أبناء عفرين: “الوحدة الكردية مطلبنا جميعاً”

استطلاع/ شيار كرزيلي –

 أمام ما يواجهه الكرد من عدوان خارجي في أجزاء كردستان الأربعة من قبل أعداء الأمة الكردية وبالأخص تركيا ومرتزقتها التي تواليها وتقوم بتسليحها لقتال الكرد في جميع أرجاء كردستان وبخاصة في روج آفا، وقيامها باحتلال عفرين وحملات الإبادة الجماعية والمجازر والتغيير الديمغرافي من قبلها أو عن طريق المرتزقة؛ فكان يتوجب على الكرد القيام بموقف حيال هذا العدوان لخطورة الأحداث التي تهدد الأمة الكردية. ففي الآونة الأخيرة قام المؤتمر الوطني الكردستاني بدراسة الواقع الحالي والقيام بالمناقشات والمشاورات الطويلة لرؤية الحلول المناسبة من أجل إخراج الكرد من هذه الأزمة، فتم التوصل إلى طرح مبادرة توحيد الصف الكردي. ومن أجل التواصل مع الأحزاب الكردية قام المؤتمر الوطني الكردستاني بتشكيل عدة لجان؛ للقيام بزيارة الأحزاب الكردية في جميع أرجاء كردستان للمباحثة معهم وحثهم على أهمية هذه الخطوة في هذا الوقت، وعلى صعيد روج آفا قام المؤتمر الوطني في روج آفا بتشكيل لجنة مؤلفة من خمسة أعضاء من المؤتمر الوطني الكردستاني الـ (KNK)؛ مهمتها القيام بالمشاورات مع الأحزاب السياسية ودعوتهم للمشاركة في هذه الخطوة.

المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار

وحول هذا الموضوع؛ استطلعت صحيفتنا آراء بعض المواطنين المهجرين قسراً من عفرين إلى الشهباء، وفي البداية؛ حدثنا عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المحامي حسن إيبش عن أهمية هذه الخطوة التي يقوم بها المؤتمر الوطني الكردستاني قائلاً: “تكمن أهمية الدعوة للمؤتمر الوطني الكردستاني في هذا الوقت إلى أسباب وعوامل وظروف تاريخية تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وإلى الظروف الخاصة التي تتعلق بمصير الشعب الكردي الذي وصلت قضيته إلى المحافل الدولية وباتت على طاولة الدول العظمى المتصارعة للسيطرة على المنطقة وإلى تهديد وجوده على هذه الجغرافية. واليوم نجد الدولة التركية وحلفائها وأدواتها الإرهابية تهدد وبشكل مباشر في وجوده التاريخي، على هذه الجغرافيا وترتكب بحقه أبشع المجازر بهدف إبادة وإمحاء هويته القومية من المنطقة، وهي لا تدخر أي جهد في سبيل ضرب المكتسبات التي تحققت، وتصرح علناً بأنها عدو للشعب الكردي”.

وأكد إيبش حديثه بالقول: “حان الوقت كي يفهم الكرد هذه المعادلة، وأن يدركوا مدى خطورة الوضع الذي هم مقبلون عليه، والشعب الكردي عامة مُطالب بحمل المسؤولية التاريخية الذي دفع ثمنها الآلاف من دماء الشهداء وما زال يدفع حتى هذه اللحظة. ويتحتم عليه الاستفادة من الدروس التاريخية السابقة والاستفادة منها، ومنع تكرارها مرة بعد أخرى؛ كما حدث مع الأرمن والآشور والسريان وجميع الشعوب التي كانت تعيش على هذه الأرض.  وبالنتيجة الوحدة الوطنية هي الغاية من المؤتمر الوطني الكردستاني لكي نستطيع تجاوز هذه الظروف المفصلية في تاريخ المنطقة”.

وحول تأييد المجتمع الكردي لهذه الخطوة قال حسن إيبش: “لقد بات الكرد يدركون تماماً المخاطر التي تواجههم، ومع ارتفاع مستوى الوعي الفكري والسياسي للجمهور الكردي وإدراكه للواقع الحالي الذي فُرِض عليه، وشعوره بالضياع ومعاناته التي تحملها لسنين طويلة على يد الأنظمة الديكتاتورية التي حكمته. وحالة التشرذم السياسي التي عاشه طويلاً، أصبح مطلبه الوحيد هو توحيد الموقف والصف الكردي حول القضايا المصيرية”.

