No Result
View All Result
المشاهدات 1
اعداد/ آرين شنكالي –
فارس الخوري الشخصية الوطنية والشاعر والسياسي السوري الذي كان أشهر من نار على علم، ولد في لبنان عام 1877م، ودرس في المدرسة الأمريكية بصيدا وفي الكلية الأمريكية ببيروت. عمل مدرساً للرياضيات في الكلية الأمريكية، وانتخب في سنة 1912 نائبا عن دمشق في مجلس (المبعوثان) العثماني، تبوأ الخوري بالإضافة لذلك مراكز ومناصب مرموقة منها وزارة المالية سنة 1920 حين أُعلن استقلال سورية، واستاذاً في معهد الحقوق العربي، وزير المعارف في وزارة “الداماد” أحمد نامي سنة 1926، انتخب عضواً في الوفد السوري المفاوض لعقد معاهدة مع فرنسا عام1936، ممثل سوريا في المؤتمر البرلماني العربي في القاهرة في سنة 1938، ورئيساً للوزراء سنة1944م.
على الصعيد العربي والدولي كان الخوري حاضراً بشخصيته المميزة واللافتة ومواقفة الحازمة والحكيمة، فقد مثل سوريا في ميثاق الجامعة العربية وفي مؤتمر سان فرنسيسكو عام 1945م. وفي الكثير من المحافل والاجتماعات الدولية التي مثل فيها بلاده سوريا بعد ذلك ومنها تأسيس مجلس الأمن الدولي وترأسه لجلستين في مجلس الأمن الدولي.
مواقف وآراء لا تنسى:
عُرف عن فارس الخوري روح النكتة وسرعة البديهة والمواقف الطريفة دون استهزاء، وكذلك اتصف بالحكمة وسعة الأفق والنزاهة، وبقيت بعض مواقفه الحازمة وكذلك الطريفة معلقة في أذهان مجايليه ومحبيه، ومنها موقفه في الجامع الأموي عندما قال في الجامع الأموي عندما ادّعت فرنسا بأنها تحمي المسيحيين في سوريا: “إذا كانت فرنسا تدّعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله” ويومها خرجت دمشق بكل طوائفها وهي تردد لا اله الا الله.
وكذلك موقفه في مجلس الأمن عندما جلس على مقعد مندوب فرنسا في مجلس الأمن، وعندما احتج الأخير قال الخوري: “لقد جلست على مقعدك دقائق معدودة ولم تستحمل ذلك، فما بالك وأنتم تجثمون على صدورنا منذ خمس وعشرين سنة”.
كذلك ولما كان فارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي وكان المجلس يضم عدداً من نواب العشائر شبه الأميين، فوقف واحداً منهم يتحدث قائلاً: “حضرات النواب المحترمون”، فصحح له فارس الخوري بقوله: “حضرات النواب المحترمين”، فأعاد النائب نطقها بالشكل الصحيح.. ثم تابع قوله: “كان النواب المحترمين” ، فقاطعه فارس الخوري، وصحح له مرة أخرى بقوله : “كان النواب المحترمون”، فثارت ثائرة النائب وصاح محتجاً باللهجة العامية: ليش هيك متحطط علي يا دولة الرئيس؟؟ لما قلت “المحترمون” صححتها لي إلى “المحترمين” ولما قلت “المحترمين” قاطعتني وقلت: “المحترمون”….فماذا تريدني أن أقول؟؟ فقال الخوري: لست أنا من يريد بل “سيبويه”.
كما أن فارس الخوري شغل منصب وزير الأوقاف الإسلامية في سوريا لفترة معينة في حادثة فريدة لسعة ثقافته وتفهمه وانفتاحه حتى دافع عنه النائب عبد الحميد الطبّاع بقوله للخوري: “إننا نؤمن بك على أوقافنا، أكثر مما نؤمن أنفسنا “. رحل الخوري عن وطنه وخلانه ومناصبه في مساء اليوم الثاني من شهر كانون الثاني سنة 1962م.
No Result
View All Result