مركز الأخبار ـ استذكر المؤتمر القومي الكردستاني ضحايا الإبادة الجماعية بحق الأرمن والسريان والآشور والكلدان، ودعا تركيا إلى الاعتراف بهذه الإبادة وتنفيذ متطلبات هذه الشعوب.
في الذكرى السنوية للإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية بحق الأرمن والسريان والآشور والكلدان في عام 1915، أصدر المجلس التنفيذي للمؤتمر القومي الكردستاني (KNK) بياناً استذكر فيه مأساة المجزرة، ودعا إلى الاعتراف بها دولياً.
وجاء في البيان: “ارتكبت الإمبراطورية العثمانية وحلفائها في عام 1915 للميلاد مجزرة مروّعة بحق الشعوب المسيحية الأصيلة التي كانت تعيش في ميزوبوتاميا والأناضول، كما راح عدد كبير من الكرد الإيزيديين أيضاً ضحية هذه المجزرة، وشارك في ارتكاب هذه المجزرة المنافية للإنسانية قادة جمعية الاتحاد والترقي ومرتزقة المنظمة الخاصة والفرق الحميدية والقادة في الجيش العثماني، وكان الهدف من هذه المجزرة إزالة تاريخ وثقافة الشعب الأرمني والآشوري والسرياني والكلداني من الوجود، هذه المجزرة هي جريمة ضد الإنسانية لا يمكن إنكارها، والدليل الملموس والحقيقي هو عدد القتلى، الذي تجاوز المليون ونصف المليون، وتؤكد هذه الحقيقة أيضاً سجلات سكان الدولة العثمانية.
قُتل من الشعب الآشوري والسرياني والكلداني أكثر من نصف مليون شخص ومن الشعب الأرمني أكثر من مليون شخص، بطريقة همجية وبربرية، وأساليب وأماكن مختلفة، كما تم نفي مئات الآلاف من الأشخاص من منازلهم وقراهم بموجب قانون التهجير، تم تحويل عشرات الآلاف، معظمهم من الفتيات والنساء الشابات، إلى مسلمين، وأُجبروا على الزواج بطريقة لا إنسانية، تم تدمير آلاف المستوطنات والكنائس والأديرة والمدارس والمكتبات والمعامل وتم الاستيلاء على كمية غير معروفة من الممتلكات والثروات ونهبها، استُبيح قتل وترحيل الشعوب الآشورية والسريانية والكلدانية والأرمنية وتدمير موطنهم وآثارهم الثقافية والتاريخية، ونُفذت عمليات تطهير عرقي وديني مع دعوات وأوامر للجهاد. احتلت الإمبراطورية العثمانية أراضي ميزوبوتاميا والأناضول ونهبتها على مدى مئات السنين، وفي عام 1915 أبادت هذه الشعوب، ولازال جرح هذه الإبادة ينزف.
هذه الصدمة التي حلّت بهؤلاء، لا تزال مأساة تطارد الأجيال الجديدة على مدى مائة وعشرة أعوام، مليئة بالذكريات المريرة. بعد مرور مائة وعشرة أعوام على هذه الإبادة الجماعية، إذا لم تعترف الجمهورية التركية، وريثة الإمبراطورية العثمانية، بهذه الجريمة، فإنها تصبح شريكة فيها، مما يعني الاستمرار في الإبادة الجماعية بطريقة أخرى، وفي مناسبة الذكرى المئوية للإبادة الجماعية، نطالب الجمهورية التركية بالاعتراف بها وتنفيذ متطلباتها.
ونحن في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، نُدين مرةً أخرى وبشدة الإبادة الجماعية التي ارتُكبت في عام 1915، وندعو جميع السلطات والمؤسسات ذات الصلة بالاعتراف بالإبادة الجماعية”.