قامشلو/ دعاء يوسف – تُعد فرقة لاميتا السريانية من الفرق الفنية في مدينة تربه سبيه /قبري حيوري/، وتُعنى بإحياء التراث السرياني بتقديم عروض فلكلورية ودبكات شعبية تعبّر عن عمق التاريخ والحضارة السريانية.
تسير فرقة لاميتا السريانية للفلكلور والدبكات بخطا ثابتة نحو الحفاظ على التراث الثقافي السرياني وإحيائه، في مسعى ينبض بروح الانتماء والاعتزاز بالإرث الحضاري العريق لشعوب المنطقة، وقد أُسِّست تزامناً مع انطلاقة دار توما نهريو الثقافية في مدينة قبري حيوري عام 2022.
تضم الفرقة حالياً 13 عضواً أساسياً بأعمار تتراوح من عشر سنوات، وحتى خمسة عشرة سنة، ويتم إعدادهم للمشاركة في المهرجانات والفعاليات، ويتم تدريب 15 عضواً إضافياً تمهيداً لضمهم إلى الفريق مستقبلاً. وتخضع المجموعة لبرنامج تدريبي منتظم بواقع يومين أسبوعياً، فيما تُكثف التدريبات عند التحضير لأي مناسبة خاصة لضمان تقديم عروض ولوحات فنية تليق بثراء التراث السرياني.
ومن المشرفين على الفرقة مدربة مساعدة “مارين ثائر إسحق“، التي تؤكد أن الهدف الأسمى للفرقة يتمثل في “إحياء التراث السرياني والحفاظ على ثقافة شعوبنا الأصيلة من فلكلور وتاريخ عريق وإرث حضاري ضخم”.
فيما تهدف فرقة لاميتا إلى إحياء الفلكلور السرياني والمحافظة على الهوية الثقافية لشعوب المنطقة، وإيصال هذا التراث العريق للأجيال الجديدة من خلال عروض فنية تعبّر عن تاريخ طويل، وثقافة متجذّرة، وهوية نابضة بالحياة.
وتشارك الفرقة سنوياً في مهرجان مردوثو، وفي مناسبات عديدة كاحتفالات حزب الاتحاد السرياني، وتأسيس الجمعية الثقافية السريانية، ويوم اللغة الأم، وكرنفالات عيد الميلاد، وعيد رأس السنة السريانية الآشورية البابلية (الأكيتو)، فضلاً عن مشاركاتها في مناسبات تُنظّمها الإدارة الذاتية الديمقراطية عند تلقي الدعوات.
ورغم ما حققته من نجاحات، بينت مارين أن الفرقة تواجه بعض التحديات، وأبرزها الصعوبات الاقتصادية التي تعيق توفير الأزياء الفلكلورية، إضافة إلى الحاجة لتأمين أعضاء ملتزمين وفاعلين في الفريق.
في ظل هذه الجهود المستمرة، تواصل فرقة لاميتا رسم لوحات فنية متجذرة في التاريخ، نابضة بالحياة، وتحاكي وجدان شعب بأكمله يسعى للحفاظ على ذاكرته الثقافية بالرقص والموسيقا، لتتحول الفرقة من مجموعة راقصين، إلى جسر بين الماضي والحاضر، وتحكي حكاية شعب يرفض أن ينسى ثقافته.