روناهي/ تل حميس ـ السادس من أيار، تاريخ محفور في ذاكرة السوريين، فهو ليس ذكرى عابرة، بل رمز خالد لتضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الكرامة والحرية، فنقف في هذا اليوم من كل عام، إجلالًا لمن كانوا شعلة النضال في وجه الظلم والاستبداد.
يعود هذا اليوم إلى عام 1916 عندما أقدم الاحتلال العثماني على إعدام خيرة أبناء سوريا ولبنان في ساحات بيروت ودمشق، في محاولةٍ لإخماد أصوات الحرية لكن هذا التاريخ، الذي ارتبط بالنضال ضد الاستعمار، ما زال يتجدد اليوم في صراعنا مع الاحتلال التركي الذي يواصل سياساته القمعية بحق أبناء شمال وشرق سوريا.
الحرية قضية لا تموت
وبهذا الصدد؛ التقت صحيفتنا “روناهي ” الرئيس المشترك لمؤسسة عوائل الشهداء “خالد نايف العبد الله“، والذي حدثنا: “الحرية قضية لا تموت، فمنذ سنوات عديدة، لم تتوقف آلة الحرب التركية عن استهداف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، في محاولات بائسة لإحياء أطماعها الاستعمارية التي انتهت ظاهريًا قبل أكثر من قرن”.
وتابع: “فالاحتلال التركي يسعى لإبادتنا اليوم، كما قتل آباءنا وأجدادنا بالأمس، فهو لا يكتفي بقصف القرى والمناطق الآمنة بالدبابات والمدافع والطائرات المسيرة، بل يعمد إلى استهداف وجودنا وهويتنا بطرق مباشرة وغير مباشرة”.
وأضاف: “القصف الذي يطال منازل الأبرياء، وتهجير السكان من أراضيهم، واستهداف البنية التحتية، كلها جرائم تعكس الوجه الحقيقي لسياسات تركيا التوسعية، لكن الأخطر من ذلك هو استخدامها للمرتزقة السوريين أدوات لتنفيذ أجنداتها”.
وأضاف:” إن مشهد السوري الذي يقتل أخاه السوري بأوامر تركية، ليس إلا جزءًا من خطة الاحتلال لزرع الفتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي في إقليم شمال وشرق سوريا ولقد دفعنا الكثير من الشهداء في سبيل الدفاع عن أرضنا وكرامتنا، وما زلنا بحاجة إلى أيام كثيرة وتضحيات كبيرة لنكمل مسيرة التحرر”.
وأردف: “كل شهيد يرتقي اليوم يعد شعلة ينير طريقنا نحو حرية لا يمكن أن تتحقق إلا بالثبات على مبادئنا والنضال المشترك ضد الاحتلال وأعوانه”.
التاريخ يعيد نفسه
ففي السادس من أيار عام 1916، نفذ جمال باشا السفاح، أحد قادة الاحتلال العثماني حكم الإعدام بحق 21 من المثقفين والقادة العرب في ساحتي المرجة بدمشق والشهداء ببيروت، وكان هؤلاء الرجال والنساء يمثلون صوت الحرية والأمل للشعوب العربية التي كانت ترزح تحت وطأة الاحتلال العثماني واليوم يواصل الاحتلال التركي سياسته الاستعمارية من خلال دعم المجموعات المرتزقة وفرض الهيمنة الثقافية ومحاولة إعادة أمجاد السلطنة العثمانية على حساب الشعوب.
فعاليات السادس من أيار
وأفادنا العبد الله: “في هذا العام نظمت العديد من الفعاليات لإحياء ذكرى الشهداء في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وستتضمن هذه الفعاليات كلمات يلقيها ذوو الشهداء، حيث يتم تسليط الضوء على بطولات الشهداء ودورهم في حماية الأرض والكرامة، كما يتم التذكير بالمجازر التي قام بها الاحتلال التركي في كوباني وغيرها “.
وفي الختام بين الرئيس المشترك لمؤسسة عوائل الشهداء “خالد نايف العبد الله”، أن “السادس من أيار ليس ذكرى نحييها، بل درس دائم يعلمنا أن النضال في وجه الطغاة لا يتوقف، وكما كان شهداء 1916 بذرة التحرر التي أثمرت لاحقًا، فإن شهداء اليوم هم بذرة صمودنا وإصرارنا على دحر الاحتلال التركي وأعوانه”.
مضيفاً: “نحن بحاجة إلى التمسك بوحدتنا وإرادتنا الحرة، فهذا هو السلاح الأقوى في وجه محاولات الاحتلال لإضعافنا، السادس من أيار هو يوم الوفاء للشهداء، لكنه أيضًا يوم للمراجعة والتأكيد على أن الحرية لا تُمنح بل تنتزع بالنضال والمقاومة، وكما خسر الطغاة بالأمس، فإن الاحتلال التركي ومرتزقته إلى زوال، وستظل تضحيات شهدائنا طريقنا نحو النصر والكرامة”.