مركز الأخبار – أكد البروفسور العراقي، جواد البيضاني، إن القضية الكردية تعدُّ قضية تاريخية، لطالما شكّلت حجر الأساس في المشهد السياسي الإقليمي، وعلى تركيا أن تُدرِك أن حل هذه القضية يمثل مفتاحاً أساسياً لحل المشكلات والأزمات التي تعصف بالمنطقة، واليوم تركيا مطالبة بالاستجابة لنداء السلام والمجتمع الديمقراطي، والتخلي عن الخيار العسكري.
يشكّل نداء القائد عبد الله أوجلان، “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي”، خطوة محورية نحو تحقيق الديمقراطية وحل الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط، المبادرة حظيت بترحيبٍ واسع على المستويين الإقليمي والدولي، خاصةً وأن القائد عبد الله أوجلان أبدى استعداده التام لتحمّل المسؤولية لضمان نجاحها.
ومع ذلك، لا تزال حكومة العدالة والتنمية تماطل في تنفيذ بنود المبادرة وتتردد في اتخاذ خطوات ملموسة، مما يهدد المسار الديمقراطي، لا سيما في ظل التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة مؤخراً.
الباحث والمؤرخ البروفسور، جواد البيضاني، أكد في تصريح لوكالة هاوار، إن “هذه المبادرة كانت محل ترحيب من الحكومة التركية، بالإضافة إلى الدعم الدولي لحل القضية الكردية في تركيا، وموقف القائد عبد الله أوجلان، يعكس شجاعة القادة الحقيقيين، حيث قدم مقترحاته لضمان نجاح المبادرة”.
وأشار: “القائد عبد الله أوجلان، لم يطالب بنزع السلاح قبل حل القضية الكردية، كما تدّعي تركيا، فحزب العمال الكردستاني، يمتلك قوة سياسية وعسكرية تؤهله لإحداث تغييرات في موازين القوى، وما طرحه يتماشى مع الحل الديمقراطي للقضية الكردية، وضمان حقوقهم المشروعة”.
وأوضح: إن “مماطلة تركيا في تنفيذ نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، يثير التساؤلات، لا سيما أن لتركيا تاريخاً طويلاً في تفادي مبادرات السلام واستغلال الأزمات في المنطقة، ومن هنا نشدد على أن أي محاولات تركية للمراوغة هذه المرة، قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على المشهد السياسي في تركيا والمنطقة”.
ولفت: “تركيا استغلت قضية اللاجئين السوريين، للتدخّل سياسياً وعسكرياً في سوريا، إلى جانب الاعتقالات الداخلية التي سعت من خلالها إلى تعزيز قبضتها على السلطة، بينما تواجه مشكلات سياسية واقتصادية وعسكرية عديدة، بالإضافة إلى التحالفات البحرية التي تواجهها من مصر واليونان وقبرص”.
وأكد: “تركيا تسعى اليوم إلى استغلال القضية الكردية مجدداً، وستلجأ كما عملت في الماضي إلى الخيارات العسكرية، ما لم يكن هناك ضغط دولي حقيقي عليها، خاصةً من الولايات المتحدة وأوروبا، اللتان أبدتا ترحيباً بنداء القائد عبد الله أوجلان”.
وشدد: على إن “القضية الكردية تعد قضية تاريخيةُ، لطالما شكّلت حجر الأساس في المشهد السياسي الإقليمي، وعلى تركيا، أن تدرك أن حل هذه القضية يمثل مفتاحاً أساسياً لحل المشكلات والأزمات التي تعصف بتركيا والمنطقة بشكلٍ عام”.
واختتم جواد البيضاني، حديثه بقوله: “القائد عبد الله أوجلان، وحزب العمال الكردستاني، على دراية كاملة بطبيعة السياسة التركية، ولديهم استعداد للتعامل مع المتغيرات السياسية الراهنة، واليوم تركيا مطالَبة بالاستجابة لنداء السلام والديمقراطية، والتخلي عن لغة السلاح”.