رامان آزاد
ينطوي الملف السوريّ على تعقيداتٍ كثيرةٍ، لم تنتهِ بمجرد سقوط نظام الأسد، رغم أنّه كان العقدة الأكبر، وذلك بسبب ارتباط الأزمة السوريّة بمجملِ تعقيدات المنطقة، ووفقاً لذلك تربط الإدارة الأمريكيّة مسألة وجود قواتها في سوريا بسياستها العامة في الشرق الأوسط، وفيما لم تعلن واشنطن نيتها عن سحب قواتها من سوريا، فإنّ خبر انسحابٍ أمريكيّ مزمعٍ كان قيد التداول، لاستدراجِ واشنطن لإعلانِ موقفٍ رسميّ يحسمٌ خلافاتٍ بالمنطقة، بينها الخلاف بين تل أبيب وأنقرة.
نفي رسميّ للانسحاب
نفت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون)، الخميس 17/4/2025 في تصريحٍ لوكالة “ريا نوفوستي” الروسيّة، وجودَ قرارٍ نهائيّ لتقليصِ عدد القواتِ الأمريكيّة في سوريا، وذلك رداً على تقارير إعلاميّة، تحدثت عن خططٍ لسحبِ نحو نصف القوات الأمريكيّة من سوريا. وجاء في بيان البنتاغون: “تقوم وزارة الدفاع الأمريكيّة بانتظامٍ بإعادة توزيع قواتها بناءً على الاحتياجات العملياتيّة والظروف غير المتوقعة. هذه التنقلات تُظهر الطبيعةَ المرنةَ للسياسةِ الدفاعيّة العالميّة للولايات المتحدة، وقدرتها على الانتشارِ السريعِ في مختلف أنحاء العالم استجابة للتهديدات الأمنيّة المتغيّرة”.
لكنّ وكالة “أسوشيتد برس” نقلت باليوم نفسه عن مسؤول أمريكيّ أنّ الولايات المتحدة ستسحب نحو 600 جندي من سوريا، لتبقي على أقل من ألف جندي للعمل مع قوات سوريا الديمقراطيّة لمكافحة “داعش”.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت في تقريرٍ نشرته الثلاثاء 15/4/2025 عن مسؤولين أمريكيين، أنَّ واشنطن تدرسُ خفضَ عدد قواتها في سوريا من ألفي جندي إلى نحو ألف، مع إعادة توزيعهم في قواعد أقل عدداً، ضمن مسعى “لإعادة التموضعِ العسكريّ” في الشرق الأوسط. وأشار أحد المسؤولين إلى أنّ هذا التحرك يأتي في ظلّ مراجعة شاملة يجريها وزير الدفاع الأمريكيّ بيت هيغسِث بشأن انتشار القوات الأمريكيّة حول العالم. ما يجعل خطة تقليص القوات في سوريا جزءاً من هذه المراجعة الأوسع.
فيما أكدت قناة CBS News في تقريرها، أنّ خطة خفضِ القوات تتضمن تقليص القواعد الأمريكيّة المنتشرة في شمال وشرق سوريا، في إطارٍ إعادة هيكلة تركز على التهديدات المستجدة في مناطق أخرى من الإقليم.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة، الثلاثاء، أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة ستبدأ بانسحابِ تدريجيّ من سوريا خلال الفترة المقبلة. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأنَّ مسؤولين أمنيين أمريكيين أبلغوا الجيشَ الإسرائيليّ بموعد الانسحاب من سوريا، على أن يبدأ خلال الشهرين المقبلين. وبحسب الصحيفة، فإن وزير الدفاع الإسرائيليّ ومسؤولين أمنيين نقلوا اعتراضهم الشديد للإدارة الأمريكيّة، محذّرين من أنّ الانسحابَ قد يُمكّن تركيا من السيطرة على قواعد استراتيجيّة في سوريا مثل مطار التيفور. ونُقل عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله: “هذا الانسحاب بمثابة سباق مع الزمن قبل أن تحزم أمريكا حقائبها وتغادر”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أنّ تل أبيب لا تزالُ تضغط على واشنطن لتأجيل هذا الانسحاب من سوريا، إذ تخشى إسرائيل من سيطرةِ تركيا في حالِ انسحاب الولايات المتحدة، على المزيد من الأصول الاستراتيجيّة في سوريا. وأوضحت أنّ عزم الرئيس دونالد ترامب سحب قواته العسكريّة من سوريا ليس مفاجئاً، فقد أعلن منذ بداية تنصيبه في 20 كانون الثاني الماضي نيته سحب القوات الأمريكيّة من المنطقة.
