روناهي/ تل حميس ـ في منزل صغير، يعيش الطفل “عدنان خالد الناصر” في ظلام العزلة، بعيداً عن ضحكات أقرانه، في حالة من الخوف والقلق، لإصابته بمرض خطير أثر على حياته الصحية والاجتماعية.
بعد ثماني سنوات من إصابته بالمرض، اكتشفت “هند” والدة الطفل عدنان أن طفلها يعاني من مشكلة صحية خطيرة تتعلق بالغدة النخامية، تلك الغدة الصغيرة، التي تلعب دوراً حيوياً في نمو الجسم، كانت السبب وراء معاناة طفل صغير ولا يزال.
المراحل الأولى من مرض عدنان
وفي زيارة لمنزل الطفل “عدنان خالد الناصر” في مدينة تل حميس والبالغ من العمر 14 عاماً التقت صحيفتنا “روناهي” بوالدته “هند”، والتي بدأت بالحديث عن بداية مرض طفلها: “منذ ستة أعوام بدأت ألاحظ شيئًا غير طبيعي يحصل مع طفلي، حيث بدأت أسنانه بالتساقط تدريجياً وأصبح يشعر بنقص حاد في الشهية وضعف في النمو وحينها شعرت بقلق شديد”.
وتابعت: “والذي زاد الأمر سوءاً، هو تحول لون شعره من الأسود الغامق إلى اللون الأبيض الكثيف، وتشققات في الجلد وخمول وتعب عام وخصوصاً في قدميه، ومع مرور الوقت، أدركت أن الأمر يتطلب التوجه إلى طبيب مختص، وكانت زيارة الطبيب خطوة حاسمة، لكنها جاءت مع صدمة كبيرة، حيث تم تشخيص طفليّ بأن لديه نقص في الغدة النخامية، والسبب هو تشابه زمرة الدم بيني وبين زوجي”.
شعوره بالعزلة
وتابعت هند: “إن اكتشاف مرض “عدنان” غير مجرى حياتنا، حيث أصبح طفلي يعيش في حالة من القلق الدائم، ويفضل النوم خلال النهار والسهر طوال الليل، ولا يحب الذهاب إلى المدرسة، مما يعمق شعوره بالعزلة”.
“فوالدة عدنان” تبدأ كل صباح مع أمل في أن يخرج طفلها من عزلته، لكنه يفضل البقاء في المنزل، بعيداً عن نظرات الآخرين.
التحديات المادية
وأردفت هند، بأن “التحدي الأكبر الذي نواجهه هي التكاليف المادية للعلاج، فعلاج عدنان يكلفنا أسبوعياً 1,700,000، وهو مبلغ يفوق قدرتنا، فنحن نعيش على ما نكسبه من قوت يومنا، ولا يوجد لدينا مصدر دخل ثابت، فأحياناً أضطر للاختيار بين الغذاء والعلاج، وهو قرار لا ينبغي أن تواجهه أية عائلة”.
وترى “هند” ألم طفلها “عدنان “في عيونه، وتشعر بقلقه، ففي كل مرة تذهب فيها إلى المشفى يزداد قلقها من عدم قدرتها على توفير ما يحتاجه، فهي تسأل نفسها، “كيف يمكنني مساعدته، كيف يمكنني أن أكون أمًّا جيدة في ظل هذه الظروف؟”.
وعلى الرغم من التحديات والصعاب، تبقى “هند” والدة الطفل “عدنان” على يقين تام بأن ولدها سوف يشفى، فلن تستسلم لليأس والإحباط، بل تسعى دائماً لإيجاد العلاج المناسب له.
وأردفت هند: “يجب أن تكون هناك برامج صحية توفر الرعاية والعلاج للأسر المحتاجة، فلا ينبغي أن يُحرم هؤلاء الأطفال من فرصة النمو والتعلم بسبب ظروفهم المادية”.
مضيفةً: “فنحن بحاجة إلى دعم الجميع، من مؤسسات حكومية ومنظمات غير حكومية، لتحسين حياة هؤلاء الأطفال، ويجب أن نتحد لنمنحهم الأمل في الغد، ونساعدهم في التغلب على عزلتهم”.
وفي الختام، وجهت والدة الطفل عدنان خالد الناصر “هند”، نداء إلى الجهات المعنية والعالم، لمساعدة طفلها “عدنان”: “يجب أن نتذكر أن كل طفل يستحق فرصة في الحياة ليعيش حياة كريمة، ولنساعده في تحقيق أحلامه، فجميعنا مسؤولون عن رعايتهم ودعمهم، فهم أمل المستقبل، ويجب أن نكون عونًا لهم في كل خطوة يخطونها نحو الشفاء”.
يذكر، أن قصة الطفل “عدنان” ليست مجرد قصة شخصية، بل صرخة من قلب أم، تبحث عن أمل لشفاء طفلها.