مجلسا جرابلس والباب العسكريين يدينان الانتهاكات التركيّة

لعل أولُ الغيث قطرة؛ تظاهرات وبيان إدانة وتنديد حتى إذا استكملت الساعة أشراطها، وزلزلت الأرض زلزالها، وقُلِب عالي الأرض على سافلها على المحتلين وأذنابهم من المرتزقة، البيانات اليوم هي من قبيل إقامة الحجة على المحتلين ومن يقف وراءَهم تلك الصامتة حيث تشاء مصالحها والناعقة بنفس الطريقة والمسماة المجتمع الدوليّ، فإذا بلغ الكتاب أجله كان الحسم وليبنى على الأمر مقتضاه.
وكالة أخبار هاوار ــ أدان مجلس جرابلس العسكريّ في بيان أصدره الاثنين الانتهاكات اليوميّة التي يرتكبها مرتزقة الاحتلال التركيّ في مدينة جرابلس، ودعا المجتمع الدوليّ للضغط على الدولة التركيّة للانسحاب من جرابلس وكلّ المدن السوريّة التي تحتلها.
وجاء في البيان: «نحن في المجلس العسكريّ لمدينة جرابلس ندين الانتهاكات التي تمارسها القوات التركيّة التي احتلت مدينتنا جرابلس بصفقة موبوءة مع تنظيم داعش أدّت لانسحاب عدد من قادته، وإعادة تجنيد المئات من مسلّحي التنظيم بأسماء وصفات جديدة، وسرعان ما عادوا لاضطهاد الأهالي».
وذكر البيان جملة من جرائم الاحتلال ومرتزقته بحقِّ المدنيين، كأعمال اللصوصيّة والنهب والقتل والخطف، ونشر الفوضى، وهو ما أدّى لحملة نزوح معاكسة من المدينة باتجاه مدينة منبج أو المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام. كما أنّ هذه الميليشيات ما تزال تنتشر في المدينة، وحوّلت منازل المدنيين المصادرة لمقرّات وثكنات عسكريّة ومعتقلات سريّة لمن يرفض سياسة الاضطهاد والتتريك التي تقوم بها القوات التركيّة.
ودعا المجتمع الدوليّ والدول الفاعلة بالشأن السوريّ للتدخل والضغط على الدولة التركيّة للانسحاب من جرابلس والمدن السوريّة المحتلة، وطالبها باتخاذ ما يلزم لوقف انتهاكاتها وجرائمها بحقّ المدنيين والكفِّ عن عمليات الاقتتال المتكررة داخل مدينة جرابلس، وآخرها جريمة أدّت لسقوط عدد من المدنيين ضحايا الاقتتال بين الميليشيات الإرهابيّة في شوارع المدينة. حيث خرج الأهالي بجرابلس رغم التهديدات بالاعتقال والقتل في تظاهرات تندّد بأعمال وممارسات هذه الميليشيات والدولة التركيّة معا، وتطالب بخروجهم من المدينة وتسليمها لأهلها.
كما دعا البيان لممارسة الضغط على الحكومة التركيّة لإعادة الآلاف من أهالي جرابلس إلى مدينتهم، حيث ساهمت ممارسات القوات التركية وانتهاكات المرتزقة التابعين لها في منعهم من العودة، كما وأن الكثيرين من المدنيين على لوائح الحظر من الدخول للمدينة تحت تهديد التصفية أو الاعتقال، وقد جرت الكثير من الحوادث الموثقة للأهالي الذين عادوا واعتقلوا وعذبوا وتمت تصفية عدد منهم.
ونطالب بتوفير الضمانات اللازمة لعودتهم. ونعاهد أهلنا في جرابلس على أنَّنا لن نساوم أبداً على حقوق شعبنا في الخلاص من المستعمر، والنضال في سبيل الحرية والديمقراطية».
في السياق نفسه أصدر مجلس الباب العسكري الأحد بياناً أكد من خلاله موقفه الرافض لأيّ وجودٍ للاحتلال التركيّ في مدينة الباب أو أيّ مدينة سوريّةٍ أخرى، ودعا المجلس المجتمع الدوليّ والدول الفاعلة في الشأن السوريّ للضغط على الاحتلال التركيّ للانسحاب من الباب والشمال السوريّ وإعادة الأهالي المهجّرين والهاربين من انتهاكات تركيا ومرتزقتها.
استهلّ البيان بتأكيد رفض وجود أية قوة عسكريّة في مدينة الباب وريفها وأية مدينة أخرى، واعتبار الوجود ّ التركيّ احتلالاً غاشماً له أهدافٌ استعماريّة ولا غطاء شرعيّ له ولا قبول شعبيّ.
وذكر البيان حادث الاعتداء على مشفى الحكمة كواحدٍ من مئات الانتهاكات التي ترتكبها القوات والفصائل الإرهابيّة التي تدعمها والتي لا توثقها الكاميرات فمعتقلاتهم مليئة بالأبرياء، وسط استمرار المرتزقة بالانتهاكات ضد المدنيين في مدينة الباب، ونشر الفوضى وممارسة اللصوصية والسلب والنهب والخطف والقتل بشكل ممنهج.
ودعا المجتمع الدوليّ والدول الفاعلة في الشأن السوريّ للتدخل والضغط على الدولة التركيّة للانسحاب من الباب وشمال سورية، وطالب باتخاذ كلّ ما يلزم لوقف الانتهاكات والجرائم والقتل، وتأمين عودة آلاف العوائل من أهالي الباب إلى مدينتهم.