وتابع: “ينتظر الكرد هذه الخطوة ويراه مطلباً قوميا بات ضرورياً في هذا الوقت، كما يرى في هذه الخطوة السبيل الوحيد لضمان وجوده وحقوقه في المرحلة القادمة، وهو مقتنع بأن الوحدة الوطنية حق ومطلب جماهيري وليس مطلب لحزب أو جماعة معينة. وأعتقد بأن الأحزاب التي لديها رؤية صحيحة وقراءة لما يجري قادرة وستسعى لنجاح هذه المبادرة، وحين نمتلك برنامجاً سياسي نابع من المصلحة الوطنية للشعب الكردستاني سنكون قادرين على مجاراة الأحداث والتوحيد وتحقيق إنجازات كبيرة تكون بمستوى تطلعات هذا الشعب العريق. وبالنتيجة على الأحزاب كافة الاستماع إلى صوت الشعب، والاستجابة إلى ندائه ومن الضروري تحلي الأحزاب الكردية بروح المسؤولية، من أجل حماية مكتسبات وحقوق الشعب الكردي”.

أما عن مخاطر انقسام المجتمع الكردي والبقاء دون تحقيق الوحدة؛ قال حسن إيبش: “أعتقد بأن عدو الشعب الكردي يستغل هذه النقطة بشكل رئيسي في تأليب الشعب الكردي ضد بعضه البعض، وهذا الانقسام والبقاء دون توحد يخدم مصالح العدو على حساب مصالح الشعب الكردي، وهذه حقيقة تدركها جميع الأحزاب الكردية جيداً؛ لأن الأنظمة السلطوية تجمعها المصالح السلطوية ولا تهمها قضايا الشعوب والديمقراطية، ومن الضروري حين يتعرض الشعب لعدوان من قبل عدو خارجي، يتوجب من المجتمع الكردي أن توحد خطابها وقواها من أجل التصدي لذلك التهديد”.

واختتم عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المحامي حسن إيبش حديثه بتوجيه كلمة للأحزاب الكردية قائلاً: “على الأحزاب الكردية القيام بواجبها التاريخي تجاه الشعب الكردي الذي دفع الثمن الباهظ في سبيل نيل حقوقه المشروعة، وفق المواثيق الدولية وهذه المسؤولية تقع على عاتق جميع الأحزاب الكردية، واليوم لا يوجد للكرد سوى مطلب وحيد، ألا وهو وحدة الصف والموقف الكرديين”.

الوحدة الكردية ضرورية في هذه المرحلة

وفي السياق ذاته؛ تحدث لصحيفتنا الفنان رضوان عمر قائلاً: “الخطوة التي يقوم بها المؤتمر الوطني الكردستاني لتوحيد الصف الكردي ضرورية وملحة، وبخاصةً في هذه المرحلة التاريخية التي نمر بها، فقد رأينا كيف تعرّض شعبنا لمجازر في الآونة الأخيرة من قبل العدو التركي ومرتزقته من الإرهابيين، وكيف قاموا بالهجوم على سري كانيه وكوباني واحتلالهم لعفرين السلام، المدينة التي أوت جميع السوريين دون النظر إلى اللغة أو العرق أو الدين”.

واختتم رضوان عمر حديثه بالقول: “من الواجب علينا ككرد توحيد الصف والكلمة، وعلى جميع الأحزاب الكردية أن تضع حقوق الشعب الكردي ومطالبه أمام المصلحة الحزبية؛ لأن الشقاق لا يستفيد منه سوى عدو الشعب الكردي”.

كما أكد المواطن جكر خوين شيخو على ضرورة توحيد الخطاب الكردي فقال: “على المجتمع الكردي أن يتحد؛ لأن الكرد يتعرضون للصهر وتتم محاربتهم ثقافياً، وفي كل يوم تدمر آثارها وحضارتها من قبل العدو، واليوم هنالك الآلاف يقيمون في المخيمات بسبب الأعمال الوحشية التي تتعرض لها القومية الكردية، وبالمختصر المفيد في الاتحاد قوة وفي التفرقة الضعف”.

وحول الموضوع ذاته؛ حدثتنا المواطنة عزيمة حنان عمر قائلة: “أنا أمٌ كردية وقد استشهد ولداي في سبيل أن نعيش بكرامة، ففي كل يوم هنالك أمهات يبكين على فلذات أكبادهن، يكفينا المعاناة والتشتت والتشرذم وخدمة الأعداء؛ لا بدّ من التوحيد”. وأنهت عزيمة عمر حديثها بجملة قالت فيها: “إنني كأم ضحت بأولادها، أدعو جميع الأحزاب بالتوحد للوقوف صفاً واحداً أمام جميع المخططات التي تستهدف وجودنا”.