روناهي/ برخدان جيان ـ تعتمد نسبة كبيرة من مهجري مخيم كري سبي على “عمالة المياومة ” كطريقة طبيعية لتأمين جملة من الحاجيات ومتطلبات عوائلهم المهجرة في ظل نقص الدعم المقدم من المنظمات الداعمة ومحدودية برامجها.
وباتت صورة خروج مئات عمالة المياومة يومياً من بوابة المخيم أمراً اعتيادياً للعمل في الحقول الزراعية المجاورة، أو عمال مهنيين في مهنهم كالحدادة والميكانيك والطيانة وغيرها، لتأمين دخل يومي في ظل نقص الدعم المقدم من المنظمات العاملة المحدود والمقنن.
وكان لتقنين الحصص الغذائية بمخيم مهجري كري سبي أثر كبير في دفع مئات العائلات المهجرة للعمل في مهنهم المعتادة التي كانوا يمارسونها وخاصة في القطاع الزراعي والمهن الصناعية بعد أن هجروا بفعل الاحتلال التركي في التاسع من تشرين الأول 2019م.
وسيلة مساعدة لتوفير الدخل
وبهذا الصدد، قال المهجر “محمود العلي” خلال لقاء مع صحيفتنا “روناهي”: “هنالك احتياجات أسرية يومية تتطلب الكثير من العمل لتلبيتها في ظل الظروف القاسية التي نعانيها يومياً في المخيم، والاستفادة من فرص العمل التي توفرها إدارة المخيم مثل عقود عمل مؤقتة، أو خارج المخيم عامل مياومة لها أهمية كبيرة لأنها توفر مبالغ من المال جيدة تساعد في سداد بعض الديون، وتأمين دخل لحياة كريمة دون انتظار الحصص الغذائية”.
وأشار، إلى أنه “بالرغم من صعوبة وجود فرص العمل وقلة الأجرة في “عمالة المياومة” إلا أنها مصدر مهم للدخل، وهنالك استغلال أيضاً من أصحاب العمل لوضعنا كمهجرين، بإضافة ساعات إضافية مجانية أو بخس في اليومية”.
وأنهى المهجر “محمود العلي” حديثه: “المواد الإغاثية التي تقدمها المنظمات العاملة في المخيم لا تسد كافة الاحتياجات العائلية، لذلك لا أستطيع التعويل عليها مورداً ثابتاً، ولا أستطيع الامتناع عن العمل مع فقدان مورد رزقي الأساسي في الزراعة بعد مصادرة أرضي من مرتزقة المحتل التركي”.
اعتمادٌ على الذات
وتمثل شريحة عمال المياومة نسبة كبيرة من أهالي المخيم، حيث قال المهجر “فيصل المحمد“: “المئات من المهجرين وأصحاب المهن يخرجون كل صباح إلى أعمالهم سواء داخل المخيم أم خارجه، فقد توفرت لدي فرصة عمل في “ورشة لصناعة البلوك”، حيث أخرج كل يوم في الصباح الباكر للعمل فيها، وهذا العمل يدر علي مبلغاً جيداً مع كثرة متطلبات أسرتي التي تتألف من 12 فرداً، ولا يمكنني الاكتفاء بالسلة الإغاثية التي تقدمها المنظمات”.
وأردف: “وبالرغم من مصاعب العمل اليومي في مهنة “البلوك”، ولكنه أفضل بكثير من انتظار المساعدات الإغاثية من المنظمات الإنسانية، لذلك آثرت الاعتماد على نفسي والعمل بالمياومة لتأمين احتياجات أسرتي”.
واختتم المهجر “فيصل المحمد”، بالتأكيد على أن ما يأمله هو عودة مشرفة لكافة المهجرين إلى ديارهم، ومنها مدينته كري سبي المحتلة بعد تحريرها ودحر المحتل التركي والعمل بحرية وكرامة في أرضه التي يتوق للعمل فيها.