جل آغا/ أمل محمد – يخلد الفنان حيدر الحمو تاريخ أجداده بلوحات ومنحوتات فنية، فينقل بذلك ثقافة بلده إلى العالم، ويؤكد أن تنمية موهبته طموحه نحو الإبداع والتميز، داعياً إلى ضرورة دعم هذا الفن.
حيدر جمعة الحمو شاب شغوف من مدينة الرقة “23” عاماً هام في عالم الفن من خلال الرسم والنحت، وكان والده اليد الداعمة له لتنمية مواهبه. والده جمعة الحمو هو فنان ينحت على الحجر ورث ابنه حب الفن وأصوله حتى غدا الفن جزءًا متأصلاً من خبايا روحه.
موهبة الطفولة
فبينما كان حيدر الحمو يلهو هنا وهناك في أرجاء منزله في مدينة الرقة، يشاهد والده كيف ينحت، فتتمازج روحه هو الآخر مع هذه الموهبة منذ صغره.
اكتشف والد حيدر الحمو موهبته في الرسم بعمر ستة أعوام ودعمه في تلك الموهبة، ومع بلوغ ابنه حيدر عمر 12 عاماً شده النحت على الحجر، وبدأ يتعلم من والده تعاليم هذا الفن ويحدثنا: “كنت أُراقب والدي أثناء عمله في المشغل، وبعد فترة بدأت النحت بمفردي، أعمل اليوم مع والدي في مشغلنا الخاص مع أدواتي وطموحي الذي لن أتنازل عنه، أن أصبح فناناً معروفاً.”
شارك حيدر الحمو في معارض ومهرجانات عدة، وكان لها تأثير مباشر في صقل موهبته الفنية: “شاركت في معرض في المملكة العربية السعودية، وكان عمري آنذاك ستة أعوام وكنت أصغر طفل مشارك في المعرض، اللوحات التي قدمتها كانت تحاكي واقع غزة، وفي عام 2018 شاركت أيضاً بمعرض مع والدي في مدينة الرقة بعد تحررها من داعش الإرهابي، وكانت منحوتاتي جدارية آشورية وسومرية، وفي عامي 2022 و2024 شاركت بالمعرض السنوي لهيئة الثقافة لإقليم شمال وشرق سوريا.”
ولفت الحمو على دور تلك المشاركة في تنمية المواهب، وكيف أن هذه المعارض تساهم بشكل كبير في انفتاح الفنان على باقي الفنون والاستفادة من خبرات الفنانين الآخرين.
تاريخ من الحضارة والفن
وعن رسالته الفنية يضيف: “رسالتي هي نقل ثقافة منطقتي ومدينتي لباقي البلدان، فأنا أركز من خلال أعمالي على تراثنا وثقافتنا المتأصلة في التاريخ”.
المواضيع التي يعمل عليها حيدر الحمو تتمحور عن ثقافة منطقة الرقة بتاريخها وحضارتها السومرية، والآشورية، وأعمال فنية أخرى تخص المرأة. الفن في المنطقة لا يُلاقي الدعم الكافي كما بينه الحمو، وفي ذلك تمنى: “أن يتم دعم الفنانين والفن دعماً مادياً ومعنوياً، لكي نرتقي أكثر في مواهبنا وبالذات نحن جيل الشباب، فإننا حين نشاهد دعماً يدفعنا هذا للأمام لنقدم الأفضل”.
يبرع الفنان حيدر الحمو بالنحت على أنواع الحجارة عدا الإسفلت الأسود وتساعده أدواته في ذلك من رش الماس والجرخ، وهو عالم خاص كما يقول: “عندما أعمل انتقل بعقلي وقلبي لعالمي الخاص، بين الجدران والنحت واللوحات، الفن هو أحلامك وطموحاتك، ولكن في عالم لا يُبصره أحد سواك”. وخلال سنوات شغفه بالفن عمل الحمو على العشرات من الأعمال الفنية بين لوحات ومنحوتات، فبقي حلمه هائماً في عالم الفن ويضيف بصمته الفريدة ويُنمي موهبته التي اكتسبها وورثها من والده.