ومنذ إسقاط النظام السوريّ في 8/12/2025، وتشكيل حكومة انتقاليّة في دمشق لم تُعلن واشنطن بوضوح موقفها بشأن بقاء قواتها في سوريا، وسط انقسام داخل الإدارة الأمريكيّة حول كيفية التعامل مع سلطات دمشق الجديدة.
الحسابات الأمريكيّة تتجاوز سوريا
خلافاً للمعلومات المتداولة حول انسحاب أمريكيّ وشيك، تم تداول معلومات تفيد برصد نشاط غير اعتياديّ لقوات التحالف الدوليّ خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق من شمال وشرقي سوريا، وتمثلت بتحركات لوجستيّة واسعة النطاق، تضمنت إدخال وإخراج شاحنات ومعدات عسكريّة من وإلى القواعد الأمريكيّة، وسط تحليق مكثف للطائرات العسكريّة. وأفادت معلومات متداولة بدخول عشرات الشاحنات إلى قاعدة الشدادي جنوب الحسكة، وتوجّه نحو 50 شاحنة فارغة إلى قاعدة حقل العمر بريف دير الزور الشرقي، رفقة قوات التحالف الدوليّ. كما أقلعت طائرة شحن عسكريّة من قاعدة الشدادي، بعد تحميلها معدات ثقيلة لم يُكشف عن طبيعتها، الأمر الذي يؤكد إجراء عمليات إعادة تموضع أو إعادة تقييم لنقاط الانتشار.
ويعكسُ التناقض بين النفي الأمريكيّ والتحركات على الأرض والتقارير الإعلاميّة الأمريكيّة والإسرائيليّة، درجة تعقيد ملف الوجود الأمريكيّ في سوريا، وسط تخوفات إقليميّة من فراغ قد تملؤه تركيا بقوة، وارتدادات مباشرة على توازنات القوى في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل تحوّلات عميقة تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق.
تستند السياسة الأمريكيّة في سوريا إلى جملة أولويات تتوافق مع سياستها العامة في المنطقة متجاوزةً سوريا، وإذ يُتوقع تخفيضُ التدخل في الملف السوريّ، وتجنب الاشتباك، ولكن دون التخلّي عن هدفِ إبعاِد إيران وضمان عدم عودتها، ومواصلة سياسة عقد صفقات السلام لمنع تجدد الحروب في الشرق الأوسط انسجاماً مع سياسة ترامب “المصالح الاقتصاديّة مقابل السلام”، وهو النموذج عينه لمسعى وقف الجرب في أوكرانيا، والتفرغ الكاملِ للمنافسِ الاقتصاديّ الأقوى المتمثل بالصين.
ووفقاً لذلك من غير المتوقع انسحاب القوات الأمريكيّة من سوريا بالكامل، وقد تجري عملية إعادة انتشار، تحتفظ من خلالها بوجودٍ عسكريّ على الحدودِ السوريّة العراقيّة، ويرجّح بقاء القوات الأمريكيّة في قاعدة التنف بالبادية السوريّة، وخراب الجير في الحسكة، نظراً لأهميتهما في إطار السياسة الأمريكيّة لإغلاق الحدود أمام النفوذ الإيرانيّ. وبالمجمل يُستبعد أيّ انسحابٍ أمريكيّ قبل ضمانِ الاستقرارِ في المنطقةِ، وحماية السجون والمخيمات ودمج “قسد” في الجيشِ السوريّ.
وتشير أولى المؤشرات للسياسات الخارجيّة لإدارة الرئيس الأمريكيّ ترامب في الشرق الأوسط إلى اهتمام بإعادة سياسة الضغط القصوى ضدّ إيران والحدّ من نفوذها الخارجيّ، في سوريا والعراق واليمن، وقد أعاد ترامب إدراج جماعة أصار الله (الحوثيين) ضِمن قائمة المنظمات الإرهابيّة في ثاني يوم لأدائه القَسَم الرئاسيّ، كما انخرط فريقه مبكراً بالملف العراقيّ حتى قبل دخول ترامب رسمياً البيت الأبيض، ووُجهت رسائل عدة للحكومة العراقيّة تطالبُ بدمجِ فصائل الحشد الشعبيّ ضِمن مؤسسة الجيش لتقليص هامش مناورة إيران في العراق.
كما تزامنت المعلومات حول انسحاب أمريكيّ وشيك مع تصاعد التوتر مع إيران وإرسال واشنطن تعزيزات عسكريّة ضخمة إلى الشرق الأوسط، شملت حاملات طائرات وقاذفات “بي-2″، وسفن حربية، ومنظومات دفاع جوي.
