قامشلو/ رفيق إبراهيم – نتيجة العدوان والهجمات التركية، التي بدأت في بداية كانون الثاني عام 2024، مع بدء سقوط النظام البعثي، في محاولة لاستغلال الفرصة واحتلال المزيد من المناطق في شمال وشرق سوريا، والهجمات الأعنف طالت سد تشرين وقرقوزاق، للسيطرة عليهما، وفي الثامن من كانون الثاني ولحماية السد من الهجمات، تناوب أهالي شمال وشرق سوريا، عبر قوافل ليتواجدوا على السد ويدعمون القوات المدافعة عنه، بعد مقاومة تاريخية دامت 118 يوماً، ضحت فيها شعوب المنطقة، بالعشرات من الشهداء، والمئات من الجرحى، حيث أعلنت الإدارة الذاتية عن إنهائها.
بحضور حشود من أبناء إقليم شمال وشرق سوريا، والرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية، أفين سويد وحسين عثمان، أُدلِيَ ببيانٍ، يوم الاثنين في الخامس من شهر أيار عام 2025.
ورفع الحشود صور شهداء مقاومة سد تشرين، من بينهم صورة مراسلة وكالة هاوار، الشهيدة جيهان بلكين والشهيد الصحفي ناظم داشتان، اللذان استشهدا في قصف مسيّرة للاحتلال التركي أثناء عودتهما من تغطية مجريات الأحداث على سد تشرين في 19 كانون الأول، والشهيد الصحفي عكيد روج الذي استشهد في هجوم عبر مسيّرة على جسم سد تشرين في 15 شباط.
البيان الذي قُرِئ من قبل الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية، أفين سويد، وحسين عثمان، أعلن خلالها انتصار المقاومة الشعبية على سد تشرين، وانتهاءها. وجاء في نص البيان: “شهدت منطقتنا منذ بداية شهر كانون الثاني 2025 هجوماً واسع النطاق استهدف البنية التحتية والمراكز الحيوية، في محاولة للنيل من إرادة الشعوب التواقة للحرية والكرامة”.
وتابع البيان: “لقد بدأت هذه الهجمات العدوانية باستهداف مباشر وممنهج لمحيط سد تشرين، من قبل المجموعات المرتزقة التابعة للدولة التركية، مما شكّل خطراً كبيراً على السد كمنشأة حيوية تؤمّن المياه والطاقة لملايين السكان، وفي ظل هذا التهديد الوجودي، لبّى أهالي ومكونات شمال وشرق سوريا، من الكرد والعرب والسريان، نداء المسؤولية الوطنية، وانخرطوا في مقاومة شعبية جماهيرية واسعة تحت راية الدفاع عن الأرض والمكتسبات”.
وأوضح البيان: “منذ يوم الثامن من كانون الثاني، تدفّق المئات من الأهالي، وفي طليعتهم تنظيمات النساء والشباب، إلى سد تشرين، معلنين تلبية حالة التعبئة العامة لحماية المنطقة، وانخرطوا في صفوف المقاومة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية المرأة، التي شكّلت درعاً منيعاً أمام محاولات التقدم”.
ولفت البيان: “سجّلت هذه المقاومة ملاحم بطولية خالدة في وجه آلة الحرب، وأثبتت أن شعوب شمال وشرق سوريا، لا تقبل حياة بلا كرامة وحرية، وأنهم مستعدون للدفاع عن وجودهم حتى النفس الأخير، فكان سد تشرين شاهداً على أسطورة نضالية نُسجت بسواعد بناته وأبنائه، ودوّنت صفحة ذهبية في تاريخ الثورة والمقاومة”.
واستطرد البيان: “نُعبّر عن فخرنا وامتناننا لشهدائنا الأبطال، ومنهم الشهيدة منیجة، الشهيدة كرم شهابي، الشهيد هارون، الشهيد عزيز عرب، وبافي طيار، وروناهي عفرين، وغيرهم من الشهداء، الذين قدموا أرواحهم فداءً للحرية، مع تمنياتنا بالشفاء العاجل إلى كل الجرحى، ونعاهدهم بأن تضحياتهم لن تذهب سدىً”.
وأشار البيان: إن “هذه المقاومة التي استمرت 118 يوماً بصمود وتفانٍ، ونجحت في حماية أرضها ومكتسباتها، على هذا الأساس نعلن اليوم الاثنين الخامس من أيار، عن إنهائها مع التأكيد على استمرار اليقظة والنضال في وجه أي خطر جديد”.
وأكد البيان: “باسم الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، نوجّه التحية لكل من أسهم في هذا الصمود، من الأهالي في مدن وبلدات شمال وشرق سوريا، والذين قدّموا الدعم الكامل لمقاومي سد تشرين، ونخص بالذكر الطواقم الطبية التي أدت واجبها في أصعب الظروف، والصحفيين الذين نقلوا الحقيقة، وفي مقدمتهم الشهيدة جيهان بلكين، والشهيد ناظم داشتان، والشهيد عكيد روج، وجميع من واكبوا هذه الملحمة ووقفوا إلى جانب شعبهم”.
واختتم البيان: “لقد تحوّل سد تشرين إلى رمز وطني جامع، ومعقل للصمود الشعبي في وجه الأطماع التركية، وإلى نموذج حيّ لقدرة الشعوب المتحالفة على الدفاع عن أرضها ومُقدراتها، مهما كانت التحديات”.