايداً، يتطلب مناقشة وتحليلاً معمقين، فبعد سنوات من الضربات الموجعة، التي أضعفت داعش، وأخرجته من مناطق نفوذه الرئيسية، تلوح في الأفق علامات مقلقة تدل على محاولات متجددة لإعادة تجميع الصفوف، وتوسيع نطاق العمليات، واستعادة القدرة على التأثير.
هذا الخطر لا يقتصر على المناطق التي كان يتواجد فيها داعش سابقاً، بل يمتد ليشمل مناطق أخرى حول العالم؛ ما يستدعي تعزيز التعاون الدولي، وتوحيد الجهود لمواجهة هذا التهديد المتنامي، إن إحياء “داعش” يعني عودة العنف والتطرف، وتعريض الأرواح للخطر، وتقويض الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. لذا، فإن فهم أسباب هذا التحرك، وطرق انتشاره، وأهدافه الخبيثة، هو أمر بالغ الأهمية في التصدي لهذا الخطر، ومنع تكرار المآسي التي تسبب بها في الماضي القريب.
استغلال داعش الأوضاع المحلية
في السياق تحدث عضو الإدارة العامة في قوى الأمن الداخلي لمقاطعة دير الزور، محمود الخلوف، لصحيفتنا: “تشهد مناطق واسعة في الريف الغربي لدير الزور، والبادية السورية، وصولاً إلى الحدود العراقية، حالة من التوتر الأمني المتصاعد، وذلك في أعقاب الفراغ الأمني الذي نتج عن انسحاب قوات النظام السوري، وحواجزها العسكرية في الثامن من كانون الثاني الماضي، وهذا الانسحاب، الذي ترك مساحات شاسعة دون تغطية أمنية كافية، ما فسح المجال أمام تحرك ملحوظ لخلايا “داعش” الإرهابي وزيادة نشاطها في المنطقة”.
وأضاف: “بدأت تلك الخلايا تتحرك بوضوح أكبر، ونفذت خلال الفترة الماضية، عدة هجمات استهدفت القوات المحلية العاملة في المنطقة، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات في مناطق تابعة لسيطرة الحكومة السورية الحالية، ولاحظنا بشكل خاص استخدام المرتزقة، لتفجير السيارات المفخخة، أداة لزعزعة الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، وهو تكتيك يعيد للأذهان الأيام الأولى لدخول “داعش” المنطقة، حيث استخدم هذا الأسلوب لترويع المدنيين وخلق حالة من الفوضى”.
وأردف: “وفي تطور لافت، شهدت مدينة الميادين في مناطق سيطرة حكومة دمشق، مؤخراً تفجير سيارة مركونة؛ ما يؤكد عودة داعش لاستخدام هذه الأساليب التي تستهدف الأمن المجتمعي بشكل مباشر”.
العمليات حققت أهدافها
وأشار: “على الجانب الآخر، لم تقف القوات المحلية مكتوفة الأيدي، فقد نفذت القوات الخاصة التابعة للمنطقة، بالتعاون مع جهاز الأمن العام عمليات أمنية نوعية، استهدفت أوكاراً ومواقع تواجد خلايا “داعش” في مناطق متفرقة”.
وأكد: أن “هذه القوات تمكنت خلال العمليات من تحقيق أهدافها، أبرزها اعتقال عدد من المطلوبين الذين كانوا قد تواروا عن أنظار القوى الأمنية، كما شاركت القوات المحلية في حملات أمنية أوسع، بالتنسيق والشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية، في إطار الجهود المشتركة لملاحقة فلول مرتزقة داعش”.
وأوضح: “تصاعد نشاط خلايا “داعش” في هذه المرحلة، قد لا يكون مجرد تحرك ذاتي، بل قد يرتبط بوجود ارتباطات خارجية تحرك هذه الخلايا، بهدف واضح هو زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وخلق حالة من الفوضى، بالإضافة إلى محاولة تعطيل القوات الأمنية المحلية، عن أداء مهامها الأساسية في بسط الأمن وحماية المدنيين”.
ووجه الخلوف، رسالة، للقوى الأمنية المحلية، والقوى الفاعلة، والمعنية بمحاربة مرتزقة “داعش”، بالتعاون فيما بينها للتخلص منه، من خلال تكثيف العمليات الأمنية، والاستخباراتية المشتركة، للحد من أي محاولة لإعادة إحياء داعش أو تجميع قواه المشتتة، كما دعا شعوب المنطقة بالتكاتف والتعاون مع القوى الأمنية، للحلول دون المساس بأمنهم واستقرار مناطقهم”.
واختتم، عضو الإدارة العامة في قوى الأمن الداخلي بمقاطعة دير الزور، محمود الخلوف: “نجدد التزامنا، ونعاهد شعوب المنطقة، بالمضي قدماً لمحاربة الإرهاب بأشكاله، وأينما وجد، حتى تحقيق الأمن والاستقرار المنشود، والعيش الكريم لشعوبنا”.