وكان الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، قد نفى في 30/1/2025 مزاعم عن نيته سحب القوات الأمريكيّة الموجودة في سوريا. وقال خلال لقائه مع صحفيين في البيت الأبيض إنّه لا يعلم مصدر المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام حول الانسحاب الأمريكيّ من سوريا. وأضاف: سنتخذ قراراً بشأن ذلك. “نحن لا نتدخل في سوريا. سوريا في حالة فوضى ولديهم ما يكفي من الفوضى هناك إنّهم لا يحتاجون مشاركتنا في كل شيء”.
وجاء ذلك بعد يومين من تداول وسائل إعلام نقلاً عن هيئة البث الإسرائيليّة، أنّ مسؤولين أمريكيين نقلوا رسالة لنظرائهم في إسرائيل تفيد بعزم الرئيس الأمريكيّ الانسحاب من سوريا. ورداً على ذلك، قال مسؤول في البنتاغون: إنّهم ملتزمون بهزيمة “داعش”، ودعم قوات سوريا الديمقراطية في محاربته.
وقال مسؤولان دفاعيان في 5/2/2025 إنّ “البنتاغون”، يعملُ على وضعِ خططٍ لسحبِ جميع القواتِ الأمريكيّة من سوريا، حسبما أوردت شبكة NBC News حينها. وأضاف المسؤولان أنّ ترامب والمسؤولين المقربين منه أعربوا مؤخراً عن اهتمامهم بسحب القوات الأمريكيّة من سوريا، ما دفع مسؤولي “البنتاغون” إلى البدء في وضع خطط للانسحاب الكامل في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر دون توضيح سياق تلك التصريحات ومتى أدلى بها ترامب.
مشروع غاز في الكواليس
اللافت أنّ المعلوماتِ حول الانسحاب الأمريكيّ الوشيك من سوريا مصدرها وسائل إعلام إسرائيليّة، إذ يبدو أنّ تل أبيب عملت على رفع سقف المخاوف من الوجود التركيّ في سوريا لاستدراج واشنطن لإعلان موقف حاسم بشأن وجود قواتها في سوريا. ولذلك حذّرت تل أبيب من زيادة نفوذ تركيا وتعزيز وجودها العسكريّ في العُمقِ السوريّ بعد سقوط النظام السابق. وأشارت إلى أنّ تمركز تركيا الدائم في مواقع مثل تدمر يشكّل “خطاً أحمر”، وتهديداً مباشراً لقدراتِ سلاح الجو الإسرائيليّ بالمنطقة. ولكن القضية لا تتعلق بالوجود العسكريّ فقط، بل بالبعد الاقتصاديّ وإمكانيّةِ إحياء مشروع “دولفين” لنقل الغاز القطريّ عبر سوريا إلى تركيا والذي طُرح عام 2009. ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيليّة في 15/4/2025، أنّ تل أبيب متخوفة من احتماليّة نقل الغاز والنفط الخليجيّ إلى أوروبا عبر سوريا وتركيا. وانتقدت الصحيفة عدم امتلاك إسرائيل استراتيجية تجاه سوريا، وأنّ تركيا لن تترك الساحة السوريّة لإسرائيل. مشيرة إلى احتمال إعادة طرح مشروع نقل الغاز القطريّ إلى أوروبا عبر سوريا وتركيا. وقالت: إنّ تركيا التي تنظر إلى سوريا كأولوية استراتيجيّة لن تترك هذه الساحة إلى إسرائيل.
وشددت الصحيفة على أهمية مشروع نقل الغاز القطريّ إلى أوروبا عبر تركيا المحتمل بالنسبة لأنقرة ونقلت عن السفيرة الإسرائيليّة السابقة لدى تركيا، أميرة أوران، قولها: “تركيا تلعب دوراً محوريّاً في استقرار سوريا وسيكون من الأفضل لإسرائيل عدم السقوط في خطر الصدام العسكريّ وإقامة علاقات مع أنقرة بالطرق الدبلوماسيّة. وأكّدتِ الصحيفة على الانتقاداتِ من عجزِ اسرائيل عن تحديدِ سياسة واضحة تجاه سوريا على الرغم من هجماتها المتزايدة في سوريا وتوسيعها الرقعة المحتلة من الأراضي السوريّة.
وكانت تل أبيب قد وضعت نصب عينيها مخططاً استراتيجيّاً لنقل مصادر الطاقة الخليجيّة إلى أوروبا عبر ميناء حيفا، لكن التحولات التي فرضتها الحرب في سوريا فرضت متغيراً على هذه الخطط.
