راغب الفارس: “العشائر العربية والكردية ستتصدى لأي مشروع يستهدف وحدتهم”

حاوره/ غاندي إسكندر –

التهديدات التركية باجتياح شرق الفرات، واحتلال المناطق السورية التي تتمتع بالأمان والديمقراطية الحقيقية، ما هي إلا نوايا مبيته منذ مئات السنين من قِبل أبناء آل طغرل الذين دُحِروا منذ أكثر من مئة عام أمام صخرة الشعوب التي ذاقت الأمرين نتيجة الممارسات اللاإنسانية المتبعة من قِبلهم، وتمارس الآن في عفرين. إن فكرة بناء منطقة آمنة في شمال سوريا إن كانت برعاية تركيا، فهي مرفوضة من قِبل الشعوب السورية، وإن الانسحاب الأمريكي لن يغيّر من معادلة مقاومتنا للمتربصين بنا، والعشائر العربية، والكردية ستقاوم أي مشروع يهدد وحدتهم، حول هذه النقاط حاورت صحيفتنا الشيخ راغب الفارس أحد شيوخ قبيلة الزبيد في الجزيرة وكان الحوار على الشكل التالي:

ـ يهدد أردوغان في كل أوان وزمان بأنه سيجتاح شرق الفرات على غرار عفرين، وأنه سيحمي شعوب المنطقة، كيف تفسرون التهديدات الصادرة من أنقرة؛ وهل لها صدى لدى شعوب المنطقة؟

بداية نحن كقبائل عربية نستكر بشدة التصريحات الصادرة من رأس هرم السلطة في أنقرة، ورغبته الجامحة في اجتياح المنطقة، وعلى الجميع أن يعلم إن مشروع العدالة والتنمية هو مشروع فوضوي قائم على سياسة القتل، والترهيب، والتغيير الديمغرافي ويسعى أردوغان إلى دق الإسفين بين مكونات المنطقة، وإحداث شرخ وبلبلة للحالة الديمقراطية السائدة، والتآلف الأخوي بين الشعوب، فما جرى لعفرين وأهلها من قتل، وتنكيل، ونهب، وسرقة، واحتلال ماثل أمام أعيننا، والنموذج الذي يريده أردوغان هو ما نراه في عفرين. فبعد احتلال أردوغان ومرتزقته لعفرين تحولت المدينة من ملجأ آمن ومستقر لكل السوريين إلى مرتع للفساد، والجريمة في ظل إدارة أردوغان، وتلك التصريحات اليومية ستزيد من اللحمة الوطنية وستُفرغ من محتواها، أمام إصرار الشعوب في الحفاظ على مكتسباتهم الديمقراطية.

ـ بالتزامن مع تهديدات أردوغان باجتياح شمال وشرق سوريا؛ قررت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من شرق الفرات، وتسليم مهمة دحر داعش لأردوغان كما وصفها ترامب، ما هو توصيفكم لذلك.

القاصي، والداني على يقين تام بأن داعش هو صنيعة أردوغانية بامتياز، فقد رأيناها عندما دخلت إلى جرابلس التي كانت تُدار من قِبل داعش كيف تمت التمثيلية بين المرتزقة، وداعش، ومع بداية الأحداث في سوريا الكل يعلم كيف تم إدخال المرتزقة إلى مدينة سري كانيه، وكل الفصائل المسلحة التابعة للائتلاف السوري مرتبطة بالمخابرات التركية. وعندما صرح ترامب بهذه التصريحات تنفس أردوغان الصعداء فهو على استعداد تام للتحالف مع أعدائه ضد كل من يتحدث عن المشاريع الديمقراطية، ولا سيما الكرد فهو يعاني من فوبيا الكرد وكل شعب لا يتفيأ بظله. وبالنسبة للانسحاب الأمريكي علينا اليوم أن نعتمد على أنفسنا في الدفاع عن مناطقنا بالدرجة الأولى. وقدمنا ألاف الشهداء في سبيل بناء سوريا، وإلى اليوم نقدم خيرة شبابنا في ساحات الحرية، وعندما حررنا تل حميس، وسري كانيه، وكرهوك، وجزعة، وتل كوجر لم تكن لا أمريكا، ولا التحالف متواجدة عندنا. لذلك؛ انسحاب أمريكا لن يغيّر من معادلة دفاعنا عن حقوقنا وكرامتنا.

ـ مؤخرا تم تداول تشكيل منطقة آمنة في شمال سورية بعمق 30كم؛ برأيكم هل نحن بحاجة إلى منطقة آمنة في مناطقنا؟

يعتبر الشمال السوري منطقة آمنه مسبقاً في الجغرافية السورية باستثناء المناطق التي احتلتها تركيا، فهذه المنطقة أثبتت للعالم كيف حمت ذاتها طيلة سنوات الأزمة من خلال إدارة أبنائها لها، ومشاركة كل الشعوب في بنائها، واستقراراها. إن حجة المنطقة الآمنة التي يرغب أردوغان أن يضعها في أولوياته بمبادرة أمريكية، ورعاية تركية لها، ستحوّل المنطقة إلى ساحة موبوءة بمرض الإرهاب. لذلك؛ إن أراد المجتمع الدولي بناء منطقة آمنة، فنطالب أن تكون منطقة تحت إشراف الأمم المتحدة، وإن أرادوا أن يبنوا منطقة آمنة على حسب رغبة أردوغان فليبنوها في جنوب تركيا، المحاذي لحدودنا فنحن في شمال سوريا ما زلنا نعاني من الإرهاب القادم من الحدود التركية، فإطلاق الرصاص على الفلاحين، وأبناء القرى الحدودية ومقتل طفلة عمرها 11سنة في كري سبي يأتي من الحدود التركية وليس من مكان آخر.

ـ أنتم كعشائر عربية؛ ما الرسالة التي توجهونها لأبناء المكونات السورية في شمال وشرق سوريا لمواجهة التهديد التركي.

كوني أحد وجهاء قبيلة الزبيد أتوجه من منبركم هذا لكل الشعوب في شمال وشرق سوريا، وفي سوريا عامة، وكل القبائل والعشائر الكردية والعربية أن يوحدوا كلمتهم، وصفوفهم لمواجهة جميع المشاريع الاحتلالية من أي دولة كانت، ولا سيما تركيا العثمانية، فلا أحد سيجلب لنا السلام والخير، وأنا على يقين تام بأن كل القبائل العربية لا تقِبل الاحتلال التركي الذي جربناه أربعة قرون، وستقاتل بكل جسارة ضد أي مغامرة أردوغانية حمقاء في المنطقة.