روناهي/ الرقة – بدأ مزارعو ريف الرقة الجنوبي وتحديداً في قرية كسرة فرج، موسم جني الخضروات الصيفية لهذا العام مع منتصف شهر نيسان، ويعدُّ هذا الحصاد المبكر مؤشراً على تعافي الإنتاج الزراعي تدريجياً، رغم التحديات التي تُعرقل القطاع الزراعي في إقليم شمال وشرق سوريا.
تسهم زراعة المحاصيل الصيفية في دعم الأسواق المحلية بالخضروات الطازجة، وتخفيف الضغط على المستهلكين، خصوصاً في ظل الغلاء المعيشي، إذ يعتمد السكان بدرجة كبيرة على المنتجات الزراعية كمصدرٍ رئيسي للغذاء والدخل، ويمثل هذا الإنتاج خطوة نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي الزراعي الذي تسعى إليه مجتمعات الريف السوري.
واللافت في هذا الموسم هو عودة عدد كبير من المزارعين إلى الحقول بعد سنوات من تراجع النشاط الزراعي بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ويعول المزارعون المحليون على نجاح الموسم الحالي لتحسين معيشتهم وتثبيت حضور المنتجات المحلية في الأسواق بأسعار تناسب دخل العائلات.
إنتاج يصل إلى 100 كغ في الدونم الواحد
ومن جهته، تحدث المزارع “محمد نور النكزي” من قرية كسرة فرج عن بداية الموسم، موضحاً أن القطاف بدأ بمحصولي الخيار والكوسا المزروعين داخل الأنفاق البلاستيكية، وقال: “رغم كل الصعوبات، استطعنا الوصول إلى إنتاج يُقدّر بنحو 100 كيلوغرام في الدونم الواحد، وهذا جيد في مثل هذه الظروف”.
وأشار النكزي إلى أن بعض المحاصيل الأخرى مثل الفليفلة والبندورة لم تصل بعد إلى مرحلة القطاف: “ننتظر نضوجها خلال الأسابيع القادمة، فهي تحتاج إلى وقتٍ أطول، لكننا متفائلون بأن الإنتاج سيكون وفيراً إذا استقرت الظروف المناخية”.
وتحدث عن الصعوبات التي واجهتهم خلال الموسم الحالي، مؤكداً: “إن قلة الأمطار وموجات الصقيع في شهر آذار تسببت في تلف بعض المزروعات، لكن الزراعة داخل الأنفاق البلاستيكية ساعدتنا في الحد من الخسائر ومواصلة العمل”.
كما دعا المزارع “محمد نور النكزي” الجهات المعنية إلى دعم المزارعين بتوفير مادة المحروقات والأسمدة بأسعارٍ مناسبة.
الجهود المحلية لتعزيز الإنتاج المحلي
مع استمرار عمليات القطاف، بدأت الأسواق المحلية في الرقة والقرى المجاورة تشهد انخفاضاً تدريجياً في أسعار بعض الخضروات، ما انعكس إيجابياً على المستهلكين، ويأمل السكان أن يستمر هذا التحسّن مع وصول باقي المحاصيل الصيفية إلى الأسواق.
يأمل المزارعون هذا العام أن تؤدي الجهود المحلية إلى تثبيت الزراعة كمصدرٍ مستدام للدخل، خاصةً في ظل غياب برنامج دعم مقدم من قبل الجهات المعنية واسع النطاق للمزارعين، ويأمل كثيرون أن يكون الموسم القادم أفضل، مع استقرار المناخ وتوسيع المبادرات الزراعية في المنطقة.
وفي ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه سكان الريف، مثل ارتفاع أسعار السلع وقلة فرص العمل، يُنظر إلى الزراعة كأحد الخيارات القليلة المتاحة لتأمين لقمة العيش، وتحقيق نوع من الاستقرار في القرى الزراعية المحيطة بمدينة الرقة.