وفيما كانت التصريحات التركيّة والإسرائيليّة تزداد حدةً حول سوريا، أكد وزير خارجية دولة الاحتلال التركيّ، هاكان فيدان، في 10/04/2025 وجود محادثات تقنيّة مع إسرائيل في باكو عاصمة أذربيجان لتجنب نشوب صراع عسكريّ في سوريا. وقال فيدان لقناة CNN TURK رداً على سؤال حول مزاعم وجود محادثات غير مباشرة أو مباشرة مع إسرائيل: “يمكنني القول، إنّ هناك اتصالات تقنيّة (مع إسرائيل) لمنع العناصر المقاتلة من سوء فهم بعضها البعض”. وأوضح أنّ هذه الاتصالات التقنيّة تتم بشكل مباشر عند الضرورة. وأشار فيدان إلى أنّه أثناء القيام بعملياتٍ معينةٍ في سوريا، سواءً جواً أو غير ذلك، لا بد من وجود آليّة لفضِّ الاشتباك مع إسرائيل، التي تُسيّر طائراتها في تلك المنطقة. وجاء تصريح فيدان بعد يومين من تصريح لأردوغان وصف فيها إسرائيل بـ”الدولة الإرهابيّة” واتهمها بمحاولة “إجهاض الثورة السوريّة”.
يُعدّ اللقاء التقني بين تركيا وإسرائيل في باكو محطّة طبيعية في إطار تقاسم النفوذ في سوريا، والتنسيق في ملفاتٍ إقليميّةٍ أخرى، بينها التعاون في مسائل الطاقة في شرق المتوسط، ومواجهةِ خصمٍ إقليميّ مشترك، مثل إيران. وجاء اللقاء ترجمة لوساطة أمريكيّة بين أنقرة وتل أبيب.
انفتاح مشروط
يتعلق الوجودُ الأمريكيّ في سوريا بتقييم واشنطن لأداءِ سلطات دمشق الجديدة، ويُتوقَّع أن تستجيب إدارة ترامب للجهودِ الإقليميّة الرامية لتوفير الاستقرار في سوريا، والتي تقودها دولٌ إقليميّة، وقد تشهد سوريا مزيداً من الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات، ولكن لن تكونَ مسألة رفع اسم هيئة تحرير الشام من على قائمة التنظيمات الإرهابيّة، وإنهاء كاملِ العقوبات أمراً سهلاً، إذ يعتمد التعاطي الأمريكيّ على مدى إتاحةِ سلطات دمشق للحياةِ السياسيّة لجميع الأطياف السوريّة، وتوافقها مع رؤية ترامب للشرق الأوسط.
في 25/3/2025 كشفت وكالة رويترز نقلاً عن مصدرين أمريكيّ وسوريّ بأنّ نائبة مساعد وزير الخارجيّة الأمريكيّ ناتاشا فرانشيسكي سلّمت قائمة من ثمانية مطالب لوزير الخارجية السوريّ أسعد الشيباني في اجتماع خاص على هامش مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل في 18/3/2025. وتضمنت عدم تولي ما يسمى بجهاديين أجانب مناصب حكوميّة قياديّة وتدمير أيّ مخازن أسلحة كيماويّة متبقية والتعاون في مكافحة الإرهاب.
وإذا يرتبط التفاعُل الأمريكيّ مع الملفّ السوريّ بعلاقة ترامب الشخصيّة والمتينة مع الرئيس التركيّ، وحتى لو قلصت إدارة ترامب الدعم المقدَّم لقسد، إلا أنّه يستبعد موافقتها على استخدام القوةِ العسكريّة ضدها، وتخسر حليفاً إقليميّاً مهماً في محاربة الإرهاب، وهذا ما يدعوها إلى دعم انخراط قوات سوريا الديمقراطيّة في سوريا الجديدة، ونزع الذرائع التركيّة والدفع باتجاه إيجاد صيغة سلام.
وحتى اليوم لم تُظهر واشنطن انفتاحاً حقيقيّاً على الحكومة الجديدة، وسط خلافات داخل البيت الأبيض. ويرى مسؤولون أنَّ الروابط السابقة لقيادات الحكومة السوريّة الحالية مع تنظيمات جهادية تبرّر الحفاظ على موقفٍ حذرٍ ومحدودٍ في التعامل معها.
بالمجمل يتصف ترامب بأنّه شخصية غير تقليديّة، فهو سياسيّ بعقل مقاول، يجيد عقد الصفقات ويستخدم العقوبات الاقتصاديّة سلاحاً فعالاً للضغط، ومن الصعب التكهن بخُطواته المستقبليّة، وإذ لا يُتوقع أنّ تبدي انفتاحاً كبيراً مع سلطات دمشق الجديدة، إلا أنّ ذلك لا يمنع من منحها فرصة مشروطة مقابل التعاطي الإيجابيّ، ومن جملة الشروط منع تمكين المتطرفين من السلطة ومنع عودة ظهور “داعش”.